اقتصاد » سياحة

السائحون المتخلفون: مزيد من تشويه الذات!

في 2015/08/29

سالم بن أحمد سحاب- المدينة- السائحون المتخلفون: مزيد من تشويه الذات! لماذا تصدر من بعض السائحين السعوديين والخليجيين تلك التصرفات المخجلة في بعض الدول الأوروبية التي قصدوها للمتعة والنزهة والاصطياف؟ لماذا يحلو لبعضنا تشويه ما يحسبه بعض الكارهين لنا بالمشوّه أصلاً، أي تشويه المشوّه!!

وبعضنا يدافع عن هذه الفئة، فيزعم أنها قلة لا تمثل الأغلبية الملتزمة، وأنه ليس من العدل أخذ الأغلبية بجريرة الأقلية. لكن في المقابل ينسى هؤلاء إثارة السؤال الأهم: لماذا فقط تبرز فئة قليلة من بين أظهرنا لتمارس هذا العبث في أوطان الآخرين؟ لماذا لا تتمتع الجنسيات الأخرى بالإمتيازات نفسها. أي بذات النوعية من الأقلية العابثة؟ لماذا نحن فقط نحظى بهذه النظرات غير المرحب بها لأن (بعضنا) سلب حق الترحيب بنا عبر عبثه وتصرفاته وسخافاته؟ هل سبق أن رأيتم سياحاً شقراً من بريطانيا أو أستراليا أو أسبانيا يفترشون الحشيش الأخضر، ليصبوا القهوة ويزيدوها هيل وجراك وشيشة؟ وهل رأيتم أبناء هؤلاء الشقر يعبثون بكل ما تصل إليه أيديهم من تماثيل وجماليات ونوافير، بل إن بعض بني يعرب الخليجيين صوروا حادثة اختطاف بطة وخنقها أو ذبحها ثم الهرب بها!

هل رأيتم حجم الأوساخ والمخلفات التي يتركها هؤلاء (الأقلية) في الحدائق الخضراء، وكأنهم في جدة أو الرياض؟ شيء مهول تقشعر له الأذواق السليمة والأفئدة الرصينة!

ويُقال إن المجلس البلدي لإحدى البلدات النمساوية طالبوا حكومتهم بالتضييق في منح تأشيرات السياحة للخليجيين، وتحديداً جنسيتين هما الكويت والسعودية! وذلك بالرغم من أن الخليجي ينفق ضعف ما ينفقه السائح الأوروبي، لكن لسان حال هؤلاء النمساويين يقول: (يانحلة لا تقرصيني، ولا أبغى لك عسل).

وأحدنا لو امتلك عمارة وأجَّر إحدى وحداتها على مستأجر لا يتأخر في الدفع ولا يماطل، بل ربما زاد بخشيشاً، لكنه لا يحافظ على نظافة المبنى ويفسح المجال لأبنائه ليرتعوا ويعبثوا بالمصاعد ويأكلوا في الدرج ويرفعوا أصواتهم حتى يشتكي الآخرون منهم الويل، فماذا ستكون النهاية؟!

ولكم توقعت شخصياً أن مظاهر الانفتاح التي نعيشها وكثرة الأسفار التي نرتادها سترفع من كمّ الوعي الحضاري والتهذيب السلوكي والشعور بالمسؤولية ،والانفلات من قيد الأنانية والتخلف! لكني كنت مخطئاً بالتأكيد!!