ح.سلفية » داعش

شباب داعش ليس لهم سوى الأم..!

في 2015/08/24

د. شروق الفواز- الرياض- نحن نتفرج ولا نزال نتفرج، لم نهتدِ بعد لحل جذري أو حتى موقت. هذا ما نردده جهراً وبين ثنايا عقولنا همساً وفكراً مع كل مصاب نصاب به كسعوديين عندما يفجر شاب سعودي نفسه أو يقوم بعمل إرهابي تجاه وطنه، لو كانوا قلائل لهان الأمر لكنهم جماعات وسلاسل تتوالد وتتسلسل لم يقطع دابرها بعد. تحوّل هؤلاء الشباب للفكر الضال كان هاجساً للمجتمع ومجالاً خصباً للبحث والتنظير وكل الاحتمالات واردة مادام صمام الأمان لا يزال مهملاً. الشباب الضال لم يخرجوا من بطون الشوارع ولم يكونوا أبناء لها يوماً ما، بل هم أبناء أسر. فلنبحث في هذه الأسر كيف أغفلت أبناءها ودفعتهم أو شجعتهم لمعاداة مجتمعهم ووطنهم؟ ولنسأل عن الأم في هذه الأسر وعلى أي حال كانت؟

الأم هي صمام الأمان الذي يجب أن نتمسك به لنحمي أبناءنا من تبني الفكر الضال لأنها كانت ولا تزال الأقرب والأقدر على معرفة ابنها وما هو عليه.

الفكر الداعشي لم يفوت هذا الأمر بل سعى له حثيثا وحرص على الوصول للمرأة السعودية المستضعفة ليغريها باعتناق منهجه لتقوى وللأم السعودية القلقة لاجتذابها إليه واستغلال عاطفتها وظروفها لصالحه فإذا كسب الأم كسب الأبناء وضمن له جيشاً لا ينتهي من الانتحاريين الشباب المفعمين بالحماس والاندفاع.

خلاصنا هو في أن تقوم الأسرة بدورها في حماية الوطن الذي نشأت فيه من أخطاء وتخبطات أبنائها قليلي الخبرة واندفاعهم أو من عقدهم وإخفاقاتهم. وإذا ما كانت الروابط في الأسرة مهشمة وواقع الأم فيها محبطا زاد الخطر.

يجب أن تتبنى الأسر السعودية موقفاً موحداً تجاه ما يقوم به تنظيم داعش من تضليل لأبنائها بغية استغلالهم لمصالحه وإزهاقه لأرواحهم الشابة ليحرق بهم وطنهم وقلوب أمهاتهم وآبائهم.

دور الأم والأب متكامل في تربية أبنائهما ومتابعتهم، لكن الأم هي الأكثر قدرة على فهم أبنائها واستشعار الخطر والإحساس به. لذا يجب أن يكون هنالك برنامج وطني لتوعية الأمهات على اختلاف بيئاتهن ودرجة تعليمهن بطرق الفكر الداعشي في استدراج الشباب والشابات وكيفية التصدي له بمجرد تسلله لأذهان أبنائهن وكيفية التعامل مع أي مؤشرات تراها الأم قد توحي بانجذابه لهم وتوفير طرق سريعة وسهلة للإرشاد الأسري من خلال تخصيص خطوط اتصال مباشرة للدعم الأسري والإرشاد وللتبليغ عن أي اشتباه بخطر أو ضرر يخطط له فرد من أفراد الأسرة.

ندما ينغلق الشاب على نفسه يتجرع وجعه ويذكي جذوة سخطه يصم آذانه عن من هم حوله وعن ما يدور في مجتمعه حتى ينتفخ بالأفكار السلبية التي يغذيه بها الفكر الداعشي والآمال التي يعده بتحقيقها ويصبح قنبلة موقوتة معزولة وجاهزة للتفجير تنتظر الموعد الذي يحدده الداعشيون لانفجارها هذا الموعد يمكن أن نؤخره بل ويمكن أن نلغيه متى ما كان لذلك الشاب أم قوية واعية وقادرة على اتخاذ القرار لإنقاذ ابنها وحمايته.