دول » دول مجلس التعاون

تفاصيل اجتماعات مسؤولي البنتاجون و6 دول خليجية لبحث حلف دفاعي ضد إيران

في 2023/02/14

المونيتور - ترجمة الخليج الجديد- 

أفادت مصادر مطلعة بتفاصيل اجتماعات مسؤولين كبار في إدارة الرئيس الأمريكي "جو بايدن" في الرياض، الإثنين، لمناقشة الخطوات التي يمكن أن تتخذها دول الخليج العربي لبناء حلف دفاعي فعال ضد إيران.

وذكرت المصادر أن الاجتماعات يقودها المبعوث الأمريكي الخاص لإيران "روبرت مالي"، ومسؤولة سياسة الشرق الأوسط في البنتاجون "دانا سترول"، والمدير بالإنابة لمكافحة الإرهاب في وزارة الخارجية "كريستوفر لاندبرج"، وتضم مسؤولين وعسكريين من السعودية والإمارات وقطر والبحرين والكويت وسلطنة عمان، حسبما أورد موقع "المونيتور".

كما يشارك مسؤولون أمريكيون آخرون، من مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض ووزارة الخارجية والبنتاجون، في الاجتماعات، التي ستركز على الخطوات التالية لإدارة "بايدن" تجاه إيران، وبناء دفاع إقليمي متكامل، والتعاون الأمني البحري ومكافحة الإرهاب.

وقال مسؤول دفاعي أمريكي كبير للصحفيين قبل الاجتماعات: "سيكون هناك حديث عن الإجراءات الملموسة التي يتعين على الجميع اتخاذها؛ ليس فقط ما ستفعله الولايات المتحدة، ولكن ما يرغب شركاؤنا أيضًا في وضعه في اللعبة".

وفي السياق، يقول مسؤولو إدارة "بايدن" إنهم لا يتجاهلون أكبر هدفين لهم في الشرق الأوسط، وهما: تقييد تخصيب إيران النووي من خلال الدبلوماسية، وتعزيز التطبيع العربي مع إسرائيل.

لكن المسؤول الدفاعي الكبير قال: "مع عدم إحراز تقدم واضح في الآونة الأخيرة تجاه أي منهما، فإن هذين الهدفين لن يتصدرا جدول الأعمال في الرياض هذا الأسبوع".

لم يخض المسؤول في التفاصيل، لكنه قال إن "مجموعة العمل الخاصة بإيران بقيادة، روب مالي، ستعرض على نظرائها في دول مجلس التعاون الخليجي بالضبط أين يتم المضي قدمًا في الخطوة التالية تجاه طهران".

وفي الوقت نفسه، سيركز المسؤولون من القيادة المركزية الأمريكية ووكالة الاستخبارات الدفاعية وهيئة الأركان المشتركة ووكالة التعاون الأمني الدفاعي على كيفية قيام دول مجلس التعاون الخليجي باتخاذ خطوات نحو تكامل دفاعاتها الجوية والصاروخية والمساهمة في فرق المهام البحرية التي تقودها الولايات المتحدة.

ويأمل مسؤولو إدارة "بايدن" أن تشجع الاجتماعات دول الخليج على التوصل إلى اتفاقيات بشأن تبادل المعلومات الاستخباراتية وبيانات الرادار مع جيرانها، حتى تتمكن من إسقاط الصواريخ أو المقذوفات الإيرانية عبر تعاون مشترك.

ويقول مسؤولو الدفاع الأمريكيين إن الزيادة في الهجمات والتهديدات الإيرانية في السنوات الأخيرة ساعدت في وضع المسؤولين العسكريين الإقليميين، من الرباط إلى القاهرة إلى أبو ظبي، على نفس المنوال.

وقال المسؤول الدفاعي الكبير: "لا توجد خطط لقلب النموذج الحالي، حيث تشارك دول مجلس التعاون الخليجي بيانات الرادار الخاصة بها مع الجيش الأمريكي عبر مركز العمليات الجوية المشتركة بقاعدة العديد الجوية في قطر".

لكن مسؤولي البنتاجون يقولون إن إطارا إقليميا مشتركا للدفاعات الجوية من شأنه أن يحيد تهديدات إيران ووكلائها بشكل أفضل.

وفي السياق، قال قائد القوات الجوية الأمريكية بالشرق الأوسط، الجنرال "أليكس غرينكويتش"، أمام جمهور في واشنطن، الإثنين: "جزء كبير من تركيزنا هو تحديث اتفاقيات مشاركة البيانات"، مضيفا: "بمجرد إبرام هذه الاتفاقيات يمكننا بناء البنية التحتية لتكنولوجيا المعلومات".

وتأتي الاجتماعات بشأن كيفية التعاون المشترك لمواجهة خطر إيران في الوقت الذي يحذر فيه مسؤولو البيت الأبيض والبنتاجون من تعاون دفاعي ناشئ بين إيران وروسيا، وهو التعاون الذي يرى المسؤولون أنه سيزيد من قدرة إيران على تشكيل تهديدات لجيرانها.

وناقش مسؤولون كبار في الحرس الثوري الإيراني مع روسيا إنتاجا مشتركا لنسخة أسرع وأكثر كفاءة من طائرة مسيرة هجومية أحادية الاتجاه، هي "شهيد 136"، حسبما ذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" في وقت سابق من الشهر الجاري.

وقال مسؤول دفاعي أمريكي كبير: "الإيرانيون يتدربون بشكل كبير على معداتهم الفتاكة في أوكرانيا والتي ستؤدي لزيادة حدة التهديدات في الشرق الأوسط (..) يجب أن نشارك الدروس ، ويجب أن نخطط الآن لكيفية معالجة ذلك في المنطقة".

ومن المحتمل أيضًا أن تشكل قدرات الطائرات الإيرانية المسيرة خطرًا إضافيًا على القوات الأمريكية في سوريا، حسبما صرح "غرينكويتش" للصحفيين يوم الإثنين في مركز الأمن الأمريكي الجديد، وهو مركز أبحاث مقره واشنطن.

وأكد "غرينكويتش" أن "هدف إيران المتمثل في طرد القوات العسكرية الأمريكية من المنطقة لم يتغير"، مضيفا: "نراهم (الإيرانيين) يواصلون التفكير في شن هجمات على المجال البحري. كما نراهم يواصلون التفكير في شن هجمات على البنية التحتية النفطية في المنطقة، سواء كان ذلك في السعودية أو في أي مكان آخر".

ويُظهر مسؤولو البنتاجون تفاؤلًا بشأن إمكانية إحراز تقدم حقيقي نحو التوافق الأمني الإقليمي، وهو هدف اشتركت فيه 4 إدارات أمريكية متعاقبة.

وقالت "دانا سترول"، كبيرة مسؤولي السياسات في الشرق الأوسط في البنتاجون، للصحفيين عبر مؤتمر عن بُعد من الرياض يوم الإثنين: "لم تكن هناك لحظة أخرى من الزمن تكون فيها احتمالات التكامل الهادف أكثر واقعية مما هي عليه اليوم".

ويقول مسؤولو دفاع أمريكيون إن العلاقات العسكرية مع دول الخليج لا تزال غير متأثرة بالأهواء السياسية، حيث استمرت التدريبات العسكرية والاجتماعات المشتركة بين كبار المسؤولين العسكريين الأمريكيين والسعوديين خلف أبواب مغلقة، حسبما أورد "المونيتور" سابقًا.

لكن اجتماعات مجموعة العمل الخليجية، التي عقدت هذا الأسبوع، والتي كان من المقرر عقدها أصلا في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، تم تأجيلها من قبل إدارة "بايدن" وسط خلاف نادر مع السعودية بشأن قرار تحالف "أوبك+" بخفض إنتاج النفط.

وبينما تميل إدارة "بايدن" إلى خيار البنتاجون، مع نفاد خياراتها لكبح جماح تخصيب اليورانيوم الإيراني عبر المفاوضات، لا يزال الاستعداد بين الدول العربية لأن يُنظر إليها كجزء من حلف عسكري تقوده الولايات المتحدة وإسرائيل يبدو فاترا في أحسن الأحوال.

ولذا قال مسؤول دفاعي كبير: "بالنسبة لكل شريك في المنطقة، سيكون التوقيت مختلفًا لخطوات الاندماج في هيكل أمني إقليمي مع إسرائيل".

وأقر المسؤول: "لدى شركائنا متطلبات دفاعية حقيقية (..) إذا كانت هناك أوقات يستطيع فيها الإسرائيليون الاستجابة لتلك المتطلبات بشكل أسرع مما نستطيع، فإننا نعتقد أن هذا مجال إيجابي وسنشجعه".