اقتصاد » مياه وطاقة

اعتراف دولي بطموحات السعودية النووية

في 2024/09/02

متابعات- 

تواصل السعودية جهودها لإنتاج طاقة نووية سلمية، حيث تسعى لإنشاء صناعة نووية محلية من خلال مفاعلات منخفضة التكلفة؛ عبر توقيعها اتفاقيات مع عدد من الدول صاحبة المجال.

ووضعت المملكة خطة وطنية لتمكين الطاقة الذرية من المساهمة في مزيج الطاقة الوطني؛ لتلبية متطلبات التنمية الوطنية، وجعل الطاقة الذرية جزءاً من منظومة الطاقة وذلك لضمان بقاء المملكة رائدة وفاعلة في مجال الطاقة ضمن مستهدفات رؤية المملكة 2030.

وتريد السعودية من إنتاج الطاقة النووية الاستفادة منها في توليد الكهرباء، والمساهمة في معالجة الشح المائي الذي تعاني منه المملكة عبر التوسع في استخدام هذه الطاقة لتحلية المياه المالحة.

حق مشروع

 المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافائيل غروسي، أكد أن طموحات السعودية في مجال الطاقة النووية مشروعة تماماً.

وشدد غروسي في تصريحات لقناة "العربية" السعودية (السبت 31 أغسطس)، على أنه "لا شك لدي في مدى احترام السعودية للضوابط الدولية والتعاون الوثيق مع الوكالة"، لافتاً إلى أن "السعودية لديها الحق في الاستفادة من مصادر الطاقة النظيفة".

كما نوّه إلى أن "الاستخدام السلمي للطاقة النووية يعد سبيلاً واضحاً، يفضي إلى مستقبل خالٍ من الكربون بجانب التحول إلى مفهوم الطاقة النظيفة التدريجي".

ولفت إلى أن هذا الأمر تقوم الوكالة ببحثه مع وزير الطاقة السعودي، في أثناء مفاوضات التغير المناخي.

وكان وزير الطاقة السعودي الأمير عبد العزيز بن سلمان، أعلن في أواخر سبتمبر 2023، أن المملكة تعتزم بناء أول محطة للطاقة النووية، للإسهام في التنمية الوطنية.

وقال عبد العزيز بن سلمان، حينها، إن المملكة تؤكد دعمها تعزيز التعاون الدولي لتسخير الطاقة الذرية، مشيراً إلى أن السعودية تلتزم بسياساتها الوطنية للطاقة النووية التي تضمن أعلى معايير الثقة والشفافية، وتطبيق أعلى مستويات الأمن.

وتريد السعودية من إنتاج الطاقة النووية الاستفادة منها في توليد الكهرباء، والمساهمة في معالجة الشح المائي الذي تعاني منه المملكة عبر التوسع في استخدام هذه الطاقة لتحلية المياه المالحة.

كما قامت "مدينة الملك عبد الله للطاقة الذرية" منذ إنشائها، بتطوير جوانب البنية التحتية وفق منهجية الوكالة الدولية للطاقة الذرية، واستضافت في عام 2018، بعثة الاستعراض المتكامل للبنية الأساسية النووية التي قامت بها الوكالة بناءً على طلب المملكة.

وتؤكد مدينة الملك عبد الله للطاقة الذرية والمتجددة، أنها بدأت الدراسات الفنية لتحديد وتهيئة المواقع وتجهيز البنية التحتية لها لبناء أول محطة للطاقة النووية في المملكة تحتوي على مفاعلين.

كما أكدت أنها حرصت على أن تكون هذه الدراسات مؤسسة على متطلبات ومعايير هيئة الرقابة النووية والإشعاعية، والمتفقة مع أحدث المعايير المستمدة من إرشادات وتوصيات الوكالة الدولية للطاقة الذرية.

واعتمدت المملكة في المدينة المتخصصة مفاعلات الماء الخفيف المضغوط كخيار مثالي للمفاعلات المنتجة للطاقة الكهربائية.

اتفاقيات جديدة

وضمن سعيها لتحقيق هدفها من إنتاج طاقة نووية سلمية، اتفقت السعودية وفرنسا، الأحد 7 يوليو 2023، على بذل جهود مشتركة لتعزيز كفاءة الطاقة وتعزيز التعاون في مجال الطاقة النووية ضمن إطار عمل سلمي وآمن، وإدارة النفايات الإشعاعية والتطبيقات النووية، وتطوير القدرات البشرية.

كما أسست السعودية شركة وطنية قابضة للطاقة النووية بهدف المشاركة في المشاريع الاقتصادية النووية محلياً ودولياً.

وحسب ما أكده سفير السعودية لدى النمسا ومندوبها الدائم لدى المنظمات الدولية بفيينا الأمير عبد الله بن خالد بن سلطان، خلال المشاركة في دورة مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية، في مارس 2023، فالمملكة تستهدف تشغيل وتطوير المرافق النووية لإنتاج الطاقة والمياه المحلاة والتطبيقات الحرارية، ووضع استراتيجية لتطوير رأس المال البشري في مجال الطاقة الذرية.

وتتعاون السعودية، حسب بن سلطان، مع المعاهد الدولية لأبحاث الطاقة الذرية وعملها على إنشاء منصة رقمية وطنية لبناء وجذب القدرات البشرية في مجال الطاقة الذرية؛ انطلاقاً من إيمانها بأهمية دور تطبيقات العلوم والتقنيات النووية في مواجهة تحديات التنمية، وتلبية حاجات مختلف القطاعات الوطنية".

وكان وزير الطاقة السعودي أعلن، في سبتمبر 2021، بدء تشغيل المركز النووي الذي تشغله الوكالة الدولية للطاقة الذرية، بدعم من المملكة بمبلغ 10 ملايين دولار.

وأكد بن سلمان أن هذا الحدث يجسد أهمية دور الوكالة في تعزيز التعاون الدولي لتسخير الذرة في السلم والتنمية.

إمكانيات السعودية

تخطط شركة "روساتوم" الروسية لتجهيز مشروع محطة الطاقة النووية السعودية بتقنية الجيل الثالث المعروفة باسم "في في آر-1200"، ومعروف عن المفاعل امتلاكه أنظمة السلامة الأكثر تطوراً، والتي تتوافق تماماً مع المعايير الأمنية الدولية ومتطلبات السلامة.

وفي ديسمبر 2017، وقَّعت "روساتوم" للطاقة النووية ومدينة الملك عبد الله للطاقة الذرية والمتجددة، على خريطة طريق للتعاون في مجال الاستخدام السلمي للنووي.

وهنا يشير الخبير في شؤون الطاقة عامر الشوبكي، إلى "أهمية المفاعلات النووية في مستقبل الطاقة النظيفة بالنسبة للمملكة، لذا سعت لتطوير برنامجها السلمي للطاقة الذرية عبر عدة اتفاقات مع روسيا لدراسة إنشاء محطات نووية من الجيل الجديد لتحلية المياه".

وفي حديث سابق لـ"الخليج أونلاين"، أشار الشوبكي إلى "التعاون الكبير مع الصين في مشروع العُلا لإنتاج الكعكة الصفراء من اليورانيوم الطبيعي المتوافر في المملكة بكميات تجارية، وهي بذلك تسعى لتقليل اعتمادها على الموارد الهيدروكربونية".

وتابع في هذا السياق، أنه "من شأن إنتاج الطاقة النووية والطاقة النظيفة أن يوفر ما كانت تستهلكه المملكة من الطاقة الهيدروكربونية محلياً، وأن يسمح لها بزيادة صادراتها من النفط والغاز، فضلاً عن السعي الحثيث لتنويع مصادر الدخل، وبذلك تكون نهاية عصر النفط قد بدأت".