ثقافة » تربية وتعليم

شكوى لوزير التربية ... مع التحية

في 2015/09/09

د. حسن عبدالله عباس- الرأي-

هذه شكوى لوزير التربية من أحد رواد مطعم لبناني «على قد حاله»، ولو أني أدري أنك ما تعطي، لكن يا وزير التربية «طلبتك»، قول «عطيتك»

يشتكي ولي الأمر أن الوزارة فيها سوء كثير. ولما نسأله لماذا سيئة، فالسوء مُنتشر بالبلد انتشار النار بالهشيم، يستعرض قضايا عدة، فمشاكل وزارة التعليم العالي لا تحملها البعارين.

يحكي لي بو محمد (تراكماوي مفرّع أي لا يلبس الغترة)، الوزارة لا تعمل إلا شهري يوليو وأغسطس. طبعا لا تسألني كيف لا تعمل وزارة التعليم العالي إلا في هذين الشهرين، فجواب صاحبنا أن إدارة البعثات عملها الحقيقي ينشط فقط خلال هذين الشهرين لأن الطلبة على وشك استعجال ملفاتهم للسفر إلى دول العالم لاستكمال دراساتهم.

يُكمل بو محمد وهو مهموم، يقول تعمل هذه الإدارة من الثامنة والنصف صباحاً إلى الثانية عشرة والنصف ظهراً فقط بحسب تعليمات المدير، فيتساءل، هل الإدارة لها ساعات عمل تختلف عن بقية الإدارات الحكومية الأخرى؟، ومن يدفع فاتورة «ريوقهم» لغاية الثامنة والنصف؟، ومن أي مطعم يطلبون وجباتهم الصباحية؟. أسئلة المواطن موجهة إلى الوزير طبعاً.

وبعدها ينتقل إلى الأمر الذي أشعل قلبه غيظاً وحنقاً وزعلاً وبُغضاً وحقداً على الموظفين. يقول إن ابنته التحقت بالجامعة الأجنبية برضا وموافقة المُلحق الثقافي هناك، ودُفعت لها الرواتب ورسوم التعليم، لكن وبعد ثلاث سنوات من الدراسة والتعب، تأتي الموظفة باردة مبردة لتقول «ممنوع تكمّل»، وعليها تغيير الجامعة والتخصص!، وعند الاستفسار يأتي الجواب بأن البرنامج الأكاديمي للمبتعثة خارج خطة الوزارة!، فكيف بعد ثلاث سنوات من الدراسة والتحصيل العلمي تكتشف الموظفة أن البرنامج الأكاديمي مرفوض؟!، والذي «باط جبده» أن مواطناً أمامه تعارك مع موظفة أخرى لأنها رفضت اتمام معاملة ابنه الذي انتهى من عامه الثالث في دراسة الهندسة في حين قرار بعثته في تخصص الطقس والأرصاد الجوية!

أما أجمل ما في موضوع البعثات تلك اللجنة المسؤولة عن مناقشة ملفات المبتعثين.

بو محمد يقول إن اللجنة هذه فيلم. حيث مصير عشرات المبتعثين بيد «أمينة»، (مو بالضرورة وحدة، لكن من باب إنصاف المرأة، فهموها عاد). تدخل وبيدها ملفات المبتعثين، وتعطي لأعضاء اللجنة تلخيصاً لكُل حالة، والباقي على أساس هذا التلخيص يرفعون أياديهم إما بالموافقة أو بالرفض، أما صاحب الشأن وهو الطالب المُبتعث، فهو كالطاولة الجالسين عليها لا يحق له أن يدافع ولا يشرح ولا يُبيّن ولا يُفند ولا يخيط ولا يشق ولا يلبس، فأعضاء اللجنة هم الكل بالكل، اقصد هي الكُل بالكُل، فهي تخلعه من كل حقوقه وتمشيه مفصخ من أي إمكانات. فسؤالي، ما دور الطالب؟، وما دور أعضاء اللجنة؟ اقترح على الوزير أن تتشكل اللجنة من أمينة السر وعضوية أمينة السر وبأغلبية أمينة السر وقرار أمينة السر وتنفيذ أمينة السر وضحكة أمينة السر وزفة أمينة السر!. نعتذر عن عدم كشف أسماء الأشخاص وهوية المطعم وموقعه لأغراض استخباراتية.