مجتمع » شؤون المرأة

المرأة العمانية. .وانتخابات مجلس الشورى

في 2015/08/26

محمد الرحبي – الشبيبة- تمثل انتخابات مجلس الشورى وغيرها من الإنتخابات التشريعية، تجربة مهمة، تعبر عن مشاركة الشعب في صنع القرارالوطني وتحمل مسؤوليته إلى جانب الحكومة. وقد بات واضحا الآن سواء لدى المترشحين عن ولاياتهم من الجنسين رجالا ونساءً كأعضاء في مجلس الشورى أو من ينتخبونهم، أن الفترة الحالية وهي الفترة الثامنة، من انتخابات مجلس الشورى، تختلف عن الفترات السابقة، تختلف لكونها وصلت إلى مرحلة تتطلب من الحكومة إعطاء المجلس مزيدا من الصلاحيات، ومن المترشحين رجالا ونساءً أن يكونا في مستوى المسؤولية والثقافة وبعد النظر وأن يجعلا مصلحة بلدهم عمان فوق كل اعتبار، إلى جانب مصلحة ولاياتهم في ما يتعلق بتوفير الخدمات الضرورية.

ونعتقد أن هناك الكثير من المجالات الحيوية التي يجب الاهتمام بها والتي تلامس أحلام المواطن إقتصادية واجتماعية وقضية الباحثين عن عمل وتوفير السكن والعمالة الوافدة واحتكارهم للسوق ومراجعة كثير من القوانين. ويأتي تطوير التعليم في صلب هذه المواضيع بشقيه العام والأكاديمي، والنظام المعمول به في القبول الموحد الذي يجب أن تسوده المرونة بتحديد نسبة القبول55 في المئة، وليس بنظام المواد، حيث أن مثل ذلك يقف عقبة في طريق الحاصلين على الدبلوم العام لاكمال دراستهم الجامعية. هذه المطالب وغيرها نتمنى أن تكون من ضمن برنامج كل مترشح ومترشحة لعضوية مجلس الشورى. وكل مترشح يرى نفسه غير قادر على تحقيق مطالب الشعب ولا يملك الكاريزما التي تؤهله لذلك عليه أن لايترشح لمجلس الشورى. وهناك في الواقع كثير من الأدلة والصور، لأعضاء الفترات السابقة وذلك أثناء زياراتنا لبعض الولايات، حيث لم نلمس ذلك التطور ووجود بعض الخدمات. وكما نتساءل عن دورعضو مجلس الشورى، نتساءل أيضا عن دور المحافظ والوالي في تطوير محافظته وولايته.

ونعتقد أن مسألة الانتخابات ومسألة أن ينتفض كل مواطن اومواطنة عمانية غيورين على وطنهم للترشح كأعضاء في مجلس الشورى ليس أمرا سهلا ولا ينبغي أن تكون من باب المجازفة بهدف الحصول على لقب "سعادة العضو"، وإنما يجب أن يكون هناك دافع وطني بتحمل المسؤولية. وكم نتمنى أن يكون هناك نوع من المبادرات في المستقبل من قبل القطاع الخاص بانشاء المعاهد اللازمة تعنى باقامة الدورات القصيرة في أسلوب النقاش والحوار من خلال محاضرين لديهم الخبرة والتجربة في العمل البرلماني والحزبي. ويمكن تعميم ذلك على المدارس ودور العلم، حتى نخلق جيلا يملك الوعي والثقافة في أسلوب النقاش والحوار الديمقراطي الهادف.

ونعود ونقول مرة أخرى بأن كل مترشح لا يغلّب مصلحة بلده عمان ومصلحة ولايته ويرى مصلحته فوق كل اعتبار عليه أن يجلس في بيته، واذا كانت لديه تجارة اومهنة أخرى عليه أن يزاولها ويترك الترشح لمن هو أفضل وأكفأ منه، فعمان اليوم غيرها بالأمس، عمان الحداثة والعصرية، عمان البناء والتنمية والنهضة الكبيرة التي تعيشها اليوم من أقصاها إلى أقصاها ،عمان التاريخ والحضارة وكل مايفرح ويبهج. ونظرا للدور البناء الذي تقوم به المرأة العمانية اليوم في التنمية الشاملة فقد أعطيت حقها في الترشح والانتخاب في مجلس الشورى وعليها أن تتكاتف. ويكون لها فلسفة تعي دورها في أهمية أن تكون متواجدة تحت قبة مجلس الشورى.