سياسة وأمن » اتفاقيات

تحالف بحري إيراني خليجي محتمل.. تعزيز للاستقرار أم زيادة للصراع؟

في 2023/06/19

سيد ريان أمير ومحمد إشتياق حسين | مودرن دبلوماسي - ترجمة الخليج الجديد- 

تتصف الآثار المتوقعة لتحالف بحري محتمل بين إيران ودول خليجية عربية بأنها "معقدة وغير مؤكدة"، إذ يعتقد خبراء أنه يمكن أن يساعد في تعزيز الاستقرار الإقليمي، بينما يخشى آخرون من أن يؤدي إلى "زيادة التوترات والصراع"..

ذلك ما خلص إليه الباحثان سيد ريان أمير ومحمد إشتياق حسين، في تحليل بموقع "مودرن دبلوماسي" الأمريكي (Modern diplomacy) ترجمه "الخليج الجديد"، مشيرين إلى أن قائد البحرية الإيرانية الأدميرال شهرام إيراني أعلن في 2 يونيو/حزيران الجاري، أن بلاده والسعودية والإمارات وقطر والبحرين والعراق والهند وباكستان تعتزم تشكيل  تحالف بحري لـ"تأمين الاستقرار الإقليمي".

وتابعا أنه على الرغم من أن بقية الدول المعنية لم تعقب، لكن هذا التحالف المحتمل سيكون "بمثابة اختراق كبير نحو شرق أوسط واحد دون انقسامات سياسية وقوى خارجية".

ولفتا إلى أن إيران والسعودية وقَّعتا، بوساطة الصين في 10 مارس/آذار الماضي، اتفاقا استأنفا بموجبه علاقتهما الدبلوماسية، ما أنهى قطيعة استمرت 7 سنوات بين بلدين يقول مراقبون إن تنافسهما على النفوذ أجج العديد من الصراعات في أنحاء الشرق الأوسط.

واعتبرا أن هذا الاتفاق أحبط محاولات إسرائيل، حليفة الولايات المتحدة، لعزل إيران دبلوماسيا. وتعتبر كل من إسرائيل وإيران الدولة الأخرى العدو الأول لها.

الأمن والازدهار الاقتصادي

و"سيتأثر أمن المنطقة بشكل كبير باحتمال تشكيل هذا التحالف البحري، إذ يعتزم التعامل مع القضايا الأمنية مثل التهديدات البحرية وعدم الاستقرار في الخليج العربي عبر تعزيز التعاون بين هذه الدول المتنافسة تقليديا، ويمكن للتحالف أن يعزز قدرة المنطقة على صد الهجمات الخارجية وضمان أمن الطرق الاقتصادية الرئيسية"، بحسب أمير وحسين.

وأشارا إلى أن "المنطقة تضم بعض أهم طرق الشحن في العالم مثل قناة السويس ومضيق هرمز، كما أن الشرق الأوسط لديه أكبر احتياطي من النفط والغاز الطبيعي".

وأردفا أن "الدول المعنية بالتحالف تدرك المزايا المحتملة لزيادة الاستثمار والتجارة ومشاريع البنية التحتية التعاونية، ويمكنها إطلاق العنان للإمكانات الاقتصادية للمنطقة وتحسين نوعية الحياة لمواطنيها".

انتقاد أمريكي ودعم صيني

لكن بحسب أمير وحسين "توجد تداعيات دبلوماسية كبيرة لإنشاء هذا التحالف البحري، فهو يتحدى هيمنة القوى الخارجية (بقيادة الولايات المتحدة) ويعيد تنظيم العلاقات التقليدية في الشرق الأوسط".

وأضافا: "هناك نوعان من الديناميكيات المهمة هنا، أولا، يبدو أن إيران ودولا أخرى في الخليج بدأت تدرك أن صراعها الإقليمي بالوكالة يؤثر سلبا على تنميتها، وثانيا، قلصت الولايات المتحدة تدريجيا انخراطها في الشرق الأوسط وحولت تركيزها نحو شرق آسيا (لمواجهة نفوذ الصين)، ولذلك، لم يعد يُنظر إلى واشنطن كمزود حلول للقضايا الإقليمية".

وجاء إعلان إيران عن التحالف البحري المحتمل بعد أيام من إعلان الإمارات انسحابها من التحالف البحري الإقليمي في الخليج بقيادة الولايات المتحدة ومقره في البحرين، ومن أهدافه تأمين تجارة النفط العالمية.

وقال أمير وحسين إن القوى الخارجية منقسمة بشأن التحالف البحري المحتمل، إذ أعربت الولايات المتحدة عن استغرابها من إعلان إيران، معتبرةً أنها المصدر الرئيسي لـ"عدم الاستقرار الإقليمي".

بينما عبَّرت الصين، المنافس الاستراتيجي للولايات المتحدة، عن دعمها للمبادرة بقولها إنها "تدعم الدول الإقليمية في متابعة التنمية من خلال الوحدة والسيطرة على مستقبلها".

ووفقا لخبراء فإن "هذا التحالف سيتجاهل نفوذ الولايات المتحدة في المنطقة بشكل كبير، في حين أن الصين ستصبح لعبا بازرا"، بحسب أمير وحسين.

واعتبرا أن التحالف البحري الإيراني الخليجي المحتمل لا يزال في مراحله الأولى، وليس من الواضح تأثيره أو نجاحه على المدى الطويل، لكن المنطقة تتحرك نحو "نظام إقليمي جديد، وسيكون لشرق أوسط موحد آثار بعيدة المدى على الجغرافيا السياسية العالمية، بالإضافة إلى أمن واستقرار المنطقة".