ثقافة » تربية وتعليم

الكويت.. جدل واسع إثر قرار وقف الابتعاث الطبي إلى مصر والأردن

في 2023/06/12

متابعات-

أثار قرار السلطات الكويتية بإيقاف ابتعاث الطلبة في التخصصات الطبية إلى الجامعات المصرية والأردنية ردود أفعال متباينة بين رفض وتأييد.

وقالت وسائل إعلام كويتية بينها صحيفة "القبس"، الخميس الماضي، إن وزير التربية وزير التعليم العالي، حمد العدواني، أصدر قرارا بوقف الابتعاث للتخصصات الطبية في مصر والأردن.

وأفادت  "القبس" بأن القرار سيدخل حيز التنفيذ اعتبارا من العام الدراسي المقبل، وأنه جاء في "إطار سعي وزارة التعليم العالي لضبط جودة التعليم وضمان صحة وسلامة الشهادات العلمية، وتعزيز التعليم الجيد".

ولم يصدر عن وزارة التعليم تأكيد رسمي حتى اللحظة.

وقوبل القرار بجدل واسع في الكويت؛ حيث تصدر هذا الموضوع الحديث عبر مواقع التواصل الاجتماع بين من رفضه وبين من أيده.

واعتبر مغردون أن القرار خاطئ وغير سليم وهدم لمستقبل الطلبة، كما أشار آخرون إلى أن الإجراء قد يكون لأجل "تنفيع" الجامعات الخاصة في داخل الدولة.

وقال رئيس قسم الطب النفسي بكلية الطب في جامعة الكويت، سليمان الخضاري: "كأستاذ أكاديمي وطبيب وأب... أقولها بصراحة، القرار باختصار خاطئ جدا".

وكتب على تويتر: "مقدار سوء الفهم والانقسام الحاصل في موضوع وقف الابتعاث للجامعات المصرية والأردنية كبير.. وتداخلت في ردة الفعل كالعادة النوايا الطيبة عند الكثيرين بالعنجهية والعنصرية ضد تلك البلدان والدارسين فيها".

واستشهد الخضاري بـ "النقص الشديد في الكوادر الطبية حول العالم، بما في ذلك الكويت"، بدليل استعانة الدولة الخليجية الثرية بكوادر من بلدان أخرى مثل باكستان وكوبا.

وقال النائب في مجلس الأمة بدر الشمري: "نرفض قرار وزير التربية بإيقاف الإيفاد وكذلك ضم البعثات في التخصصات الطبية في مصر والأردن، خاصة أنه جاء متزامنا مع فتح جامعة طبية خاصة في البلاد رغم الملاحظات الواردة عليها".

وتساءل: "هل تنفيع التجار أهم من مستقبل أبنائنا الطلبة، خاصة مع الحاجة الماسة للكوادر الطبية في سوق العمل؟!".

وكتب عضو مجلس الأمة الكويتي، محمد هايف المطيري: "وقف وزير التربية الابتعاث في التخصصات الطبية قرار متخبط يضر بالتعليم والمتعلمين ويخالف ما اعتمده جهاز الاعتماد الأكاديمي في الكويت لهذه التخصصات في العام الماضي، الذي حرص على تحسين المخرجات".

من جهة أخرى، أعرب ناشطون وأكاديميون عن تأييدهم للقرار.

وقال الدكتور أحمد المنيس: "لا شك عندي بوجود علاقة مختلة بين العمل الأكاديمي والتدخل السياسي في الشؤون العلمية والفنية".

وأضاف: "لا أفهم كيف يتدخل نواب الأمة البعض منهم لا يحمل شهادة علمية تخصصية بقرار منع الابتعاث في التخصصات الطبية إلى مصر والأردن، والذي جاء بعد دراسة علمية تصب في مصلحة الكويت والطلبة والجامعة".

وكتب الناشط محمد الوشيحي: "رغم سوء أداء وزير التربية.. وكنت أحد المطالبين باستبعاده من التشكيل الوزاري القادم. إلا أن قرار إيقاف الابتعاث لمصر والأردن في التخصصات الطبية قرار سليم، أؤيده بشدة، وأخالف رأي المعترضين عليه".

وقالت الباحثة إسراء العيسى: "وقف الابتعاث للجامعات الضعيفة في بعض التخصصات الطبية.. وقف لهدر موارد الدولة لأهم استثماراتها.. جودة التعليم".

وأضافت: "القرار مبني على زيارات لوفود ميدانية متخصصة ولجان تقيس جودة مخرجات هذه الجامعات".

وتملك الكويت آلاف الطلبة في الجامعات المصرية والأردنية، حيث إن الكثير من هؤلاء الطلاب مبتعثون من قبل الحكومة، فيما يدرس البعض الآخر على نفقته الخاصة.

وفي مايو/ أيار الماضي، قال وزير التربية والتعليم الكويتي حمد العدواني، إن المخصصات المالية للطلبة الكويتيين المبتعثين الحاصلين على بعثات دراسية خارج البلاد هي الأعلى في العالم، وطالب حينها جميع الطلبة بالجد والاجتهاد.