ثقافة » تربية وتعليم

حوادث المعلمات تسبق انطلاق الدراسة بوفاة معلمتين

في 2015/09/02

الحياة- بعد ثلاثة أيام من عودة المعلمين والمعلمات إلى مدارسهم، لقيت معلمتان حتفهن، بينما أصيبت ثالثة في حادثة مرورية تعرضن لها أثناء ذهابهن إلى مدرستهن في مركز حفر العتش (100 كيلو متر شمال شرقي الرياض) صباح أول من أمس (الثلثاء).

وأديت صلاة الميت على المعلمتين تهاني الغامدي وسارة العتيبي أمس (الأربعاء) في جامع الملك خالد بأم الحمام بالرياض، بحضور المدير العام للتعليم بمنطقة الرياض محمد المرشد، ونقل المدير العام للتعليم تعازي وزير التعليم الدكتور عزام الدخيّل ومنسوبي الوزارة لأسرتي المتوفيتين. وقال المرشد: «اتصل بي وزير التعليم بعدما علم عن الحادثة وطلب مني نقل التعازي وأن اعتذر لهم عن الحضور لوجود ارتباط لديه».

وأضاف: «فجعنا بالحادثة التي وقعت للمعلمتين، ونسأل الله لهما المغفرة والرحمة وأن يسكنهما فسيح جناته، وأتمنى الشفاء العاجل لمديرة المدرسة غيداء الحازمي، ونراها معنا في القريب العاجل قريبة من طالباتها وزميلاتها».

وفي مشهد ليس جديداً، انتشر مقطع فيديو قصير عن معاناة المعلمين مع المسافات الطويلة في الأوساط التعليمية، خصوصاً المتضررين من حركة النقل الخارجي، التي لا تزال، في رأي البعض، «مخيبةً للآمال»، نتيجة الإخفاقات المتراكمة منذ أكثر من ستة أعوام.

وفي مقطع الفيديو يحكي شخص معاناته اليومية من بعد المسافة بين مكان العمل والسكن، التي يشاركه فيها كثير من المعلمين والمعلمات، إلا أن المثير للانتباه في المقطع أن المعلم «رقم واحد» في ترتيب حركة النقل الخارجي، الذي لم يتم نقله منذ 6 أعوام، على حد تعبيره، ويقطع مسافة 300 كيلومتر يومياً، اقترح على وزير التعليم الدكتور عزام الدخيل أن ينتقل للسكن في مدينة المجمعة، وأن يذهب من هناك إلى عمله في مدينة الرياض مدة 5 أيام، موضحاً أن شعوره بمعاناة المعلمين والمعلمات، دفعه إلى هذا المقترح.

واقترح المعلم عايض القرني في حديث لـ«الحياة»، الاستفادة من التقنية والبرامج الحاسوبية في تصميم نظام يظهر الحاجة الفعلية لكل تخصص في كل إدارة تعليمية، وأن يكون طلب النقل على مرحلتين، الأولى للتقدم برغبة النقل، وعليه يتضح عدد الشواغر بانتهاء هذه المرحلة، ثم مرحلة اختيار الرغبات من الشواغر وفق ترتيب بحسب المفاضلة، وبهذا يكون مستوى الشفافية عالياً، ويتم الاختيار بما يرضي الجميع.

وأشار القرني إلى أنه من الأفضل أن يتزامن إعلان حركة النقل الداخلي مع فترة القبول والتسجيل للطلاب والطالبات، لتفادي مشكلة البحث والتسجيل أو النقل لأبناء وبنات المعلمين والمعلمات المستفيدين من النقل الخارجي والداخلي، وذلك نظراً إلى الأعداد الكبيرة والمتزايدة من الطلاب والطالبات، نتيجة قلة العدد في المدارس، خصوصاً ذات المباني والتجهيزات الحكومية.

وأكد مطالب المعلمين والمعلمات المتزايدة، عبر برامج التواصل الاجتماعي، على تسهيل الإجراءات والآليات المتبعة في نظام لم الشمل، وكذلك الظروف الخاصة، مشددين على ضرورة استمرارية تفعيل النظام على مدار العام. يذكر أن حركة النقل الأخيرة للعام 1435-1436 التي استقبلت من طالبي النقل بـ«الاستياء»، إذ أعلنت الوزارة عدد المتقدمين للنقل من المعلمين 62.972، وتم نقل 14.586 معلماً، يمثلون 23 في المئة، وعدد المتقدمات للنقل من المعلمات 56.148، وتم نقل 10.271 معلمة، يمثلن 18 في المئة، وكان هذا الإعلان مخيباً لآمال كثير من المعلمين والمعلمات، كونه أول حركة نقل في عهد وزير التعليم الجديد الدكتور عزام الدخيل.