ثقافة » مناهج

عبر 50 مركزاً ومشروعاً علمياً وبحثياً... مؤسسة قطر تنفذ مبادرات لخدمة المجتمع

في 2015/07/30

العرب- عملت مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع، منذ انطلاقها عام 1995، بجهد وإصرار للإسهام في بناء مجتمع متماسك ومزدهر، واقتصاد فاعل ومؤثر، وبيئة مستدامة من أجل رفاهية وخير شعب قطر، تحقيقاً لرسالتها الرامية إلى إطلاق قدرات الإنسان، حيث أطلقت مجموعة واسعة من المبادرات والفعاليات التعليمية والبحثية والمجتمعية، التي زادت عن 50 مركزاً ومشروعاً متميزاً، تصب جميعها في خدمة تحقيق رؤية قطر الوطنية 2030.

وأرست مؤسسة قطر قواعد بيئة تعليمية فريدة ومتكاملة ينبثق عنها طيف واسع من المبادرات التعليمية الشاملة لبناء ملكات الإبداع والابتكار وتنمية المهارات البحثية لدى الطلاب، وإعدادهم لمراحل تعليمية تالية وصولاً إلى المراحل التعليمية الجامعية في المدينة التعليمية بحيث يكونون مؤهلين للإسهام برسم مستقبل دولة قطر.

ومن رحاب هذا النموذج التعليمي الفريد، انطلقت على أرض قطر جامعة حمد بن خليفة، وهي مؤسسة تعليمية تركز على البحوث التي تتناول الأولويات الوطنية، وتقدم برامج جامعية قائمة على تعاون متكامل بين أبرز الجامعات في العالم، وإيماناً منها بمفهوم التعلم المستمر ومواصلة تعزيز الكفاءات والمهارات، توفر المؤسسة برامج دراسات عليا لمراحل الماجستير والدكتوراه، التي تستهدف الموظفين في كبرى مؤسسات وشركات الدولة، بما يدعمهم في تقديم أفضل أداء يسهم في دفع مسيرة تحول الدولة إلى الاقتصاد المعرفي.

ومن منطلق تعزيز هدف إقامة اقتصاد معرفي يرتقي بقطر إلى مركز عالمي للعلوم والبحوث، فقد حظي قطاع البحوث والتطوير في الدولة بدعم استثماري كبير، وعهدت لمؤسسة قطر مهمة التعاون مع المؤسسات الأخرى المعنية في الدولة لتحقيق رؤية البحوث والتطوير والتي تشمل ضمن مؤسسة قطر طيفاً واسعاً من المجالات ذات الأولوية لدولة قطر مثل الطاقة، والبيئة، والحوسبة، وبحوث الطب الحيوي والقلب والأوعية الدموية، وتتضافر جميعها لتحقيق طفرات بحثية تقطف ثمارها دولة قطر والعالم أجمع.

وتقدم المعاهد البحثية دورة متكاملة، تبدأ من تشجيع الطلاب على الابتكار والإبداع مروراً بتوفير الدعم العملي، من خلال الصندوق القطري لرعاية البحث العلمي، لتطوير مشروعات مجدية تجارياً تسهم في اقتصاد المعرفة، ثم تتولى واحة العلوم والتكنولوجيا في قطر إدارة عملية التسويق التجاري، لتتحول الفكرة البحثية إلى نموذج عملي يحظى ببراءة اختراع، ويتم تسويقه حتى تستفيد منه دولة قطر، والبشرية جمعاء.

وتبذل مؤسسة قطر أيضاً جهوداً مجتمعية متنوعة تصب جميعها في خدمة القطريين من قبيل رفع معايير العناية الصحية، وتحسين السياسات والبحوث في مجال الصحة والطب بدولة قطر، وتتوازى مع كل هذه الجهود استمرار الحفاظ على الهوية الثقافية والتراثية الفريدة لدولة قطر، وفي هذا المجال بالتحديد، يسعى الشقب، عضو مؤسسة قطر، للحفاظ على تراث الفروسية القطري، من خلال برامج التأصيل وتحسين النسل والعناية بالخيول العربية الأصيلة فيما تعنى كل من مكتبة قطر الوطنية، وحديقة القرآن النباتية بنشر المعرفة بالنباتات الواردة في القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة ومبادئ صيانتها والحفاظ عليها.

ولا تغفل مؤسسة قطر دعم جهود الاستدامة البيئية والبشرية التي تبذلها دولة قطر في مسيرة تحولها من اقتصاد المعرفة، بالإضافة إلى اهتمامها الخاص بالاستدامة البشرية والاجتماعية، فتنظم لذلك فعاليات ومبادرات على مدار العام تشجع المشاركة المجتمعية، وتحث على اتباع عادات غذائية وحياتية صحية.

وقد أرست مؤسسة قطر دعائم بيئة تعليمية فريدة تهدف إلى نشر ثقافة الإبداع والابتكار في المجتمع القطري، وخلال العشرين عاماً الماضية، خرجت مدارس وجامعات مؤسسة قطر حوالي 3300 طالب وطالبة، صب %75 منهم في سوق العمل القطرية، ويوجد حالياً حوالي 6 آلاف طالب وطالبة ملتحقين بالمعاهد الأكاديمية لمؤسسة قطر.

ويعد برنامج قطر للريادة في العلوم برنامجاً فريداً من نوعه يهدف إلى دعم المواطنين القطريين ومساعدتهم في خوض غمار مسيراتهم المهنية في مجالات العلوم والبحوث، وينتسب حاليا 115 طالباً إلى برنامج قطر للريادة في العلوم ويجري إعدادهم لتشكيل قاعدة العلماء التي تحتاجها الدولة، ويعالج المؤتمر السنوي للبحوث قضايا أساسية مثل الأمن المعلوماتي والمائي لدولة قطر، وحلول الطاقة الشمسية والطاقة المتجددة، ونظم إدارة الرعاية الصحة، فضلاً عن التحديات الاجتماعية التي تواجه دولة قطر والمنطقة ككل.

وتؤمن مؤسسة قطر بمفهوم التعليم المستمر ومواصلة تعزيز الكفاءات والمهارات، فتوفر مجموعة من برامج الدراسات العليا لمراحل الماجستير والدكتوراه، إضافة إلى ماجستير الآداب في الدراسات الإسلامية بتخصصات مختلفة.

تبذل مؤسسة قطر جهوداً حثيثة في مختلف المجالات المتعلقة بالرعاية الصحية في خدمة المواطن القطري، ويعمل معهد قطر لبحوث الطب الحيوي على إيجاد الحلول الناجعة لأمراض سائدة في دولة قطر والشرق الأوسط، منها أمراض السرطان، والسكري والسمنة، ووضع نتائج البحوث الطبية والتكنولوجية موضع التنفيذ، 460 من مهنيي الرعاية الصحية في مجال الجراحة في دولة قطر استفادوا من التدريبات المهنية ودورات التطوير الفردي لمركز قطر للجراحة الروبوتية في واحة العلوم والتكنولوجيا في قطر، بالشراكة مع مؤسسة حمد الطبية، وتشكل مبادرة «صحتك أولاً» التي أطلقتها كلية طب وايل كورنيل في قطر، بالتعاون مع المجلس الأعلى للصحة، مثال على التزام مؤسسة قطر بالرعاية الصحية والعمل على نشر المعرفة بين أفراد المجتمع القطري لتغيير العادات الغذائية وممارسة الأنشطة البدنية، وأيضا يهدف قطر بيوبنك، عضو مؤسسة قطر، إلى دعم وتعزيز البحوث الطبية في القضايا الصحية الأساسية التي تمس أبناء دولة قطر، ومنها أمراض القلب والسكري وأمراض السمنة والأمراض ذات الصلة، لتطوير وسائل العلاج الطبي وسبل الوقاية منها. كما يقوم مشروع «جينوم قطر»، إحدى المبادرات المبتكرة لكلية طب وايل كورنيل في قطر، برسم خريطة الجينوم للقطريين لمساعدة الأطباء في تحديد تدابير معينة للحد من انتشار 36 مرضاً وراثياً من بينها التليف الكيسي، والأنيميا المنجلية، وضمور العضلات. وقد أصدر مؤتمر القمة العالمي للابتكار في الرعاية الصحية «ويش» تقارير تتطرق إلى سبل الوقاية من مرض السكري من النوع الثاني ومعالجته، وتقديم الرعاية لمرضى السرطان بأسعار معقولة، بالإضافة إلى تقرير حول سلامة المرضى والصحة النفسية ورفاه الأطفال.

تلعب مؤسسة قطر دوراً أساسياً في دعم جهود الاستدامة البيئية والبشرية التي تبذلها دولة قطر، وحصلت مؤسسة قطر على 12 شهادة بلاتينية من نظام الريادة في تصاميم الطاقة والبيئة «LEED» من قبل المجلس الأميركي للأبنية الخضراء، وموقع مؤسسة قطر هو الأكبر من حيث عدد المباني الحاصلة على شهادة المجلس الأميركي البلاتينية «LEED» من هذا النوع في العالم، كذلك ستتحول مؤسسة قطر إلى منطقة خالية من السيارات، بعد تنفيذ نظام نقل الركاب، ما سيسهم في خفض البصمة الكربونية بشكل مؤثر، وتوفر المؤسسة 200 دراجة كهربائية تتوفر في 20 محطة مختلفة لخدمة الطلاب والموظفين في مختلف أنحاء المدينة التعليمية.

وتبذل مؤسسة قطر جهوداً كبيرة للحفاظ على تراث الدولة وإثراء ثقافتها وتأمين المعرفة وتوفيرها للجميع أكثر من 500 ألف وثيقة تاريخية تعمل مكتبة قطر الوطنية على رقمنتها بالتعاون مع المكتبة البريطانية حول تاريخ دولة قطر ومنطقة الشرق الأوسط، وتوفيرها مجاناً للمهتمين.