مجتمع » شؤون المرأة

تحديات تواجه الانتخابات البلدية السعودية وتهدد بفشل التجربة

في 2015/09/14

شؤون خليجية - ريهام سالم-

تحديات كثيرة تحيط بعملية الانتخابات البلدية الحالية بالمملكة السعودية تسببت في ضعف الإقبال على القيد، منها حملات المقاطعة، وقلة الوعي، وتعقيد شروط القيد، والبحث عن المقار، ورفض فئة كبيرة لمشاركة المرأة من الأساس في أي حراك سياسي، فضلًا عن عدم اقتناع الغالبية بالعملية الانتخابية وجدواها، ويرون أنها استحقاق جزئي، مستنكرين منح المجالس سلطات جزئية.

انطلاق النسخة الثالثة من الانتخابات

وانطلقت أمس السبت، أول انتخابات بالمملكة السعودية تشارك فيها المرأة كناخبة ومرشحة، وهي النسخة الثالثة من الانتخابات البلدية في 11 منطقة، بقيد الناخبين والناخبات، فيما تواصلت في مكة المكرمة والمدينة المنورة لليوم الثامن، وكادت تخلو مراكز القيد من الحضور أمس، وذلك وسط تزمر تيار رافض لمشاركة المرأة في الانتخابات، أو في أي حراك سياسي آخر.

ومن المقرر أن تنطلق مرحلة قيد الناخبين في بقية مناطق المملكة يوم السبت الموافق 7 سبتمبر المقبل؛ حيث أنهت اللجنة العامة للانتخابات استعداداتها كافة لانطلاق مرحلة قيد الناخبين، وذلك بتجهيز المراكز الانتخابية كافة بكل ما يلزم من الأثاث والأجهزة المكتبية، إضافة إلى ربط المراكز بوحدة المعلومات بالوزارة؛ حيث يبلغ إجمالي عدد المراكز الانتخابية على مستوى المملكة (1236) مركزاً انتخابياً؛ و (424) مركزاً نسائياً.

ضعف الإقبال ومشكلة البحث عن المقر الانتخابي

وكان لافتاً أن عدد النساء فاق الرجال في بعض المناطق، رغم ضعفه هو الآخر، وعزا عاملون ضعف الحضور إلى تزامن بدء القيد أمس، مع الاستعداد لانطلاق العام الدراسي الجديد اليوم.

وأبدى عدد من النساء اللاتي حضرن للتسجيل استياءهن من شروط التسجيل، وصعوبة الوصول إلى عناوين المقار الانتخابية.

وأرجعت الناخبات ضعف الإقبال إلى عدم الوعي التام بأهمية صوت المرأة وحقها في المشاركة في العملية السياسية، فضلًا عن مشكلة البحث عن المقر الانتخابي في الدوائر التابعة للمواطنات، على الرغم من توفير خرائط إلكترونية على الموقع الرسمي للانتخابات لتحديد المراكز الانتخابية بخاصية GPS، إلا أن هذه المشكلة واجهت كثيرًا من السيدات اللاتي رغبن في الوصول للمقار الانتخابية التابعة للدوائر التابعين لها- بحسب ما رصدته صحيفة المدينة على لسان بعض الناخبات.

وأضافت الناخبات أن قلة الإقبال يرجع لتعقيد شروط قيد الناخبين، حيث يتطلب على الناخب توفير عقد إيجار السكن، وإحضار فواتير الكهرباء وتصديقها من (عمدة الحي) لإثبات والتحقق من الدائرة النابع لها الناخب.

وفي جدة شهدت أولى مراحل الانتخابات، بداية ضعيفة في الإقبال النسائي للمقار الانتخابية الخاصة بالسيدات للتسجيل في سجلات قيد الناخبين، وأبدى عدد من السيدات اللاتي حضرن للتسجيل استياءهن من شروط التسجيل وصعوبة الوصول إلى عناوين المقار الانتخابية.

وفي الرياض، قام عدد 147 ناخباً وناخبة بتسجيل أسمائهم ضمن المرحلة الأولى للانتخابات البلدية في دورتها الثالثة بمنطقة الرياض ومحافظاتها.

وكان العديد من المواطنين والمواطنات قد توافدوا على 254 مركزاً انتخابياً متوزعة في العاصمة الرياض ومحافظاتها ومراكزها، لتسجيل أسمائهم في نماذج طلبات قيد الناخبين للمشاركة في انتخابات المجالس البلدية.

وفي القصيم قيدت (18) مواطنة أسمائهن في المراكز الانتخابية خلال اليوم الأول (السبت)، من مرحلة قيد الناخبين للانتخابات البلدية في دورتها الثالثة.

وأوضح المركز الإعلامي أن المراكز الانتخابية في منطقة القصيم تستقبل المواطنين والمواطنات يومياً، عدا أيام الجمعة من الساعة الرابعة والنصف عصراً وحتى الساعة التاسعة والنصف مساءً.

 وحول أبرز المتطلبات لمرحلة قيد الناخبين، أوضح المركز الإعلامي للانتخابات البلدية بمنطقة القصيم أن أبرز الاشتراطات أن يبلغ عمر المتقدم 18 عامًا، ووجود الهوية الوطنية، بالإضافة إلى إثبات السكن للرجال والنساء.

وأتاحت اللجنة المحلية للانتخابات البلدية معرفة مواقع المراكز الانتخابية الرجالية والنسوية في كافة مدن ومحافظات ومراكز المنطقة، عبر الخارطة التفاعلية على الموقع الرسمي للانتخابات البلدية www.intekhab.gov.sa أو تحميل تطبيق الانتخابات البلدية على الهواتف الذكية.

حملات لمقاطعة الانتخابات

وتأتي عملية قيد الناخبين وسط حملات للمقاطعة عبر هاشتاق "مقاطعة الانتخابات البلدية"، كان أبرز المغردين فيه على آل أحمد- مدير المعهد الخليجي في واشنطن، حيث تبني المطلب قائلًا: "إننا نريد انتخابات حقيقة لمجالس ذات سلطة كاملة، لا نريد انتخابات مزيفة لشعبنا".

وأضاف أن حملة مقاطعة الانتخابات البلدية شعارها: نريد انتخابات كاملة الأركان لمجالس منتخبة بالكامل وذات صلاحية كاملة.

يشار إلى أن أولى مراحل الدورة الثالثة من انتخابات أعضاء المجالس البلدية بالسعودية بدأت الأحد 16 أغسطس، وسط توقعات بانخفاض الإقبال بسبب جملة من التحديثات والتعديلات، اعتبرها مراقبون بأنها فرضت قيوداً على العملية الانتخابية، فضلًا عن فقدان المواطنين للثقة في المجالس ودورها.

ومن هذه التحديات منع إظهار صور المرشحين في الحملة الإعلانية لكل من المرأة والرجل على حد سواء، مبررة ذلك بعدم الجدوى منها، فيما تواجه مشاركة المرأة في العملية السياسية عوائق، أبرزها التأصيل الشرعي للمشاركة، خاصة في ظل وجود فتاوى شرعية تحظر الاختلاط بين الرجال والنساء، وهو ما قد يمنع الناخبين من الإقبال على انتخاب النساء.