دعوة » مواقف

ارحمونا!!

في 2015/08/10

همزة وصل- المدينة- مشكلة أن تعتدي على خصوصيات الآخرين بحجة الدِّين، والدِّينُ أرحمُ وأرقُّ من أن يؤذي الآخر، أحدّثكم من هنا عن تصرفات تأتي من خلال بعض الذين يتصرّفون ضدنا، وندعو لهم، ونبارك أفعالهم، ونقول عليهم ما شاء الله أذانهم ولا أذان الحرم، والقضية هنا تختلف عن التصرّف الذي نريده أن يخدم الدِّين، يقدّمنا للآخر الذي نريد أن نكسبه ونقنعه بأننا على حق، وأن ديننا هو دين الله، دين الحياة، دين لا علاقة له بتصرّفات فردية، دين يعمل على إعمال العقل والمنطق، ويكرّس كل آماله على إثراء العلاقة بينه وبين الآخر الذي لو جرّب لطف الدِّين، وسماحة الدِّين وتسامحه لكان أول مَن يؤمن به. ومَن يتصوّر أن يعتدي شاب على المايك في مكان احتفال لا علاقة له أبدًا بصلاتنا، ولا ديننا ليؤذّن في أناس هم في الحقيقة معبأون ضدنا كمسلمين لنأتي ونمارس تصرفًا يؤكد لهم بعض ما يعتقدون، وهي -والله- قضية أتمنّى أنا شخصيًّا محاسبة كلِّ مَن يمارسها، والذنب هنا عظيم؛ لأنه جاء وكأنه يقول للناس: هذا هو ديننا لا يأبه بالآخر، ويعمل ما بوده أن يعمله.

* مشكلة حقيقية أن تكون أنت الصح، وغيرك المخطئ، المذنب، المخالف، مشكلة فعلاً أن تكون أنت الذي يقف ضد أحلامنا وآمالنا في أن نكون خير أمة، تمامًا كما كان حبيبنا رسول الله عليه أفضل الصلاة والتسليم، الذي لم يكن لا فظًّا ولا غليظًا، وبذلك أوصل الدين للآخر، وهنا يكون الفرق بين أن تكون رسول محبة، ورسول تنفير، وهو ما يمارسه بعض من ينتمي لنا من خلال تصرّفات أرى -والله يعلم- أننا لسنا في حاجتها، وحاجتنا إلى التصالح مع الآخر أهم وأجمل؛ لأن الواقع يفرض علينا أن نكون رسل سلام في زمن انتشر فيه المسيئون للدِّين . والسؤال الذي يفرض نفسه كان بيني وبين داعية، وكان حوارًا طويلاً بدأته بسؤال وأنهيته بسؤال!! هو لماذا نحن نفرض على الآخر ما نريده بقوة ونصرُّ على أننا نحن على حق والآخر على خطأ؟!

* (خاتمة الهمزة).. في أدوات التواصل تصرّفات مثيرة ومقلقة ومؤسفة، نحن -وبكل أسف- نروّج لها، ونباركها بدعوات!! ذلك ماذا يعني سوى أننا معهم لا ضدهم!! .. وهي خاتمتي ودمتم.