خاص الموقع

هل تؤثّر تداعيّات زلزال تركيا على مشروع نيوم السعودي؟

في 2023/02/08

(أحمد شوقي\ راصد الخليج)

من المعلوم أنّ مشروع نيوم، هو مشروع سعودي لمدينة مخطّط  لبنائها عابرة للحدود، أطلَقه الأمير محمد بن سلمان آل سعود، ولي العهد السعودي في العام 2017 في أقصى شمال غرب المملكة العربيّة السعوديّة بـإمارة منطقة تبوك محافظة ضباء، ويمتدّ 460 كم على ساحل البحر الأحمر.

وهو بمثابة درّة التّاج للأمير محمد بن سلمان، حيث يقع المشروع ضمن إطار التطلّعات الطّموحة لرؤية 2030 بتحويل المملكة إلى نموذجٍ عالمي رائد في مختلف جوانب الحياة، من خلال التّركيز على استجلاب سلاسل القيمة في الصّناعات والتّقنية داخل المشروع.

ومن المخطّط له، الإنتهاء من المرحلة الأولى للمشروع بحلول عام 2025م، وقد تمّ دعم المشروع من قبل صندوق الاستثمارات العامّة السعودي بقيمة 500 مليار دولار.

ونظرًا لأنّ الزلزال المدمّر الذي تعرّضت له تركيا وسوريا، فتح الباب أمام التّقارير الجيولوجيّة، ومستقبل الزلازل بالمنطقة، فمن اللّافت ورود فالق البحر الميّت في معظم التّقارير كموقع محتمل لزلازل كُبرى إثرَ تداعيّات الزلزال التّركي.

ومشروع مدينة “نيوم”، يقع بالقرب من الحدود مع دولتَي الأردن ومصر، ومن المعروف أنّ هذه المنطقة تقع في الطّرف الجنوبي من فالق البحر الميت المعرَّض للزلازل.

وتَشَكَّل هذا الفالق، وكذلك فالق البحر الأحمر جنوبه، بسبب التّباعد بين الصّفيحة التكتونيّة الإفريقيّة والصّفيحة العربيّة بعضهما عن البعض الآخر منذ حوالي 50 مليون سنة. 

ويمتدّ فالق البَحر الميّت ما يقرب من 1200 كيلومتر من البحر الأحمر شمالاً إلى تركيا، وتُظهر السجلّات المكتوبة أنّه تسبّب بعددٍ من الزلازل المدمّرة على مدار 2000 عام الماضية. 

ويخشى بعض الخبراء من أن يكون هناك آثار لزلزال تركيا قد أثّر على صدع البحر الميّت، ومن ثمّ يُصبح له تأثيرات أكبر على المنطقة العربيّة .

وربّما تزداد هذه الشّكوك، بعد وقوع هزّة أرضيّة شمال نابلس بقوّة 4 درجات على مقياس ريختر شعر بها سكّان البيرة ورام الله والقدس.

وقد نقلت وكالة الأنباء الفلسطينيّة عن مدير مركز رصد الزّلازل في جامعة النّجاح الوطنيّة بنابلس جلال الدبيك قوله إنّ مركز الهزّة الأرضيّة على بعد 13 كم شمال مدينة نابلس، على صدع "الفارعة-الكرمل"، وبقوّة 3.7-4 درجات على مقياس ريختر، وبعمق 10 كم.

وتواترت التّقارير التي تربط بين الزلزال الذي ضرب جنوب تركيا وشمال سوريا والذي تسبّب بمقتل الآلاف، والمَخاوف أن يتسبّب بإثارة النّشاط الزلزالي في المنطقة، لا سيّما في منطقة حفرة الإنهدام بمنطقة البحر الميّت.

وقالت التّقارير أنّه كثيرًا ما يُنظر إلى فالق البحر الميّت بأنّه قد يتسبّب في يوم من الأيّام بزلزال قد يكون قويًا، وخاصّةً وأنّ الوضع الجيولوجي والتركيبي للمنطقة التي حدث فيها الزلزال، يقع بالقرب من تقاطع فالق "شرق الأناضول" مع فالق البحر الميّت.

وكانت عدّة مناطق قريبة من فالق البحر الميّت قد شهدت هزّات خفيفة عقب الزلزال المدمّر لا سيّما شمال رفح، لكن أقوى هذه الهزات حتّى الآن، كانت الهزّة التي وقعت في نابلس.

ويقول الخبراء إنّ الطّاقة المُنبعثة عن زلزال تركيا المدمّر، ستولّد ضغطًا للصّفائح التكتونيّة المُجاورة، ما يعني أنّ هزّات أو زلازل قد تقع على طول فالق البحر الميّت أو حتّى بمُحيط بحر إيجه.

ورأى الخُبراء أنّ زلزال تركيا أكسب صفيحة الأناضول قوّة ضغط من جهة الجنوب ستقوم بتفريغها إمّا نحو منطقة بحر إيجه أو صدع البحر الميّت.

وبحسب الخبراء فإنّ صدع البحر الميّت الممتد من شمال غرب سوريا والذي يمرّ بلبنان من ثمّ البحر الميّت وينتهي بخليج العقبة، لم يشهد عمليّة تفريغ للطّاقة منذ عقود فلهذا هو مرشّح ليكون على موعد مع هزّات أرضيّة أو زلزال لتفريغ الطّاقة الكامنة.

والسؤال هنا، هل ستؤثّر هذه المَخاوف على مشروع نيوم، وهو المشروع السياسي قبل أن يكون الاقتصادي، لولي العهد السعودي؟