ح.سلفية » داعش

جذور الحركات الإرهابية

في 2015/08/26

عبدالمحسن يوسف جمال- القبس- يهتم الناس دائما لفهم ما يجري حولهم من احداث، وما يبرز من تيارات جديدة. ويتابع المهتمون بذلك الامر الشخصيات التي تقود هذا النوع من النشاط، سواء كان ذلك ايجابا او سلبا. ولعل الغرب سبقنا كثيرا في توثيق ذلك ودراسته دراسة علمية من دون انحياز عاطفي او تشنج شخصي، سواء احب تلك الاحداث والشخصيات او ابغضها.

في الآونة الاخيرة بدأ بعض العرب في مقاربة هذا النوع من الدراسات والبحوث، حيث ظهرت بعض الكتابات العلمية وشبه المحايدة عن الدولة الاسلامية الناشئة (داعش).

ويعتبر كتاب «الدولة الاسلامية ــ الجذور، التوحش، المستقبل»، للكاتب الصحافي عبدالباري عطوان، احدى هذه المحاولات العربية، مع ان الكاتب كتب الكتاب باللغتين الانكليزية والعربية، ونفدت النسخ بسرعة، لتعطّش القراء العرب والاجانب الى فهم العقلية التي تحرك اعضاء تنظيم الداعش، من خلال خلفيتهم «العربية» وانتمائهم «الاسلامي».

يبدأ الكتاب من بداية الربيع العربي، مبيناً «الاصابع الخفية» التي كانت تحرك ذلك الحراك! ولعل الكاتب بدأ بذلك لإيصال فهمه الاولي حول هذا الموضوع.

ثم يبين انه في بعض الدول العربية تبين من خلال استطلاع للرأي على وسائل التواصل الاجتماعي ان %92 من شبابهم يؤيدون «داعش»، وهي بلا شك ان صدقت تحتاج الى دراسة متعمقة من المسؤولين العرب، فهي نسبة تدل على الشيء الكثير.

ثم يبين الكتاب ان جذور التوحش لها اصل عربي واسلامي، من خلال ممارسات العرب والمسلمين على مدى تاريخهم، بما في ذلك قطع رؤوس الموتى! وسبي النساء، وارهاب الاقليات!

ثم يشرح بإسهاب هيكلية دولة «داعش»، وان القائمين عليها لهم فهم سياسي وتنظيمي واداري يجب الا يقلل منه، خاصة ان لديهم الخبرات والمتخصصين في جوانب عديدة، وكذلك اختيارهم للباس والشعار واساليب الرعب والتخويف، واستخدام التكنولوجيا الحديثة لنشر افلامهم واخبارهم، بل وتجنيد الآخرين معهم!

ويبيّن ان الكثير من جيش صدام حسين، الرئيس العراقي الاسبق، هم افراد هذا التنظيم، ونسبتهم قد تصل الى اكثر من النصف!

ثم يشرح الكثير من جذور فتاويهم «المتوحشة» والمستنبطة من بعض المفتين التاريخيين، الذين يكفرون الآخر، ويطالبون بقتله و«قطع رأسه»، ويبين انه ما زال هناك ظل لهذه الفتاوى التي تعيش بيننا.

ثم يبين تخبط الغرب في تعريفه للارهاب، وذلك حسب مصلحته الآنية واصطفافاته السياسية، وهو الاسلوب المكيافيلي، الذي قد يسبب الاذى له ولأصدقائه.

الكتاب فيه الكثير من الحقائق والتحليلات، التي قد تتفق او تختلف معها، ولكن قراءته تعطي القارئ صورة لهذا النوع من الارهاب الدولي الجديد، مع دراسة شخصية لقادته.