ح.سلفية » داعش

هل نحن جادون في استئصال الإرهاب؟

في 2015/08/10

هاشم عبده هاشم- الرياض- ما كنت أتوقع أن يأتي اليوم الذي يفجر فيه إنسان مسلم نفسه.. ويقتل غيره.. ويجد هذا العمل اللاإنساني وغير المقبول من يؤيده.. أو يعجب به.. أو يكون حافزاً له على الالتحاق بتنظيمات الموت التي تنتشر من حولنا.. وتتزايد بشكل مخيف وغير مألوف في الطبيعة الإنسانية السوية..

والحقيقة.. أن هذا الوضع "المؤلم" و"المحيِّر" وغير المنسجم مع طبيعة العقل.. وحب الإنسان للحياة.. وإعمار الكون.. لا يمكن إرجاعه إلى الخلافات في مفاهيم الناس لنصوص ومبادئ العقيدة الإسلامية وبالتالي فإن علينا ان نعمل على تحليل ودراسة هذا الأمر بعمق وبجدية أكبر.. تتجاوز الاستعانة بأجهزة المخابرات والرصد والمعلومات والتحري..

ذلك أن الأمر – على ما يبدو لي – اكبر من أن يستوعب وأبعد من مجرد إعادة رسم خارطة جديدة لمنطقة الشرق الأوسط..

وأنا – بكل تأكيد – لا أستطيع تحديد ذلك.. أو غيري بجهود فردية.. أو حتى مؤسساتية بسيطة.. أو ذات طبيعة وظيفية..

وحتى الدول العربية والإسلامية.. وهي تعاني من هذه الظاهرة.. فإنها وبكل تأكيد أيضاً.. تعمل على دراسة وتحليل هذا الوضع وتعد نفسها.. وأجهزتها لمواجهته..

لكن الأمر على ما يبدو لي أكبر حتى من طاقة كل دولة على حدة.. لذلك قامت التحالفات الإقليمية والدولية وتم التوقيع على اتفاقيات أمنية لمواجهة الإرهاب بشكل جماعي.. وحتى السلوك لا يبدو كافياً أيضاً.. لأنه يأتي في إطار تعامل أمني ضيق الهدف من ضرب تلك التنظيمات من الجو.. وقد ثبت أن هذا التعامل لم ولن يكون كافياً لاستئصال شأفة هذا الوباء الخطير..فما هو الحل إذاً؟!

الحل – كما يبدو لي – بأن نسلّم بأن المشكلة نابعة من عدة عوامل شديدة التداخل..

بعض هذه العوامل يعود إلى شعور المجتمعات بالقصور في تطبيق العدالة.. وبالتفاوت الطبقي.. وبالبطالة والفراغ عند الشباب.. وبالفاقة وضيق ذات اليد.. ثم بالانحرافات الفكرية أو السلوكية والأخلاقية.. وذلك بالمبالغة في استخدام العنف.. والتصفيات الجسدية وإراقة الدماء واسترخاص النفس البشرية.. وطغيان المادة.. وضعف الوازع الديني والأخلاقي..

هذه العوامل متفرقة أو مجتمعة لا بد من التطرق إليها وتحليلها إذا أردنا التوصل إلى طرق علاج ناجعة.. سواء داخل كل دولة.. أو في إطار أي منظومة.. مثل مجلس التعاون الخليجي.. بشرط أن تتوفر الشفافية في تطارح الحقائق ودراستها.. وكذلك توفر الإرادة والرغبة والشجاعة تحقيقاً للإصلاح المنشود..

وإذا لم تتوفر الشفافية والإرادة والرغبة والشجاعة.. فإن الوضع مرشح للتوسع والانتشار مستفيداً من استمرار مرحلة السكوت على بعض المظاهر التي تنخر كالسوس في قواعد الدول والمجتمعات إلى أن تسقطها.. ولا حول ولا قوة إلا بالله.. وأبعد هذه الشرور عنا وحمانا.