سياسة وأمن » ارهاب

الأحزمة الناسفة الجميع على المحك

في 2015/08/27

علي الزامل- الشرق- لسنا في وارد الشجب لجهة من يقترفون تلك الجرائم البشعة؛ فقد أهدرنا أنهاراً من الأحبار.. وفي السياق ضجة الفضاءات تنديداً وصراخاً وجعجعة، وكذا لا جدوى لتوزيع التهم والمسؤولية هنا وهناك.. فكم تضيع روائع الأفكار وتخبو في خضم التنصل والتواري، نحن في أمس الحاجة للاعتراف بمسؤوليتنا جميعاً بلا استثناء وإلا لن نضع أيدينا على الخلل ونفقد بوصلة الحل الناجع. لك أن تتخيل لو أن فرداً واقفاً وشده فريق من يده اليمنى وفريق آخر بذات القوة من يده اليسرى، ماذا يحصل؟ بالتأكيد سوف ينشطر.. هذا ما يحصل عندما تتضارب التيارات؛ فالخطاب الديني المتشدد «المتطرف» عندما يجابهه خطاب ليبرالي تغريبي «متطرف» يتفتق عنه «تيه فكري» وتشتت عقدي. أخص الذين هم أصلاً مهيأون للانزلاق. وبكلمة من لديهم ترسبات بائسة إن لجهة الأسرة أو العمل أو المجتمع بمجمله كالفاقة أو اضطرابات نفسية أو تفكك أسري قيّمي. إن التمرد والانتقام شاخص لدى هؤلاء بوصفهم يستشعرون بالتجاهل أو الضيم بشكل أو بآخر والشرر هو الشعور بالتخبط والتشكك لجهة المسار العقدي القويم فيصبح من السهولة بمكان اصطيادهم وإشعال فتيلهم لأنهم ببساطة يوهمونهم بمآلات تخلصهم من ضجرهم ويأسهم المزمن. إن الحرب الضروس على الدواعش ومن لف لفهم ليس بالاقتتال بل بتحصين أبنائنا من كيدهم. يبدأ أول ما يبدأ بمحاربة التطرف «بقطبيه» بدءًا من الأسرة والمدرسة مروراً بالمساجد والمجتمع وليس انتهاءً بوسائل الإعلام. نحن بحاجة ماسة لرجالات دين معتدلين ومثلهم مفكرين وإعلاميين وتربويين يتحلون بفكر وسطي مستنير يتضافرون بتدشين واحات رحبة تستقطب كل تائه وبائس كي نلبسهم أحزمة الأمان «الفكري» والطمأنينة «اليقينية» لتحصنهم وتقيهم من الانصياع والضياع.