سياسة وأمن » دراسات سياسية

هؤلاء هم أعداء العلاقة

في 2015/08/12

عبده خال- عكاظ- أي تنبيهات تحملها الأحداث أو المحطات الإخبارية ومحللوها يمكن أن تعبر على بعض الناس وتنسى بينما المنشغلون بالشأن السياسي يضعون بعض اللبات الأساسية لبناء آرائهم من أجل رؤية المشهد واضحا.

وتحديد البوصلة أمر ضروري لأي محلل سياسي كي يعلم ويلم بالمواقف المتباينة والمتداخلة، ويبدو أن بعض الإعلاميين المصريين أضاعوا البوصلة بالرغم من التأكيدات الصريحة بأن وجهة البوصلة صحيحة مئة بالمئة..

وهؤلاء تحديدا يقتعدون طريق العلاقات السعودية المصرية ويحملون السلم بالعرض معترضين على تنامي العلاقة ووضوحها وسعي كل طرف من الطرفين إلى تجاوز الأمة انهياراتها.

ولأن الدولتين خرجتا من ثورات الربيع العربي متماسكتين، وكان الدور الأبرز للمملكة في تجاوز مصر لأزمتها التي أوشكت أن تؤدي بالبلاد إلى حرب أهلية.

ولمن لم يدرك الدور البارز للمملكة في مساندة الشعب المصري ومؤازرته وتجنيبه مصيرا مظلما يستطيع القفز فوق الحقائق كما يشاء..

ولأن المخططين للفوضى الخلاقة ما زالوا يتربصون بالمنطقة مع استهدافهم إسقاط العلاقة السعودية المصرية ولذلك كانت الرسائل ترسل من قبل قيادة البلدين على التلاحم وأن مستقبل البلدين ومصيرهما متلازم.. ولأن تلك الإشارات تقوض أماني الباحثين عن انهيارات العلاقة وإبعاد السعودية عن مصر لذلك يتم في كل مناسبة إحداث حدث والتعليق عليه بأنه شارة لعدم التوافق بين القيادتين..

وفي كل مرة تأتي التأكيدات والتطمينات بأن البلدين يجتازان معضلة الثورات العربية بالمحافظة على بنية الدولة من التحلل والتفكك.

وإذا كتب كاتب من البلدين (من خلال منظوره) السياسي وتحليلاته بأن المتغيرات لأي من القيادتين اتخذت رؤية مختلفة عما كانت عليه فهذا يعد رأي كاتب وليس رأي مسؤول دولة.

وهذا ما حاول تأكيده الأستاذ أحمد قطان سفيرنا في مصر من أن موقف السعودية من مصر لم يتغير وأن السعودية لا تزال داعمة للموقف المصري في محاربة الإرهاب ودعمه اقتصاديا.

وعلينا أن لا ننسى أن البلدين مستهدفان وأن أولئك الذين ينخرون في صلب العلاقة هم أعداء التقارب ونجاة مصر مما كان يحاك لها، ومعرفة هذه الجزئية تجعلنا أكثر فهما وتجاوزا لمقاصدهم وأن نفوت على الأعداء بحثهم عن الفرص من أجل تعكير المياه الصافية بين البلدين.