خاص الموقع

انكشافٌ للفجوة بين نظام الإمارات وشعبها بعد "طوفان الأقصى"

في 2023/10/20

(أحمد شوقي \ راصد الخليج)

بالرغم من المواقف الرسميّة الإماراتيّة السّابقة للحرب الراهنة الدائرة في فلسطين، والمتمثلة بالتّطبيع ووتيرته السّريعة المبالغ فيها، بشكل أثار استغراب كبرى المراكز البحثيّة، إلّا أنّ القناعة بوجود فجوة بين الرأي العام الشّعبي الإماراتي والنّظام كانت موجودة، بالرغم من بعض المظاهر التي حاولت بعض اللّجان الإلكترونيّة التابعة للنظام تسييدها على أنّها توافق شعبي مع النّظام في الموقف من العدوّ.

مع عمليّة "طوفان الأقصى" انكشفت بالفعل هذه الفجوة الكبيرة، حيث شهدت دولة الإمارات حملات تضامن شعبي واسعة النّطاق مع قضية فلسطين، وما تتعرّض له غزة من مجازر إسرائيليّة، حيث تفاعل الآلاف مع حملة "تراحم من أجل غزة"، والتي أُطلقت لمواجهة تداعيّات العدوان الإسرائيلي على غزة. وبحسب وسائل إعلام إماراتيّة، فقد توافد أكثر من ألف متطوع إماراتي ومقيم في أبوظبي إلى قاعة موانئ في ميناء زايد، للمساعدة في تعبئة طرود المساعدات الحيويّة، والتي بلغت 13 ألف طرد تحوي موادًا غذائيّة جافة وبطانيات وحفاظات أطفال ومستلزمات طبيّة.

هذا التضامن الشّعبي الواسع جاء بالرغم من إغلاق السّلطات، في أبوظبي، للعديد من الجمعيات الخيريّة التي كانت تقدّم العون للشعب الفلسطيني بشكل مباشر، وجعلت التطوع حكرًا عليها، أو على الجمعيّات والهيئات التابعة لها، حتى أصبح العمل التطوعي في الإمارات فعلًا نادرًا لا يتمّ إلّا وفقًا لشروط السّلطات.

ولبيان مدى الفجوة، فلا بدّ من إلقاء الضوء على ممارسات السّلطة، والتي كشفت عنها وسائل الإعلام، وتفرّدت بها الامارات دونًا عن بقية الدّول العربيّة والإسلاميّة والخليجيّة. فقد كشف موقع "أكسيوس" الأمريكي أنّ الإمارات هي الدّولة العربيّة الوحيدة التي وافقت حتى الآن على الخطة الإسرائيليّة المدعومة أمريكيًا لتهجير سكان قطاع غزة إلى مصر. فقد ذكر الموقع أنّ أبوظبي أبلغت واشنطن والكيان الصهيوني دعمها للخطة التي يصفها الفلسطينيون بأنّها تصفية علنيّة للقضيّة الفلسطينيّة ونكبة جديدة بعد نكبة العام 1948.

بحسب الموقع؛ فإنّ الرئيس الإماراتي "محمّد بن زايد" أبلغ الرئيس الأمريكي "جو بايدن"، في اتّصال هاتفي بينهما قبل أيام، استعداد أبوظبي لدعم مصر بالأموال للقبول بخطة التهجير.

كما تحوّل مطار دبي، في دولة الإمارات، إلى نقطة لتجميع جنود الاحتياط للعدو الإسرائيلي تمهيدًا للانخراط في الحرب المتواصلة على غزة، وارتكاب المزيد من المجازر بحقّ الفلسطينيين.

لعلّ نيران الغضب الشّعبي على العدو قد طالت الإمارات بسبب هذا التحالف الشّاذ، والذي تصدّر وسم #اولاد_زايد_صهاينة_العرب الترند عربيًا وإسلاميًا تنديدًا بما وُصف بالمواقف الخيانيّة لدولة الإمارات في دعمها المفتوح لــــــ"إسرائيل" واصطفافها معها في حربها المفتوحة على الفلسطينيين. وأجمع المغرّدون، من مختلف الدّول العربيّة والإسلاميّة، على التنديد بموقف أبوظبي المتحالف مع دولة الاحتلال الإسرائيلي على حساب فلسطين ومقاومتها.

أبرزَ المغردون المواقفَ الخيانية للإمارات وانفرادها عربيًا بمهاجمة عمليات المقاومة الفلسطينية والتضامن مع الكيان الإسرائيلي. ومن تداعيات ذلك، الكشف عن حملة قمع إماراتيّة شاملة لمنع أي فعاليّة مساندة لفلسطين ومقاومتها بالتزامن مع استمرار حرب الكيان على غزة. فقد تحدثت مصادر متواترة عن حملات اعتقال ضد فلسطينيين وعرب يقيمون في الإمارات، بسبب تغريدات لهم على مواقع التواصل الاجتماعي تعبّر عن التضامن مع فلسطين.

هذا إضافة إلى أنّ أمن ملعب استاد هزاع بن زايد، في مدينة العين الإماراتيّة، منع لاعبي منتخبي مصر والجزائر وجماهيرهما من رفع أعلام فلسطين.

 هذه الفجوة بين النظام الإماراتي والشّعوب العربيّة والإسلاميّة، وفي مقدّمتها الشّعب الإماراتي/ تنذر بعواقب وخيمة تستدعي من النظام مراجعة حساباته وتوجهاته والعدول عن مساره الراهن.