دول » عُمان

تحديات انهيار أسعار النفط والتنويع الاقتصادي في دول مجلس التعاون

في 2015/08/08

خالد راشد الخاطر - المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات

مقدمة

انخفضت أسعار النفط أكثر من النصف منذ أواسط عام 2014 حتى بداية عام 2015. فقد انخفض سعر البرميل الواحد من مزيج برنت من 115 دولارًا في حزيران/ يونيو 2014 إلى أقلّ من 50 دولارًا في كانون الثاني/ يناير عام 2015، وهو أكبر انخفاض تشهده الأسعار منذ انهيارها عام 2008 الموقَّت بسبب الأزمة المالية العالمية (وصل سعر البرميل الواحد من النفط إلى 37 دولارًا في كانون الأول/ ديسمبر 2008). فما هي أسباب الانهيار في أسعار النفط، وانعكاساته على الاقتصاد العالمي بوجه عامّ واقتصادات دول مجلس التعاون على نحوٍ خاص؟ وما هو مستقبل الأسعار في ظلّ هذه التطورات؟ وهل استفادت دول مجلس التعاون من تجارب الانخفاضات سابقًا في أسعار النفط، من جهة تنويع الاقتصادات والحد من الانكشاف عن تقلبات أسعار النفط؟ وما هي شروط التنويع؟

نحاول في هذه الدراسة تقديم إجابات عن هذه التساؤلات الرئيسة. وفي القسم الموالي منها، نقدّم للقارئ العربي مادةً عاجلةً مختصرةً متعلّقةً بأسباب انخفاض أسعار النفط، وفي إيجاز الانعكاسات المحتملة لذلك بالنسبة إلى الاقتصاد العالمي، والتوقعات الخاصة بمستقبل الأسعار في ظلّ التطورات الراهنة التي تشهدها سوق النفط العالمية. وترتكز هذه الدراسة على خمسة محاور رئيسة، هي:

إصلاح الإطار العامّ لإدارة الاقتصاد الكلّي في دول المجلس لتعزيز الاستقرار الاقتصادي في المديين القريب والمتوسط، ودعم التنافسية وتنويع الاقتصادات في المدى البعيد.
تنمية رأس المال البشري ومراكمته ليصل إلى الحد الأدنى المطلوب (الكتلة الحرجة) لانطلاق عملية تنويع ناجحة تضع الاقتصادات في مسار التنمية الذاتي المرتفع.
إصلاح القطاع العامّ لرفع كفاءته وإنتاجيته، لحَفْز تنمية رأس المال البشري وبناء القدرات الوطنية فيه
إصلاح القطاع الخاص والحدّ من تركّز الأسواق والثروة فيه، لخلق قطاع خاص تنافسي متنوع، بعيد من تدوير الريع، ومن الارتباط بالنُخب السياسية؛ ليساهم في تنويع الصادرات والاقتصادات، وفي التطور التكنولوجي والتحول الصناعي، وفي خلق فرص عمل للمواطنين كما تعد بذلك إستراتيجيات التنمية في دول المجلس.
 بناء قاعدة صناعية بعيدة من القطاع النفطي والصناعات المصاحبة له، على مبدأ التصنيع من أجل التنويع، لخلق قطاع صناعات موجهة إلى التصدير وحافزة على النمو في المدى البعيد.

 

انخفاض أسعار النفط: أسبابه وانعكاساته على الاقتصاد العالمي واقتصادات دول مجلس التعاون

1.    أسباب انخفاض أسعار النفط

انخفضت أسعار النفط أكثر من النصف منذ أواسط عام 2014 حتى بداية عام 2015، وانخفضت أسعار المعادن الأخرى أيضًا، ولكن بأقلّ حدةً، وهي عادةً ما تتفاعل مع النشاط الاقتصادي العالمي، وفي هذا الأمر دلالة على أنّ عوامل خاصة بسوق النفط هي التي أدّت إلى انخفاضه على نحوٍ حادٍّ[1]. ولقد تضافرت عدّة عوامل أدّت إلى الانخفاض الحالي الذي نشهده في أسعار النفط؛ وهي متعلقة بالعرض، والطلب، وبعوامل توقعات مستقبلية ونفسية، وجيوسياسية أيضا.

 

إنّ الآراء المطروحة في هذه الدراسة تُعبّر عن رأي صاحبها، ولا تعبِّر بأيّ حالٍ من الأحوال عن رأي مصرف قطر المركزي أو أيّ جهة أخرى ذات علاقة بالمؤلف.

[1] Rabah Arezki & Olivier Blanchard, “How the oil and gas boom is changing America”, Vox, 2/ 10/ 2014, at:

https://www.vox.com/2014/10/2/6892781/how-the-oil-and-gas-boom-is-changing-america

لقراءة الدراسة إضغط