دعوة » مواقف

حربٌ ضد الهيئة.. أم صمت؟!

في 2015/09/07

مسفر حمد آل مبارك- الشرق-

هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر هي منظومة حكومية رسمية تعمل للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وفق ضوابط الشريعة الإسلامية السمحة، وفي عام 1400هـ شهر 9 صدر مرسوم ملكي من الملك خالد بن عبدالعزيز -رحمه الله- باعتماد نظام هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في المملكة العربية السعودية.

الهيئة لها جهود مبذولة وذلك للرقي بهذا القطاع إلى الأفضل وللقيام بأعمالها على الوجه المطلوب وفق أسس وأنظمة مستمدة من الشريعة الإسلامية التي هي دستور هذه البلاد، حفظها الله.

ولكن لا نزال نرى بعض الإسقاطات والإساءات للهيئة ومنسوبيها بشتى الصور من بعض الإعلاميين والمفكرين والمثقفين والكتّاب مع غياب الحقيقة والمصداقية في الطرح لدى هؤلاء. نظرة بعضهم وليس الأغلبية لمنسوبي الهيئة أنهم متشددون غليظو التعامل سيئو التصرف باجتهاداتهم، وحين نسأل أنفسنا هل ذهب أحد لمنسوبي أو مراكز الهيئة واطلع على أعمالهم وأهدافهم وأسس عملهم وقام بتبادل الحديث معهم؟ الإجابة للأغلبية: كلا.

في معرض هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في وادي الدواسر المصاحب للحملة التنموية الشاملة التي تقام من 1/ 11 /1436ه إلى 12 /11 /1436ه في المحافظة، اطلعتُ على جهود وأعمال الهيئة التي يشكرون عليها مع وجود اللوحات الإرشادية وأنواع الأعمال والمضبوطات المتنوعة وصور لبعض الأمور التي يقع معها الابتزاز مع شرح لطرق الوصول للمبتز والقبض عليه في سرية تامة، فيما تم توزيع المطويات والهدايا على زوار المعرض، إضافة إلى وجود مشايخ من منسوبي الهيئة في المعرض يوصفون ببشاشة الوجه والشرح الشيق والأسلوب الراقي والعلم الوافر وحب الخير للجميع، فعلينا عدم تعميم الأخطاء وألا نحكم بالمظاهر وبتصرفات أشخاص على أشخاص آخرين وعلينا دائماً التحقق. نصيحة أخوية: الشخص الذي له ملاحظات على أداء الهيئة عليه أن يقوم بزيارة مكاتب الهيئة في المملكة ليناقش ويتبادل الأحاديث معهم بشكل ودي؛ لكي يتضح أن نظرة بعضهم ليست في محلها وأنها بعيدة كل البعد عن الواقع.

لا شيء يخترق القلوب كلطف العبارة وبذل الابتسامة ولين الكلام وسلامة القصد ونقاء القلب وغض الطرف عن الزلات!!

نعلم ونتيقن أن كل عمل أو مشروع يحصل فيه بعض الاجتهادات والتجاوزات الفردية التي قد تكون صواباً أو خلافه!، فالهيئة مؤسسة من المؤسسات والقائمون عليها بشر معرَّضون للأخطاء، نعم هناك بعض الاجتهادات الشخصية التي لا تمثل قطاع الهيئة بأكمله وإنما تمثل الشخص نفسه؛ ولكن عندما يخطئ منسوب الهيئة فإن له مرجعاً سيحاسبه، إضافة إلى أن المملكة توجد فيها إدارات وجهات حكومية وشرعية ستعطي كل ذي حق حقه وستحاسب المخطئ.

• حرب ضد الهيئة.. أم صمت!؟

في غضون الأشهر القليلة الماضية وفي شهر واحد تعرضت فتيات للتحرش وذلك في كورنيش جدة، وأيضاً في محافظة الطائف وانتشرت المقاطع على مواقع التواصل الاجتماعي وأصبح الأمر قضية رأي عام، وما خفي أكبر. ومن جهتهم، عبر أفراد المجتمع عن آرائهم عبر مواقع التواصل، منهم من طالب بدعم الهيئة قائلاً إن وجودها أمر إجباري وإلزامي في الأماكن العامة؛ لأن ذلك يحمي -بعد الله- أعراض المسلمين ويحفظ ويصون بناتنا من الأفكار الهدامة والتحرشات. لماذا لم تذكر بعض وسائل الإعلام وبعض المفكرين والمثقفين وكتَّابنا الأجلَّاء هاتين الحادثتين؟ هل لكونهما تقدمان صورة مخالفة لمطالبهم بالحرية والانفتاحية التي يطالبون بها!!. إن من الواجب التعاون مع الهيئة ومنسوبيها كونهم يحملون رسالة وشعيرة عظيمة لا يختلف معها مسلم عاقل، فوجود الهيئة في الأماكن العامة أمر لابد منه، فالأماكن العامة التي تذهب إليها الأسر تكون آمنة عندما تتوفر فيها وسائل الأمن من الجهات الأمنية والهيئة، كما أن هناك موقعاً رسمياً للهيئة فيه أخبار الهيئة والفعاليات التي تقدمها والخدمات الإلكترونية، ومن ضمن هذه الخدمات خدمة مكافحة الجرائم المعلوماتية وخدمة مكافحة الابتزاز وخدمة مكافحة السحر والشعوذة وخدمة مكافحة المنكرات العامة، إضافة إلى خدمة التواصل مع معالي رئيس الهيئة مباشرة وذلك لسرعة الوصول لمعالي الشيخ وإطلاعه على أي شكوى أو مطلب أو اقتراح وذلك لتوفير وقت المراجعين وتسهيل الإجراءات عليهم دون أي معاناة تلحق بهم، كما يستقبل معالي الرئيس العام المراجعين يومي الإثنين والأربعاء من كل أسبوع، والأمر الجدير ذكره الذي يجهله الأغلبية هو رقم الهيئة الموحد 1909 ويعتبر مركزاً لاستقبال البلاغات من المستفيدين خلال 24 ساعة على مدى أيام الأسبوع، ويتم استقبال الطلب من الموظف المختص إلكترونياً والتعامل معه في سرية تامة.

ونسأل الله أن يعز بلادنا بالأمن والأمان تحت ظل قيادتها الرشيدة.