اقتصاد » مياه وطاقة

وثائق مسربة: الإمارات تعتزم استغلال استضافتها لقمة المناخ في إبرام صفقات نفطية

في 2023/11/30

متابعات-

كشفت وثائق مسربة عن وجود خطط إماراتية لاستغلال فرصة استضافتها لمؤتمر الأمم المتحدة للمناخ "كوب 28"، في مناقشة إبرام صفقات النفط والغاز وتطوير مشاريع الوقود الأحفوري. 

وتناقض الخطط الإماراتية مع المهمة الرئيسية للقمة المناخية الأممية، التي تسعى للحد من ارتفاع درجة الحرارة العالمية على المدى الطويل إلى 1.5 درجة مئوية؛ لتجنب آثار التغيرات المناخية الناجمة على الانبعاثات الكربونية بسبب استخدام الوقود الأحفوري. 

وتحصل على الوثائق المسربة صحفيون مستقلون في مركز التقارير المناخية الذي يعمل جنباً إلى جنب مع هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي". 

وبحسب "بي بي سي"، فقد تم إعداد الوثائق من قبل فريق "كوب 28" في الإمارات لعقد اجتماعات مع ما لا يقل عن 27 حكومة أجنبية قبل قمة "كوب 28" التي تبدأ في 30 نوفمبر/ تشرين الثاني.   

وكان الهدف من إعدادها هو تقديمها لسلطان جابر، الذي يشغل أيضاً منصب الرئيس التنفيذي لشركة النفط الحكومية العملاقة في الإمارات العربية المتحدة "أدنوك"، وشركة الطاقة المتجددة الحكومية "مصدر"، وهو أيضا رئيس "كوب 28".

وشملت الوثائق "نقاط حوار" مقترحة، مثل نقطة للصين والتي تقول إن "أدنوك مستعدة لإجراء تقييم مشترك للفرص الدولية للغاز الطبيعي المسال" في موزمبيق وكندا وأستراليا.   

وأشارت الوثائق إلى إخبار وزير كولومبي بأن أدنوك "مستعدة" لدعم كولومبيا لتطوير مواردها من الوقود الأحفوري.   

وهناك نقاط حوار لـ13 دولة أخرى، بما في ذلك ألمانيا ومصر، تشير إلى إخبارهم بأن "أدنوك" تريد العمل مع حكوماتهم لتطوير مشاريع الوقود الأحفوري.   

وأظهرت الوثائق أن الإمارات أعدّت أيضاً نقاط حوار حول الفرص التجارية لشركة الطاقة المتجددة الحكومية "مصدر"، قبل اجتماعها مع 20 دولة، بما في ذلك المملكة المتحدة والولايات المتحدة وفرنسا وألمانيا وهولندا والبرازيل والصين، والسعودية، ومصر، وكينيا.   

انتهاك ونفاق 

وبحسب "بي بي سي"، فإن محاولة عقد صفقات تجارية أثناء عملية مؤتمر الأطراف (كوب 28) يشكل انتهاكاً خطيراً لمعايير السلوك المتوقعة من رئيس المؤتمر.   

وتوضع هذه المعايير من قبل "اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ"، وهي هيئة الأمم المتحدة المسؤولة عن مفاوضات المناخ.   

وتقول اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ إن "المبدأ الأساسي" لرؤساء مؤتمر الأطراف وفرقهم هو "الالتزام بالحياد".   

وفي هذا الصدد، عبر مانويل بولجار فيدال، رئيس قمة "كوب 20" في البيرو عام 2014، عن شعوره بالقلق من أن انهيار الثقة قد يعني عدم إحراز تقدمٍ في معالجة تغير المناخ في دبي.   

وقال: "رئيس مؤتمر الأطراف هو زعيم العالم، ويحاول بناء توافق في الآراء نيابة عن الكوكب".   

وأضاف: "إذا حاول أيّ رئيس لمؤتمر الأطراف جلب مصلحة معينة، (بما في ذلك) المصلحة التجارية، فقد يعني ذلك فشل مؤتمر الأطراف".

واعتبر البروفيسور مايكل جاكوبس من جامعة شيفيلد، وهو خبيرٌ في سياسات المناخ في الأمم المتحدة، أن تصرفات فريق "كوب 28" بدت "منافقةً بشكلٍ مذهل".     

وتابع: "أعتقد في الواقع أن الأمر أسوأ من ذلك، لأ الإمارات في الوقت الحالي هي الوصي على عملية الأمم المتحدة التي تهدف إلى الحد من الانبعاثات العالمية. ومع ذلك، في نفس الاجتماعات التي تحاول فيها على ما يبدو متابعة هذا الهدف، فإنها تحاول في الواقع عقد صفقات جانبية من شأنها زيادة الانبعاثات العالمية".