سياسة وأمن » دراسات أمنية

القواعد العسكرية الأمريكية بالخليج.. حماية للأمن القومي أم احتلال (مستتر)؟

في 2015/09/02

شؤون خليجية - صناعة الفزاعات والحروب الإقليمية وتزكية النعرات الطائفية، هي أدوات ناجحة بيد الولايات المتحدة الأمريكية لاستنزاف الأرصدة والثروات النفطية لدول الخليج، تحت شعارات براقة أهمها حماية "الأمن القومي"، ولكن على العكس استطاعت "واشنطن" اختراق الأمن القومي واحتلال مستتر لدوله بقواعد عسكرية أمريكية على أراضيها فشلت في تحقيق الأمن لدوله أو الردع لأعدائه في اختبارات عديدة.

ومن فزاعة "صدام حسين" إلى فزاعة "داعش" إلى فزاعة "إيران" استمر استنزاف دول الخليج بتصعيد الهواجس الأمنية وجر دول المنطقة لحروب مفتوحة، ولم تكتف الولايات المتحدة بتأسيس قواعد بمناطق إستراتيجية لخدمة مصالحها في تفتيت دول المنطقة وتكريس تبعيتها بل اتجهت لعقد سلسلة من صفقات السلاح الأمريكي والتعاون الأمني لمواجهة الخطر الإيراني بعد إشعالها لسباق التسلح بالمنطقة عقب توقيع الاتفاق النووي.

وهو ما عده خبراء ومراقبون، عملية ابتزاز أمريكي غربي واضحة ومستمرة ومتصاعدة للدول الخليجية لنهب ثرواتها، وإعادة تدوير أرصدتها المالية بحيث تعود إلى الغرب ومصارفه مجددًا، ولا تستفيد منها في الخروج من أزماتها الاقتصادية والاجتماعية، بإهدار الصناديق السيادية الخليجية التي قد تفقد معظم أموالها لتمويل صفقات الأسلحة والإنفاق على القواعد العسكرية رغم أنها تشكل احتياطيا ماليا للأجيال القادمة.

"أمن الخليج" كان ولا يزال خاضعًا للرؤية الأمريكية، حيث لم تخض دول مجلس التعاون حربا منفردة درءا للتهديدات أو العدوان الذي تعرضت له، وإنما خاضت جميع حروبها بالتحالف مع الولايات المتحدة بالأساس، وذلك ما حدث في حرب تحرير الكويت 1990 - 1991، وحرب العراق 2003 والحرب على تنظيم داعش في العراق والمستمرة حتى الآن، كما أن الحرب التي تقودها السعودية ضمن تحالف عربي في اليمن تأتي بتنسيق كامل مع أمريكا وبدعم لوجستي وعسكري منها، وأدت كل هذه الحروب إلى ارتباط أمن الخليج بالولايات المتحدة بشكل أساسي، واستضافت دول مجلس التعاون عددا من القواعد العسكرية الأمريكية على أراضيها.

 

أهداف القواعد الأمريكية بالخليج

تستهدف القواعد الأمريكية عدم تحرر دول مجلس التعاون في قرارها العسكري وفي تعريفها للتهديدات والمخاطر، وضعف اعتمادها على الاتفاقيات والقوات العربية المشتركة لحفظ الأمن القومي العربي، ولتقييدها بشراكة أمنية أمريكية غربية تستنزف طاقاتها وأموالها، باستثناء تجربة "عاصفة الحزم" في اليمن للتحالف العربي بقيادة السعودية كأول تجربة حرب بقرار عربي وقوات عربية، ولكنها أيضاً بتنسيق مع أمريكا، بحسب مراقبين.

وأدت تداعيات حرب الخليج الثانية عام 1991، والفترة التالية لها إلى تحول كبير في شكل الوجود العسكري الأميركي في الشرق الأوسط، ومنطقة الخليج تحديدا، باتساع نطاق التسهيلات العسكرية المقدمة للقوات الأميركية في قواعد ومحطات وموانئ ومطارات ومعسكرات ومراكز الغالبية العظمى من دول المنطقة ذات العلاقة بالولايات المتحدة، أو حتى بعض الدول التي لا يبدو أنه تربطها علاقات سياسية قوية بها، وتزايد عدد القواعد العسكرية الرئيسية بشكل غير مسبوق.

وتهدف الإدارة الأمريكية من استخدام القواعد العسكرية إلى تحقيق عدة أهداف توضحها الرسالة التي وجهها الرئيس الأمريكي الأسبق جورج بوش إلى مؤتمر القمة العربي في بغداد بتاريخ 17-22 مايو 1990م حدد فيها إستراتيجية الولايات المتحدة الأمريكية في منطقة الشرق الأوسط ولعل أبرز بنود الرسالة كانت:

* من أهم أهداف الولايات المتحدة الالتزام بالمحافظة على حرية الملاحة في المياه الدولية بما في ذلك مياه الخليج،وبالتالي فتأمين بقاء مضيق هرمز مفتوحا لتدفق البترول مسألة إستراتيجية لا يمكن التغاضي عنها.

* لضمان استقرار تدفق البترول تعتبر الولايات المتحدة الأمريكية أن أمن واستقرار الدول الصديقة والمرتبطة بمعاهدات معها من أولويات استراتيجياتها المستقبلية.

* الوجود العسكري الأمريكي في المنطقة قد تم الاتفاق عليه مع الدول الصديقة وقد رحبت جميعها بذلك إبان الحرب العراقية - الإيرانية والولايات المتحدة الأمريكية لا تنوي مطلقًا التخلي عن الوجود العسكري في مياه الخليج والبحر العربي.

 

القواعد العسكرية الأمريكية

أهم القواعد العسكرية في دول الخليج وأبرز مهامها القتالية وموقعها:

المملكة العربية السعودية

تطوّر التعاون الثنائي العسكري بين السعودية والولايات المتحدة خلال الغزو العراقي للكويت (1990-1991) حيث استعانت المملكة بالقوّات العسكريّة الأمريكيّة، واستضافتها خلال معركة "عاصفة الصحراء" وخلال فترة التّسعينيات. أثار هذا التّواجد الأمريكي امتعاض المعارضة في السّعودية وجماعات سلفيّة، مثل تنظيم القاعدة.

كشفت دراسة لمركز الخليج العربي للدراسات والبحوث الإستراتيجية بعنوان "القواعد العسكرية الأجنبية.. الأسباب والدوافع" :"أن السعودية تعد من أهم المراكز الأمريكية في الخليج، حيث مقر القيادة العسكرية المركزية الأمريكية التي تتبع لها دول المنطقة (كالسعودية ومصر والسودان والأردن والعراق وإيران وغيرها)، ومقرها قاعدة الأمير سلطان الجوية، حيث توجد طائرات التجسس يو تو U-2 أيضًا. فمثلا قبل أحداث ١١ سبتمبر كان للقيادة العسكرية المركزية الأمريكية ١٣ قاعدة ومرفق في السعودية، فضلا عن حقها في استخدام ٦٦ مرفق آخرين تابعين للقوات المسلحة السعودية".

 وبحسب الدراسة: "تستخدم الولايات المتحدة أيضا بانتظام قواعد أخرى مثل تلك الموجودة في الضهران (قاعدة الملك عبد العزيز)، والرياض (قاعدة الملك خالد)، وفي خميس مشيط وتبوك والطائف.  ومع أن الوجود العسكري الأمريكي المباشر تقلص كثيرا بعد أغسطس ٢٠١٣ بالنسبة لما كان عليه مثلا بعد حرب الخليج الثانية، إلا أن الوجود الأمريكي ما زال كثيفا وعميقا."

وتقول الدراسة :"أنه تنتشر أكثر من 10 قواعد عسكرية أمريكية في السعودية، أهمهم قاعدة عبد العزيز الجوية بالظهران، القاعدة الأم لجميع القواعد الأمريكية في الشرق الأوسط والرابط الأساسي بين القواعد الأمريكية في أوروبا وغرب آسيا.  وقد أنشأها الجيش الأمريكي باتفاق مع الملك عبد العزيز بن سعود ضمن شروط بين الطرفين أبرزها تعهد أمريكا بحماية النظام السعودي من أي تهديد داخلي أو خارجي.

هناك أيضا قاعدة عبد الله بن عبد العزيز الجوية بجدة، و قاعدة فهد الجوية بالحوية (الطائف)، وقاعدة فيصل الجوية في تبوك، وقاعدة خالد الجوية في خميس مشيط، وقاعدة سلطان الجوية في الخرج، حيث أحد مراكز قيادة القوات الجوية الأميركية الإقليمية المهمة سابقا، وبواقع 5000 جندي تابعين للجيش وسلاح الجو الأميركي، وأكثر من 80 مقاتلة أميركية، وقد استخدمت هذه القاعدة في إدارة الطلعات الجوية لمراقبة حظر الطيران الذي كان مفروضا على شمال العراق وجنوبه إبان فترة العقوبات الدولية، كما كانت تعمل مركزا للتنسيق بين عمليات جمع المعلومات والاستطلاع والاستخبارات الأميركية في المنطقة.

وبحسب الدراسة، فمنذ أواسط العام 2003 تقريبا، انتقل حوالي 4500 جندي أميركي إلى دولة قطر، وبقي بالسعودية حوالي 500 جندي أميركي فقط ظلوا متمركزين فيما يعرف بـ"قرية الإسكان"، وأنهت أميركا وجودها العسكري في قاعدة الأمير سلطان الجوية بالرياض.

 

قطر

وقعت قطر مع الولايات المتّحدة الأمريكيّة في عام 1992 اتفاقية أمنية لتقوية التّعاون ما بين الدّولتين في الشؤون العسكريّة، وقد استمرّ هذا التّعاون إلى اليوم، وفي عام 2002م، وقبيل احتلال الولايات المتّحدة الأمريكيّة وقوّات التّحالف العراق؛ أعلنت إدارة الرّئيس الأمريكي بوش بأن مقر القيادة المركزية للولايات المتحدة سيتمّ نقله إلى قاعدة جويّة بالعاصمة الدّوحة، ولا تزال عدد من قوات القيادة المركزية متواجدة في الدّوحة، بحسب الدراسة نفسها لمركز الخليج العربي للدراسات الإستراتيجية.

 وتستضيف قطر أهم بنية تحتية عسكرية أمريكية في المنطقة، حيث انتقلت إليها القيادة الجوية للقيادة العسكرية المركزية الأمريكية للمنطقة الوسطى CENTCOM من السعودية في ٢٠٠٢-٢٠٠٣ لتستقر في قاعدة العديد الجوية التي أنفقت قطر ما يربو على أربعمائة مليون دولار لتطويرها.

وتقول دراسة مركز الخليج العربي للدراسات والبحوث الإستراتيجية، إن "الرمز العسكري المشفر للنشاطات العسكرية الأمريكية في قطر هو "معسكر سنوبي"، ويضم المعسكر: مطار الدوحة الدولي، معسكر السيلية، قاعدة العديد الجوية، نقطة تخزين ذخيرة في قاعدة فالكون، محطة أم سعيد للدعم اللوجستي.

وأهم القواعد الأمريكية في قطر قاعدة العديد الجوية وتقع إلي الجنوب الغربي من العاصمة الدوحة، ويوجد بالقاعدة ممر إقلاع بطول 4.5 كيلومتر يتيح إقلاع القاذفات الثقيلة.

وتضم قاعدة العديد مدرج للطائرات يعد من أطول الممرات في العالم، واستعدادات لاستقبال أكثر من ١٠٠ طائرة على الأرض، وتعتبر هذه القاعدة مقرا للمجموعة ٣١٩ الاستكشافية الجوية التي تضم قاذفات ومقاتلات وطائرات استطلاعية إضافة لعدد من الدبابات ووحدات الدعم العسكري وكميات كافية من العتاد والآلات العسكرية المتقدمة، ما جعل بعض العسكريين يصنفونها أكبر مخزن إستراتيجي للأسلحة الأميركية في المنطقة." وتعد قطر مقرّاً للقيادة المركزيّة للولايات المتّحدة الأمريكية، ويُقدر عدد العناصر الدائمة بحوالي 678.

وتعتبر العديد أول قاعدة عسكرية أمريكية في الخليج العربي كله، وتضم القاعدة ما يكفي لأكثر من 100 قاذفة ومقاتلة وطائرات الاستطلاع والأواكس، وموجود حاليا بالقاعدة سرب طائرات F-16، وسرب طائرات تزود بالوقود، وسرب طائرات استطلاع وبالإضافة إلي طائرات أخري، ويقيم في القاعدة حاليا قرابة 4000 جندي أمريكي، بحسب الدراسة.

أيضا تقع قاعدة السيلية العسكرية خارج العاصمة القطرية الدوحة بنحو 30 كم فقط ويتم تقدير الكلفة المادية لتلك القاعدة بحوالي 110 مليون دولار بأسعار عام 2000، وتستطيع القاعدة دعم لواءين مدرعين كاملين بمعداتهما، وكانت القاعدة بدأت استقبال القوات الأمريكية فيها بداية من عام 1995، وتم تطوير القاعدة لاستضافة قيادة الجيش الثالث الأمريكي والقيادة المركزية الأمريكية.

 

سلطنة عمان

يرصد مركز الخليج العربي للدراسات الإستراتيجية أنه "من أبرز القواعد في عمان قاعدة المصيرة التي آلت إلي الولايات المتحدة بعد انسحاب بريطانيا منها في عام ١٩٧١، وهي إحدى مقرات قوات التدخل السريع ومن أهم القواعد الأمريكية في الخليج، وتتميز القاعدة بمهبط طائرات مساحته ١٢ ألف قدم فضلا عن مهبط للطوارئ، ومستودع ضخم للذخيرة، وهناجر للطائرات.

 أما قاعدة الخزب البحرية الجوية التي تتمتع بأهمية إستراتيجية كذلك لقربها الشديد من مضيق هرمز، وبها مهبط طائرات مساحته ٦٥٠٠ قدم تستخدمه الطائرات الأمريكية.

وحتى قبل ١١ سبتمبر كانت توجد في عمان 5 قواعد عسكرية أمريكية تابعة مباشرة للقيادة الوسطى الأمريكية، كما غطت اتفاقيات ثنائية حق أمريكا في استخدام ٢٤ مرفق عسكري في عمان.  وبعد ١١ سبتمبر جُدد الاتفاق الذي يتيح لأمريكا حق استخدام المرافق والحقول الجوية في السيب، وجزيرة المصيرة، وهي ثلاث قواعد جوية جاهزة للاستعمال.  كما أصبحت عمان أحد نقاط الانطلاق الأساسية للقوات الخاصة الأمريكية.  وتستمد عمان أهميتها بالنسبة للولايات المتحدة من موقعها كمركز متعدد المهام لخدمات دعم الجسر الجوي، وقامت الولايات المتحدة بإنشاء قاعدة جوية فيها، تتمركز بها قاذفات طراز (B1) وطائرات التزود بالوقود.

 

البحرين

كانت البحرين مقر رئاسة عمليات البحرية الأمريكية إبان حرب الناقلات بين إيران والولايات المتحدة الأمريكية بين عامي ١٩٨٧-١٩٨٨، وخلال حرب الخليج الثانية ١٩٩٠-١٩٩١، وخلال الحرب علي العراق ٢٠٠٣.وتُعدّ البحرين مقرّاً للأسطول الخامس للسّلاح البحري الأمريكي.

ومن أهم القواعد العسكرية فيها "قاعدة الجفير" وتقع جنوب شرق العاصمة البحرينية المنامة على بعد خمسة أميال، ورثتها الولايات المتحدة عن بريطانيا في عام ١٩٤٩، ورغم أن الاتفاق انتهى اسميا عام ١٩٧٧ إلا أن القوات الأمريكية لا تزال متمركزة في القاعدة، كما تتواجد بها بعض القوات البريطانية.

وتتمركز في قاعدة الجفير قيادة الأسطول البحري الأمريكي الخامس، يخدم فيه ٤٢٠٠ جندي أميركي، ويضم حاملة طائرات أميركية وعددا من الغواصات الهجومية والمدمرات البحرية وأكثر من ٧٠ مقاتلة، إضافة لقاذفات القنابل والمقاتلات التكتيكية وطائرات التزود بالوقود المتمركزة بقاعدة الشيخ عيسى الجوية.

 

الإمارات

تتميز الإمارات بوصفها مقرّاً للقوّات الأجنبيّة، منها استراليا (313)، فرنسا (800)، جنوب كوريا (140) والولايات المتحدة الأمريكية (140) .

وفي عام 2011 ، قامت بالتّعاقد مع شركة بلاكواتر الأمريكيّة للخدمات الأمنيّة لاستقدام قوات مسلحة أجنبية من جنوب أفريقيا وكولومبيا تمّ استقدام حوالي 800 فرد بغرض القيام بعمليّات عسكريّة داخليّة وخارجيّة، وحماية المرافق الإستراتيجيّة في الدّولة، ولكن تم إثارة مخاوف بأنه قد يتم استعمالهم لمواجهة أيّ توتر مدني داخلي، وبلغت قيمة هذا العقد مع شركة بلاكواتر حوالي 529 مليون دولار أمريكي.

ومن أبرز القواعد الأمريكية علي الأراضي الإماراتية قاعدة "اﻟﻈﻔﺮة" اﻟﺠﻮﯾﺔ وﺗﻘﻊ ﻋﻠﻰ ﺑﻌﺪ ٣٢ ﻛﻢ ﺠﻨﻮبي أﺑﻮ ظﺒﻲ، وتضم ﻣﻨﻈﻮﻣﺘﯿﻦ ﻟﺼﻮارﯾﺦ اﻟﺒﺎﺗﺮﯾﻮت واﻟﺠﻨﺎح اﻟﺠﻮي ٣٨٠ ﻟﻠﻘﻮات اﻟﺠﻮﯾﺔ الأمريكية، ﺑﺎلإضافة إﻟﻰ اﻟﻘﻮات اﻟﺠﻮﯾﺔ اﻟﺤﺮﺑﯿﺔ اﻟﻔﺮﻧﺴﯿﺔ، ويوﺠد ﻋﻠﻰ أراﻀﻴﻬﺎ ﻤﻨﺼﺎت اﻨطﻼق طﺎﺌرات اﺴﺘطﻼع ﻴو-2، وطﺎﺌرات إﻋﺎدة اﻟﺘزود ﺒﺎﻟوﻗود، وحسب بعض التقديرات تصل القوات الأمريكية في قاعدة الظفرة الجوية إلى 5000 فرد.

 وﻗﺎﻋﺪة اﻟﻔﺠﯿﺮة اﻟﺒﺤﺮﯾﺔ شديدة اﻟﻘﺮب ﻣﻦ ﻣﻀﯿﻖ ھﺮﻣﺰ ومطلة علي روافد ﺑﺤﺮ ﻋﻤﺎن، وهي تضم اﻟﻔﺮﻗﺔ ١٥٢ ﻟﻘﻮات ﻏﺮﺑﯿﺔ ﻣﺘﻌﺪدة اﻟﺠﻨﺴﯿﺎت.

كما يوجد في ميناء "جبل علي" سفينة حربية كبيرة، وتنتشر في قاعدة الظفرة طائرات أمريكية من نوع جلوبال هوك وطائرات الأواكس.

وقاعدة ﻣﯿﻨﺎء "ﺟﺒﻞ ﻋﻠﻲ" أﻛﺒﺮ موانئ اﻟﺸﺮق الأوﺳﻂ وهو ﯾﺴﺘﺨﺪم ﻓﻲ الغالب ﻛﻘﺎﻋﺪة ﻟﺴﻔﻦ اﻟﻘﻮات اﻟﺒﺤﺮﯾﺔ الأﻣﺮﯾﻜﯿﺔ، كما ﯾﺤﺘﻮي اﻟﻤﯿﻨﺎء أيضًا ﺣﺎﻣﻠﺔ طﺎﺋﺮات ﻧﯿﻤﯿﺘﺰ وﻣﺠﻤﻮﻋﺎت ﻗﺘﺎﻟﯿﺔ أﻣﺮﯾﻜﯿﺔ.

 

الكويت

أما الكويت فهي إحدى أهم القواعد الأمريكية في المنطقة حيث يرابط فيها نحو ١٣٠ ألف جندي أمريكي و٢٠ ألف جندي بريطاني، فضلا عما يربو علي الألف دبابة وعدة مئات من الطائرات المقاتلة والمروحيات.

وتعتبر معسكرات الدوحة وعريفان ومعسكر التدريب فرجينيار أبرز المعسكرات، ففي معسكر الدوحة الواقع في شمال غرب مدينة الكويت، على بعد 60 كم من الحدود مع العراق،  يتمركز أفراد الفرقة الثالثة الأميركية مشاة إضافة إلى عدد من الأفراد التابعين لسلاح الجو بكامل معداتهم وأسلحتهم التي تضم دبابات طراز (M-1A12) وعربات مدرعة طراز (M-2A2) بجانب الطائرات الهليكوبتر الهجومية وأكثر من 80 مقاتلة، وأيضا بعض وحدات القوات الخاصة سريعة الانتشار.

وتعتبر قاعدة معسكر الدوحة القاعدة الرئيسية والمركز اللوجيستي للجيش الأمريكى في الشرق الأوسط، وتضم المعدات العسكرية المخزنة هناك أكثر من ٣٠٠ دبابة و ٤٠٠ سيارة مقاتلة من طراز برادلى وحاملات أفراد مصفحة ومدافع هاوتزر ومنصات صواريخ.

كما تضم الكويت عدة معسكرات أخرى تابعة للقاعدة الأمريكية:قاعدة علي السالم الجوية وتضم الفرقة الجوية رقم 386 إضافةً إلى معسكر عريفجان ومعسكر التدريب فرجينيا.

 

من استنزاف القواعد العسكرية لصفقات السلاح

بحسب مراقبين، فإن أمريكا تبتز دول الخليج ماليا بتصعيد المخاوف من الخطر الإيراني والإدارة الأمريكية تمارس خطة محكمة لتخويف دوله وبث الرعب في نفوس شعوبها وقادتها، لدفعها إلى إنفاق ما لديها من احتياطات مالية هائلة (تقدر بترليوني دولار) في شراء صفقات أسلحة.

كما أن واشنطن تسعى لطمأنة قادة دول الخليج بنشر منظومة "درع صاروخي" لحمايتها من الصواريخ الإيرانية، وهو ما يطرح تساؤل: لماذا نصب بطاريات الدرع الصاروخي في المنطقة الخليجية، أسوة بما حدث في دول أوروبا الشرقية مثل بولندا ورومانيا، وتعريضها إلى أخطار محدقة في أي حرب مستقبلية بين الدول العظمى؟ وإذا كانت هذه الصواريخ الإيرانية تشكل خطرا وجوديا على دول الخليج، وتهدد أمنها واستقرارها، فما فائدة القواعد الأمريكية