دعوة » مواقف

بإجراءات مكثفة.. السعودية تسابق الزمن لإنجاح موسم الحج

في 2024/06/04

متابعات- 

أيام قليلة على انطلاق موسم الحج لهذا العام 1445هـ، 2024م، تسابق خلالها المملكة العربية السعودية الزمن استعداداً لهذه التظاهرة البشرية الضخمة، والتي تستمر عدة أيام.

موسم سيكون استثنائياً بالنظر إلى حجم ونوعية الاستعدادات التي تقوم بها المملكة في كل المجالات.

إجراءات لتسهيل مناسك الحج، وضمان سلاسة التنقل بين المشاعر، وأخرى لردع المخالفين ومكافحة الإجراءات غير القانونية التي يتبعها البعض لأداء المناسك، فكيف استعدت المملكة لهذا الموسم؟

تبريد الطرقات

أولى تلك الإجراءات تمثلت في بدء وزارة البلدية والشؤون القروية والإسكان، ووزارة الحج والعمرة، وبرنامج خدمة ضيوف الرحمن، وبرنامج جودة الحياة، وأمانة العاصمة المقدسة، بالتوسع في تجربة تبريد الأسطح الإسفلتية والمسارات في عدد من المواقع بالمشاعر المقدسة.

وبدأت عملية التبريد على مساحة بلغت 25 ألف متر مربع، بالقرب من مسجد نمرة بمشعر عرفات، بهدف خفض درجة الحرارة في الأحياء والمناطق السكنية، وتقليل الطاقة المستخدمة في تبريد المباني، وتقليل آثار تغير المناخ، إضافة إلى توفير بيئة أكثر راحة في مناطق الانتظار والتجمع.

والتقنية المستخدمة في تبريد الطرقات مصنعة محلياً، ولديها القدرة على امتصاص كميات أقل من أشعة الشمس، في حين رجح المتحدث الرسمي للهيئة العامة للطرق، عبد العزيز العتيبي، إمكانية تطبيق المبادرة بمناطق أخرى، كطرق المشاة في المدينة المنورة.

عقوبات حازمة

ويبدو أن المملكة قررت جعل موسم الحج لهذا العام أكثر تنظيماً، وبناء على ذلك أقرت مجموعة من الخطوات الحازمة للحد من المخالفات، والتصدي للمخالفين.

وفي هذا السياق بدأت وزارة الداخلية السعودية بتطبيق العقوبات على مخالفي أنظمة وتعليمات الحج في حملة تستمر حتى 20 يونيو الجاري.

هذه العقوبة تستهدف من يضبطون داخل مدينة مكة المكرمة دون تصريح حج، أو داخل المنطقة المركزية والمشاعر المقدسة، ومحطة قطار الحرمين بالرصيفة، وكذا مراكز الضبط الأمني ومراكز الفرز ومراكز الضبط الأمني المؤقت.

ووفقاً لصحيفة "عكاظ" السعودية، فإن العقوبة تشمل غرامة قدرها 10 آلاف ريال للمخالفين لأنظمة الحج بغض النظر عن جنسياتهم ووضعهم القانوني، كما سيتم ترحيل المقيمين المخالفين إلى بلدانهم ومنعهم من دخول المملكة.

كما تضمنت الإجراءات العقابية معاقبة من يضبط وهو ينقل المخالفين بالسجن لمدة تصل 6 أشهر، وفرض غرامة مالية تصل إلى 50 ألف ريال، ومصادرة وسيلة النقل البرية بحكم قضائي.

وتستهدف العقوبات حاملي تأشيرة الزيارة، إذ تنص التعليمات على عدم البقاء في مدينة مكة لحاملي تأشيرات الزيارة بأنواعها كافة، في حين قالت "عكاظ" إنه تم ضبط أكثر من 20 ألف وافد مخالف من حملة تأشيرة الزيارة.

وفي سياق متصل، أعلنت وزارة الحج والعمرة السعودية القبض على أكثر من 25 شركة وهمية تسوق للحج التجاري في العراق، بالتنسيق مع السلطات العراقية، داعية إلى الحذر من التعامل مع هذه الحملات والشركات.

كما دعا الأمن العام السعودي المواطنين إلى الإبلاغ عن شركات الحج الوهمية، من خلال الاتصال على الرقم "911" في مكة المكرمة والرياض والمنطقة الشرقية، و"999"، في باقي أنحاء المملكة.

إجراءات للسلامة

الهيئة العامة للغذاء والدواء هي الأخرى اتخذت سلسلة من الإجراءات الهادفة لإنجاح هذا الموسم، من خلال إقامة أجنحة توعوية في مجالات الغذاء والدواء والأجهزة والمنتجات الطبية للحجاج في مطاري الملك عبد العزيز الدولي، والأمير محمد بن عبد العزيز في المدينة المنورة.

وتتضمن هذه الإجراءات "باركود" يضمن سلامة المنتجات الغذائية في الحج، إضافة إلى رسائل توعوية بـ9 لغات من الأكثر تحدثاً بين الحجاج، تتضمن معلومات ونصائح لضمان سلامة المنتجات، توزع عبر هدايا تحتوي على "باركود" يسهل الوصول إليها في أي وقت.

كما تشهد المشاعر المقدسة تجهيز المخيمات وتزويدها بالاحتياجات الضرورية.

كما أجريت اختبارات الجودة للطرق المؤدية إلى المشاعر المقدسة، فضلاً عن معالجة وصيانة 4767 عموداً وبرج إنارة، وصيانة 123 جسراً في مكة المكرمة، و20 جسراً في المشاعر المقدسة، إضافة لاستكمال أعمال الصيانة لـ58 نفقاً؛ منها 48 للمركبات، و10 أنفاق للمشاة، بإجمالي أطوال 34000 متر، بحسب صحيفة "الشرق الأوسط".

من جانبها أجرت شركات الطوافة اختبارات للتأكد من أنظمة تشغيل النقل الترددي في المشاعر المقدسة، وكذا تفقد طرق ومسارات حافلات النقل، والتأكد من اتفاق الخطط المخصصة لنقل الحجاج، وفق الجداول والأوقات المحددة.

واكتملت أيضاً الخطط التشغيلية لجميع المستشفيات والمراكز الصحية، من خلال تجهيز 18 مستشفى، و126 مركزاً صحياً في مكة المكرمة والمشاعر المقدسة، فضلاً عن تجهيز وحدة التموين الطبي بأكثر من 10 آلاف صندوق يحتوي على 10 ملايين قطعة من المستهلكات الطبية.

التنقل السلس

وبالنظر إلى حجم الحشد البشري الضخم الذي تشهده مواسم الحج كل عام، والتوقعات بتزايد أعداد الحجاج لهذا العام، واحتمال بلوغهم المليوني حاج، يصبح من المهم إيجاد بنية تحتية مناسبة من خلال شبكات الطرق وبدائل النقل والمواصلات.

ومن هنا تأتي أهمية الخطوط الحديدة السعودية "سار"، والتي تواكب بالتنسيق مع الشركة المشغلة، الطلب المتوقع على رحلات قطار الحرمين السريع، من خلال خطة تشغيل أكثر من 3800 رحلة قطار، ستسهم في توفير سعة مقعدية تتجاوز 1.6 مليون مقعد، وفق صحيفة "الشرق الأوسط".

ويلبي مشروع قطار الحرمين السريع الذي تبلغ سرعته 300 كم في الساعة، الطلب المُتنامي لخدمة الأعداد المتزايدة من الحجاج الداخليين والخارجيين، ويخفف الازدحام على الطرق في مكة المُكرمة والمدينة المنورة وجدة.

كما تعمل الهيئة العامة للطيران المدني على تنسيق الرحلات الجوية وتوفر الخدمات اللوجستية، في حين تدير هيئة الزكاة والضريبة والجمارك العمليات الجمركية لسلامة الحجاج والحفاظ على ممتلكاتهم وتسهيل استكمال الإجراءات.

وسبق أن أعلنت المملكة عزمها إدخال خدمات التكسي الطائر في مواسم الحج، ابتداءً من العام 2025، في سياق المساعي المستمرة من قبل المملكة لجعل موسم الحج أكثر سلاسة وسهولة، وأريحية لضيوف الرحمن.