مجتمع » تعايش

تفرّق دم شبابنا فاجمعوه!!

في 2015/08/29

عبد الله منور الجميلي- المدينة- تفرّق دم شبابنا فاجمعوه!! إذا كان للأُسْــرَة والمدرسة والجامعة والمسجد، وكذا العلماء والدعاة والمثقفين، رسالة مهمة ودور كبير في الـقُـرب من الشباب واحتضانهم، والعمل على ترسيخ مفاهيم الفكر الوسطي المعتدل في قلوبهم، ليكونوا في أمْــنِ ذاتي من التيارات الفكرية المتطرفة، مهما تعددت أساليب دُعَــاتها، وتنوعت أطروحاتهم وإغراءاتهم؛ فإنّ للمؤسسات المعنية برعاية الشباب في أيِّ مجتمع دوراً هاماً في توعية الناشئة، واحتواء حماسهم واستثمار نشاطهم وأوقاتهم ببرامج ثقافية واجتماعية ورياضية قريبة منهم!

وإذا نظرنا في واقعـنـا المحلي سنجد أن شبابنا وأنا أعني هنا (الجِـنسين) قَـد تفَـرق دَمُ شُــؤونه بين عدة مؤسسات منها: (التعليم، ورعاية الشباب، ووزارة الثقافة، والشؤون الاجتماعية وغيرها)!!

فتلك المؤسسات لها مسئوليات أخرى، رَكّــزت عليها ومنحتها أولوية العناية والجهد والمال والوقت)، بينما أهملت جانب الناشئة؛ ربما لأنها تراه ليس من صُــلْـبِ دائرة اهتماماتها.!!

فمثلاً الرئاسة العامة لرعاية الشباب، وهي الجهة الأهم في هذا الميدان سلطت أغلب إمكانياتها للنشاط الرياضي، (وخاصة كُــرة القدم)، وتحديداً لأولئك اللاعبين المحترفين ومَــن يدور في فلكهم؛ فمقرات الأندية الرياضية ومخصصاتها المالية لهم، أما عامة شباب الوطن حتى لو أرادوا ممارسة تلك الهواية أو اللعبة، فالأندية محرمة عليهم، فليس لهم إلا الاستراحات والملاعب الخاصة أو الأرصفة والـطُــرقات.!!

وفي ظِــل تلك الحالة الضبابية مازال (شبابنا) وهم النسبة الأكبر في التعداد السكاني بعيدين عما يحتاجونه ويستحقونه من الاهتمام، ولاسيما وقد غَـدوا وبَـاتُـوا تحت مرمى السهام السامة من دعُـاة داعِــش وأخواتها من الجماعات المتطرفة الضالة.!

وهنا لن ينفعنا ويحمي مجتمعنا ترديد تلك العبارة المعروفة المكرورة (أبناؤنا مُــغَـرّر بهم) عندما نفاجأ بأن مجموعة منهم قــد تحولوا إلى (دَواعِــش)!!

نحن في خطر، وواجبنا بذل الجهود في كافة المسارات والاتجاهات لحماية ديننا ووطننا وشبابنا، ومن ذلك جَـمْـع شَــتات المؤسسات التي تـعْــنَــى بهم (أعني الشباب) تحت مظلة هيئة أو وزارة خاصة، مهمتها رعايتهم (حقيقة قَـوْلاً وفِـعْــلاً)، وصناعة حاضرهم ومستقبلهم بأندية ومراكز وبرامج وفعاليات تستقطبهم وتتناسب مع لغة وإيقاع عصرهم!

أرجو ذلك ولا أتمناه؛ لأن التّمني كما يقول بعض اللغويين إنما يكون في طلب المستحيل؛ فهل تــرونني يا أعزائي طَــلبـتُ مستحيلاً؟!