ثقافة » تربية وتعليم

السفارة السعودية في كندا: الإعجاب بالغرباء «تحرش جنسي»!

في 2015/06/15

الحياة

 

حذرت السفارة السعودية في كندا، الطلبة السعوديين المبتعثين، من إبداء الإعجاب بالأشخاص الغرباء، لافتة إلى أن ذلك قد يعتبر «تحرشاً جنسياً» في كندا، ما يعرضهم إلى «المساءلة القانونية».فيما نجحت وزارة الشؤون الاجتماعية السعودية من إعادة طالب «يتيم» كانت ابتعثته للدراسة في الخارج، إلا أنه مر في أوضاع نفسية «مزرية»، عاش خلالها «مشرداً».
ودعت السفارة السعودية في أوتاوا الطلبة إلى الالتزام بتعليماتها وعدم تجاوزها، كونها أنظمة قد تعرّضهم مخالفتها إلى «المساءلة». وجاءت التحذيرات مغايرة لما أطلقته السفارة ذاتها في أوقاتٍ سابقة، ونظيراتها من السفارات السعودية في بلدان أخرى، مثل «الابتعاد عن الأماكن المشبوهة، وعدم حمل الأشياء الثمينة، كي لا يتعرضوا للاعتداء أو القتل أو الإخفاء في ظروف غامضة»، كما حصل في قضايا سابقة.
بيد أن السفارة في أوتاوا أكدت على ضرورة «عدم التعامل مع الأشخاص غير المعروفين، وذلك من خلال النظر إليهم، أو إبداء الإعجاب بهم بطريقة مباشرة أو غير مباشرة»، موضحة أن ذلك قد يفهم بأنه «تحرش جنسي». وأكدت السفارة في تغريدات أطلقتها عبر حسابها في موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، أن ذلك من الأمور التي يجب الالتزام بها وعدم تجاوزها، كونها تعرّض إلى «المساءلة القانونية».
كما حذرت الآباء من التعامل العنيف مع أبنائهم وإيذائهم، واصفة الأمر بـ «القسوة»، سواءً أكان في منزل العائلة الشخصي أم في الأماكن العامة، إذ يعتبر ذلك «مخالفة قانونية». وأوضحت السفارة أخيراً، أنه «يجب على الطلبة السعوديين الذين يكملون دراستهم، الحذر من جلب النقود «كاش» وكذلك المجوهرات الثمينة إلى كندا»، مقترحة عليهم «عدم حمل مبالغ كبيرة، ويستحسن أن يتم استخدام بطاقات الائتمان في التعامل المالي». وطالبتهم بـ «الإفصاح بدقة لموظف الجمارك عند الوصول عن كل ما يوجد داخل الأمتعة، وكذلك تنظيف الأجهزة النقالة «الموبايل» والكمبيوتر الشخصي من البرامج غير المرخصة».
وأكدت عليهم ضرورة «تجنب أي إطراء أو إبداء أي إعجاب لمن ليسوا على معرفة تامة بهم»، موضحة أن ذلك قد يفهم «تحرشاً جنسياً»، يعرض الشخص للمساءلة، كذلك جناية يعاقب عليها القانون. وأوصت بعدم التعامل بقسوة مع الأبناء، الأمر الذي يعتبر «مخالفة قانونية» في كندا، سواءً في المنزل أم الأماكن العامة. وذكّرت السفارة السعودية الطلبة المبتعثين في كندا بأنها «بيت لجميع المواطنين، ومن واجبها مساعدتك وخدمتك في كل الأوقات».
إلى ذلك، نجحت مساعٍ بذلتها وزارة الشؤون الاجتماعية على مدار عامين، في الوصول لخيط يؤكد سلامة أحد أيتامها، التابع للمؤسسة العامة لرعاية الأيتام بجدة، بعد فقدانه في «ظروف غامضة»، أثناء ابتعاثه للدارسة في إحدى الدول، وتحديداً منذ 2008.
وذكرت الوزارة أن اليتيم (تحتفظ «الحياة» باسمه) عاد إلى أرض الوطن قبل فترة، وتحديداً إلى دار الأيتام، مؤكدة سلامته، وعدم معاناته من أية مشكلات صحية أو نفسية. وقال المدير العام لوزارة الشؤون الاجتماعية بمنطقة مكة المكرمة عبدالله آل طاوي، في اتصالٍ هاتفي من خارج أرض الوطن، لـ «الحياة»: «إن الطالب تمت إعادته ولله الحمد، وهو موجود لدينا وينعم بصحّة جيدة».
وتناقلت وسائل التواصل الاجتماعي أنباء عن قصّة الطالب اليتيم، في صورة أقرب إلى «أفلام هوليود»، إذ تم اختياره للدراسة في إحدى الدول، لكن هذا الأمر لم يمنعه من التواصل مع «إخوته» والمزاملين له في الدور الاجتماعية. وبعد مرور فترة افتقده فيها زملاؤه الذين كانوا على اتصال دائم به، بررها اليتيم بأنها «مجرد مشكلات»، تلتها «صدمة نفسية»، فصل إثرها من الدراسة، ما اضطرّه للعمل والإنفاق على نفسه.
وأوضحت الأنباء أن الطالب اليتيم فضل العودة إلى أرض الوطن بشتى الوسائل. فيما انقطعت بعدها رسائله واتصالاته بمن كان على تواصل معهم.
وأشارت معلومات إلى أنه لجأ إلى «حياة التشرّد»، وتحديداً في إحدى المناطق المعروفة بكثرة المتسولين والفقراء، بعد أن حاول عدد من أصدقائه المبتعثين مساعدته والصرف عليه لفترة، بعد أن توقف صرف المبالغ المالية له من الجهات المعنية. فيما استبدل اسمه الحقيقي بآخر أجنبي يُسمى به سكان «الملاجئ».
يذكر أن وزارة الشؤون الاجتماعية سعت أخيراً في مساعدة 300 يتيم، من أجل الابتعاث إلى الخارج وإكمال دراستهم، يصرف لكل منهم مكافأة من الوزارة قدرها 15 ألف ريال، فضلاً عما تصرفه الدولة على المبتعث، إذ إنها تتعامل مع الأيتام المقيمين في القرى من خلال أفرع الوزارة المنتشرة في مناطق المملكة، وتتم متابعتهم وزيارتهم وإعداد تقارير عنهم بصفة مستمرة.