دول » الامارات

نائب رئيس الإمارات يؤكد تطلع بلاده لتطوير العلاقات مع الجزائر.. وانتقادات واسعة لدور أبو ظبي بسبب “قيادة مشروع التطبيع مع إسرائيل”

في 2023/11/23

متابعات- 

تبدو العلاقات الرسمية بين الجزائر وأبو ظبي عادية، يطبعها التواصل الرسمي والمجاملات الدبلوماسية، على الرغم من أن الإعلام في الجزائر وعددا من السياسيين يهاجمون باستمرار ما يعتبرونه دورا مشبوها للإمارات في المنطقة.

وفي آخر تواصل رسمي، أكد نائب رئيس دولة الإمارات، منصور بن زايد آل نهيان، متانة العلاقات التي تجمع بلاده مع الجزائر. وذكرت وكالة الأنباء الإماراتية، أن نائب رئيس الدولة هنأ في اتصال هاتفي الوزير الأول الجزائري نذير العرباوي بمناسبة تسلمه مهامه الجديدة، معربا له عن خالص تمنياته بالتوفيق والنجاح في أداء مهامه ومسؤولياته الجديدة.

ونقل المسؤول الإماراتي للعرباوي تحيات رئيس الدولة الإمارات محمد بن زايد آل نهيان، إلى رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، مع تمنياته للشعب الجزائري الشقيق دوام التقدم والازدهار. وأعرب منصور بن زايد، وفق نفس المصدر، عن تطلعه إلى أن تشهد هذه العلاقات مزيداً من التطور والتقدم بما يعود بالخير والنماء على البلدين وشعبيهما الشقيقين.

ويأتي الكشف عن هذا الاتصال، في وقت يحذر الإعلام الجزائري من دور مشبوه للإمارات وسعيها لمحاولة ضرب استقرار الجزائر، عبر نشر معلومات وتحليلات تصب في هذا الاتجاه.

وفي آخر مقال لها، نشرت صحيفة “الخبر” الجزائرية، معلومات تفيد باستقدام السلطات الإماراتية عناصر من جهاز الأمن الإسرائيلي “الشاباك” لتوظيفهم لدى جهاز الأمن الإماراتي، في خطوة قالت إنها “تكرس التمادي في الإضرار بالقضايا العربية ومصالح شعوب المنطقة”.

وذكرت الصحيفة استنادا لما وصفتها بالمصادر المطلعة، أن السلطات الإماراتية اتفقت مع “إسرائيل” على استقدام 7 من ضباط “الشاباك” إلى الإمارات من أجل توظيفهم لدى جهاز الأمن الإماراتي وبأسماء إماراتية لإبعاد شبهة جنسيتهم الصهيونية.

وأبرزت أن سلطات أبو ظبي اعتمدت هذه الطريقة في توظيف عناصر الشاباك لعدم إثارة سخط الشرفاء من أصحاب البلد وأيضا الجنسيات الأخرى العاملة في الدوائر الحكومية، مع تمكينهم من صفة مستشار لإخفاء الطبيعة الحقيقية لعملياتهم.

وتكمن مهمة هؤلاء بحسب نفس المصدر، في التعاون مع السلطات الأمنية في الإمارات من أجل تكريس سياسة أمنية تخدم أمن الكيان الصهيوني بالدرجة الأولى، وتأسيس بؤرة لعمل استخباراتي يزعم الصهاينة بأنه موجه لتوفير الحماية للجالية الصهيونية المقيمة هناك، والتصدي لارتدادات الزلزال الذي أحدثته معركة طوفان الأقصى.

وأضافت الصحيفة أن “عددا معتبرا من أفراد الجالية الصهيونية المقيمة في ذلك البلد العربي، أصبحوا يتبوأون مناصب ووظائف عليا وحساسة في شركات كبرى وإدارات الدولة، إضافة إلى استقرار عدد لافت من رواد الأعمال والتجارة وقطاع المال، إذ تعتبر الإمارات مركزا ماليا تتحكم فيه لوبيات صهيونية وتهيمن على القرار الاقتصادي والمالي والتجاري فيها دون علم من سلطات أبوظبي”.

واعتبرت الصحيفة أن “مثل هذا التعاون المريب يبعث على القلق، خاصة أن زوار الإمارات تحت أي مبرر أو هدف، وخاصة من الجنسيات العربية والإسلامية التي لا ترحب بمواقف أبوظبي تجاه القضايا العربية والإسلامية المركزية، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية، سيجدون أنفسهم محاصرين ومحل متابعة أمنية صهيونية”.

ويعود القلق الإعلامي والسياسي من الدور الإماراتي في المنطقة، إلى تطبيع هذه الدولة مع إسرائيل واعتبار بعض السياسيين أنها تقوم بدور وظيفي لدعم الكيان والترويج للتطبيع معه في المنطقة.

وسبق لذات الصحيفة أن ذكرت قبل أسابيع، أن الإمارات “قد انتقلت إلى السرعة القصوى في جعل الجزائر هدفا لمؤامراتها الدنيئة في محاولة اللعب بأمنها واستقرارها، فاستعانت بالمخزن الذي عرض عليها وضع تحت تصرفها الإرهابيين المغاربة الذين حاربوا في صفوف تنظيم داعش”.

وأشارت إلى أنه “تم تجنيد 5750 عنصرا بينهم 1150 ينشطون رسميا الصالح الاستخبارات المغربية، فيما ترعى تل أبيب، عملية التنسيق بين الدولتين المخربتين، لأجل استهداف منشآت حساسة في جنوب الجزائر”، وفق قول الصحيفة.

من جانبها، نشرت صحيفة الشروق الجزائرية قبل مدة، معلومات تفيد بوجود “تحركات مشبوهة” لملحق الدفاع بسفارة الإمارات في الجزائر، متوقعة أن تنفجر أزمة دبلوماسية بين الجزائر وأبو ظبي في أي وقت.

ونقلت الصحيفة عما قالت إنها مصدر دبلوماسية أجنبية موثوقة، أن “الملحق الإماراتي الذي يحمل رتبة عقيد، صرح لأحد الدبلوماسيين في حضرة نظرائه الأوروبيين، أنه في حال نشوب حرب بين الجزائر والمغرب، فإن بلاده ستقف بكل إمكاناتها مع المملكة العلوية”.

وكان عبد القادر بن قرينة، رئيس حركة البناء الوطني المشاركة في الحكومة، قد حذر قبل مدة من الدور الإماراتي في المنطقة عقب انقلاب النيجر الأخير، مشيرا إلى أن لديه معلومات بخصوص تطبيع وشيك لتونس مع إسرائيل بعد أن زارها مسؤول دولة خليجية مؤخرا، وهي التصريحات التي أثارت جدلا واسعا وتداركها لاحقا بالقول إنه لا يقصد التطبيع السيادي بل الثقافي، لكنه أبقى نفس الاتهامات للإمارات التي وصفها بالدولة الخليجية الوظيفية، التي توجد دائما وراء لعبة زرع الخلافات والفرقة في المنطقة.