دول » الكويت

من هم أبرز المرشحين لتولي منصب ولي العهد في الكويت؟

في 2023/12/18

يوسف حمود - الخليج أونلاين-

تدخل الكويت مرحلة جديدة من الحياة السياسية، مع تولي الشيخ مشعل الأحمد الصباح، حكم البلاد، خلفاً للأمير الراحل نواف الأحمد الصباح، في وقتٍ بدأت التساؤلات عمن سيكون ولي العهد الجديد.

ومنصب ولي العهد هو ثاني أهم منصب في دولة الكويت حيث يأتي مباشرة بعد الأمير، وهو من يخلفه بعد وفاته أو شغور المنصب لأي سبب من الأسباب، كما حدث مع الأمير الراحل الذي نقل معظم صلاحياته للشيخ مشعل منذ نحو عامين بسبب حالته الصحية.

ورغم أن الدستور يمنح الأمير الجديد، مهلة مدتها سنة لاختيار ولي عهده، وفق المادة الرابعة، لكن لم تجر العادة في الكويت على تأخر هذا التعيين، كما حدث مع الأمير الحالي الذي عين بعد نحو أسبوع من تولي الشيخ نواف الحكم، فمن إذاً سيختاره الأمير مشعل ليخلفه في هذا المنصب؟.

آلية الاختيار

في الـ20 من ديسمبر الجاري، سيؤدي أمير الكويت الجديد، الشيخ مشعل اليمين الدستورية أمام البرلمان، ليتولى مسند الإمارة، خلفاً للشيخ الراحل نواف الأحمد الجابر الصباح، والذي توفي بعد 3 سنوات من توليه الحكم.

وتوفي الشيخ نواف في 16 ديسمبر 2023 عن عمر ناهز 86 عاماً، فيما ووري جثمانه الثرى في مقبرة الصليبيخات (17 ديسمبر)، لينادي مجلس الوزراء الشيخ مشعل أمير للبلاد خلفاً له.

وسينصب تركيز الأمير الجديد بعد أداؤه اليمين الدستورية، على اختيار ولي للعهد، حيث تنص المادة الرابعة من الدستور، على أن "الكويت إمارة وراثية في ذرية مبارك الصباح، ويعين ولي العهد خلال سنة على الأكثر من تولية الأمير".

وتوضح ذات المادة، أن "تعيين ولي العهد يكون بأمر أميري بناء على تزكية الأمير ومبايعة من مجلس الأمة في جلسة خاصة، بموافقة أغلبية الأعضاء الذين يتألف منهم المجلس".

وتشير إلى أنه "في حالة عدم التعيين على النحو السابق يُزكي الأمير لولاية العهد 3 على الأقل من الذرية المذكورة (الصباح) فيبايع المجلس أحدهم ولياً للعهد".

وتضمنت شروط اختيار ولي العهد، بحسب المادة الرابعة من الدستور أيضاً، أن يكون رشيداً، وعاقلاً، ومسلماً، وابناً شرعياً لأبوين مسلمين، وألا يقل عمره - يوم مبايعته - عن ثلاثين سنة ميلادية كاملة.

أبرز المرشحين

وتتجه الأنظار في الكويت إلى عدد من الشخصيات المرشحة لتولي منصب ولي العهد وأبرزهم:

الشيخ محمد صباح السالم

يطرح في الإعلام اسم الشيخ محمد صباح السالم الصباح لتولي منصب ولي العهد، وهو الابن الرابع للشيخ صباح السالم الصباح أمير دولة الكويت الثاني عشر، والذي حكم البلاد ما بين 1965 و1977.

ولد الشيخ محمد صباح في 10 أكتوبر عام 1955، ووالدته هي الشيخة نورية أحمد الجابر الصباح، وشغل العديد من المناصب في الكويت، فعمل وزيراً للخارجية، ونائباً لرئيس مجلس الوزراء، وله العديد من الأعمال الدبلوماسية الهامة على الصعيدين المحلي والدولي.

سبق أن اختير السالم نائباً لرئيس مجلس إدارة الشركة الكويتية للاستثمارات الخارجية عام 1988، وبعدها بعامين ترأس المشروع الدراسي الاقتصادي الموسع المكون من فريق ضم في عضويته 10 أساتذة محليين 15 أستاذاً من جامعة هارفرد ومعهد ماساتشوستس للتقنية، الذي وضع الأساس الحالي للتنمية الاستراتيجية البعيدة المدى للكويت.

وخلال غزو العراق للكويت كان الصباح عضواً بالمجلس الاستشاري الأعلى الذي نسق أعمال حكومة الكويت بالمنفى، كما كان عضواً بلجنة إعادة الإعمار بالمجلس.

كذلك كان سفيراً للكويت لدى الولايات المتحدة عام 1993، وفي عام 2001، عين وزير دولة للشؤون الخارجية، ثم عين بالإضافة لمنصبه وزيراً للمالية ووزيراً للتخطيط بالوكالة، كما شغل منصب وزير الخارجية، والشؤون الاجتماعية والعمل بالوكالة.

وتقلد منصب رئيس مجلس إدارة الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية، وصولاً إلى تعيينه نائباً لرئيس مجلس الوزراء ووزيراً للخارجية في عام 2006، ثم في 10 يوليو من نفس العام أعيد تعيينه بنفس المنصب، وأُعيد تسميته بنفس المنصب في 25 مارس 2007، وفي 28 مايو 2008.

وفي 12 يناير 2009 صدر مرسوم أميري بتشكيل الوزارة وعين الشيخ محمد صباح نائباً لرئيس مجلس الوزراء ووزيراً للخارجية ووزيراً للنفط بالوكالة، وظل بالمنصب الأخير حتى 9 فبراير 2009، ثم في مايو من نفس العام، تم تعيينه في نفس المنصب، بعد إجراء انتخابات مجلس الأمة.

عام 2011 عين وزير دولة لشؤون الإسكان ووزير دولة لشؤون التنمية بالوكالة، وذلك لحين تعيين وزير جديد لها خلفاً لوزيرها المستقيل، وظل يتولى شؤون الوزارتين حتى 29 يونيو من العام نفسه حيث قدم استقالته من منصبه كوزير للخارجية.

الشيخ ناصر المحمد

والمرشح الثاني الشيخ ناصر المحمد الأحمد الصباح، لديه خبرة سياسية واسعة في الكويت، حيث تدرج في المناصب المختلفة في البلاد.

وكانت أولى المناصب التي تقلدها هي سكرتير ثالث في وزارة الخارجية عام 1964، ثم التحق بالوفد الدائم لدولة الكويت لدى الأمم المتحدة في نيويورك.

وفي عام 1965 نقل إلى الديوان العام بوزارة الخارجية، ثم عين سفيراً فوق العادة وزيراً مفوضاً بوزارة الخارجية، كما عين أول مندوب دائم للدولة في المكتب الأوروبي والمكتب الدائم لهيئة الأمم المتحدة في جنيف بالاتحاد السويسري.

وعين عام 1968 سفيراً فوق العادة مفوضاً لدى إيران، وفي عام 1971 عين سفيراً محالاً لدى أفغانستان.

ومن أبرز المهام التي شغلها الصباح، هي وزير دولة للشؤون الخارجية، كذلك شغل منصب وكيل لوزارة الإعلام عام 1979، ثم عين وزيراً للشؤون الاجتماعية والعمل، ووزيراً لشؤون الديوان الأميري، ورئيساً لمجلس الوزراء، وتم منحه لقب "سمو".

"آل الصباح" في قلب السياسة

يرى رئيس مركز "ريكونسنس" للبحوث والدراسات عبدالعزيز محمد العنجري، أن اختيار ولي العهد في الكويت "يمثل فرصة لتجديد التزام أسرة الحكم، ممثلة بسمو الأمير، بمبادئ الاستقرار والتنمية. الكويت، كدولة ذات سيادة، لديها تقاليد عريقة في إدارة شؤونها الداخلية بشكل يحفظ استقلاليتها".

ويعتقد أن من الصعب الخوض في تفاصيل المرشحين المحتملين لمنصب ولاية العهد وأسمائهم بشكل علني، باعتبارها حسب قوله "من الأمور السيادية التي يختص بها منفرداً أمير البلاد".

وفي حديثه لـ"الخليج أونلاين"، يثق العنجري بأن لدى أمير الكويت الجديد "الحكمة والبصيرة الكافيتين لاختيار من يراه الأنسب للمساهمة في استقرار الكويت وازدهارها".

وأضاف: "من نظرة واقعية، في عالمنا اليوم، لا يوجد شخص كامل ومعصوم من الأخطاء، لكن الأهم هو السعي نحو ما فيه خير البلاد والعباد".

وعبّر عن تطلعه- كما بقية الشعب الكويتي- إلى "رؤية كيف سيسهم الشخص المختار في رسم مستقبل الكويت جنباً إلى جنب مع سمو الأمير والسلطة التنفيذية، لتعزيز مكانة الكويت على الساحة الدولية".

ويرى أن ما نص عليه الدستور من منح أمير الكويت الحق في اختيار ولي عهده، ثم منح مجلس الأمة المصادقة عليه، يشير إلى "أهمية الاعتدال والحكمة في تحديد الشخص الأنسب لهذا المنصب، ليس فقط من ناحية الخبرة والكفاءة، ولكن أيضاً من حيث القدرة على تعزيز الوحدة الوطنية وتحقيق تطلعات الشعب الكويتي".

وتابع: "من منظور تاريخي وثقافي، لطالما كانت أسرة آل الصباح في قلب الحياة السياسية بالكويت، وتميزت بقدرتها على قيادة البلاد في مراحل تاريخية متعددة ومعقدة".

وأكمل: "ما يعكس بُعداً رمزياً وعملياً في اختيار ولي العهد أولاً هو تاريخ الكويت وتقاليدها السياسية، وثانياً، الإطار الدستوري والقانوني الذي يحكم هذه العملية".

أولياء العهد

وخلال مسيرة الولاية وطوال 62 عاماً، منذ أن نالت الكويت استقلالها عن بريطانيا، في عهد أميرها الشيخ عبد الله السالم الصباح، نصَّبت الكويت 5 من أولياء العهد، كان آخرهم الأمير الحالي، في حين يُترقب اختيار ولي العهد السادس في البلاد.

وأولياء العهد تم اختيارهم تاريخياً على النحو التالي:

الأمير الشيخ عبد الله السالم الصباح الذي تسلم الحكم في 29 يناير 1950، اختار الشيخ صباح السالم الصباح ولياً للعهد في أكتوبر 1962.

الأمير الشيخ صباح السالم الصباح الذي تسلم الحكم في 24 نوفمبر 1965، اختار الشيخ جابر الأحمد الجابر الصباح ولياً للعهد في 31 مايو 1966.

الأمير الشيخ جابر الأحمد الجابر الصباح الذي تسلم الحكم في 31 ديسمبر 1977، اختار الشيخ سعد العبد الله السالم الصباح ولياً للعهد في 31 يناير 1978.

الأمير الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح الذي تسلم الحكم في 29 يناير 2006، اختار الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح ولياً للعهد في 20 فبراير 2006.

الأمير الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح الذي تسلم الحكم في 29 سبتمبر 2020، اختار الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح ولياً للعهد في أكتوبر 2020.