سياسة وأمن » دراسات سياسية

مكافحة (داعش) تبدأ من السعودية

في 2015/09/21

قناة ( BFMTV ) الفرنسية - آلان باور-

بعد أسبوعين من الهجوم على قطار "تاليس" الرابط بين أمستردام باريس، والذي أوقع ثلاثة جرحى، خرج الخبير الأمني الفرنسي آلان باور على تليفزيون BFM TV لمناقشة مكافحة التهديدات المسلحة في فرنسا. وأعلن أن مكافحة تنظيم داعش في المستقبل ينبغي أن تناقش في المملكة العربية السعودية أكثر من أي دولة أخرى.

ورأى الخبير الفرنسي في علم الجريمة، أن أعمال العنف التي تقع في فرنسا وأوروبا مرتبطة بالتوترات المختلفة في دول الشرق الأوسط، وأن الباحث عن أمن أوروبا لا بد أن يقضي على أسباب العنف في المنطقة العربية، التي تعاني من عدد من الأزمات السياسية والعسكرية.

ويقول باور: إنه "للمرة الأولى، تخرج مجموعة مسلحة عن السيطرة وتقوم بالاستيلاء على مساحات شاسعة من الأراضي... إن داعش هي مجموعة عسكرية لن يكون مستقبلها في دمشق ولا في ليبيا، وإنما في المملكة العربية السعودية".

ويترأس باور المجلس الفرنسي للشركات الخاصة في قطاع الأمن، وهو مستشار لرئيس الوزراء الفرنسي مانويل فالس وصديقه المقرب، وسبق له أن شغل مناصب رفيعة في جهات مراقبة نظم الأمن ومكافحة الجريمة، وكان مقربًا من الرئيسين السابقين جاك شيراك ونيكولا ساركوزي.

وتطرق آلان باور أيضًا لمناقشة أزمة المهاجرين في أوروبا، قائلًا: إن "من واجب أوروبا العمل على إنقاذ اللاجئين، فعندما يموت شخص أمام بابك، فإنه لا يمكنك أن تغض بصرك عن هذا الحادث. فإذا لم يكن فيه خطورة على سلامتك، فلا بد لك من الناحية الأخلاقية والقانونية فعل شيء لإنقاذه".

الفشل الأمريكي

واعتبر الخبير الفرنسي أن الولايات المتحدة تتخذ موقفًا خاطئًا تمامًا من قضية مكافحة "الإرهاب"، وقال إن فرنسا تسترشد اليوم في مكافحتها "الإرهاب" بموقف الولايات المتحدة بالكامل، في الوقت الذي تبدو فيه الولايات المتحدة عاجزة تمامًا عن إدراك حقيقة ما يجري على أرض الواقع.

وأضاف باور أن الولايات المتحدة احتاجت إلى 20 عامًا لإدراك أن مشكلة وجود بن لادن لا يجب تسويتها بأعمال في كابول وإنما في إسلام آباد، متسائلًا: كم من الوقت ستحتاج الولايات المتحدة لتدرك أن مشكلة وجود تنظيم داعش يجب تسويتها عن طريق السعودية، وليس في دمشق أو بغداد.

وأكد الخبير الفرنسي ردًا على ما اذا كان هناك جدوى من مشاركة فرنسا في شن ضربات على أراضي العراق مع الولايات المتحدة، أن الرأي الذي تبناه الرئيس الفرنسي الأسبق جاك شيراك، ووزير خارجيته دومينيك دو فيلبان، في عام 2003، ومفاده أن مشاركة فرنسا في مثل هذه العملية العسكرية ستكون خطوة جنونية، لا يزال صائبًا.

وقال باور: إنه "يجب ألا ننسى أن الأمريكيين نشروا فوضى حقيقية حيثما تدخلوا، ولم يعد هناك طريق للعودة في هذه البلاد"، رافضًا بشدة استخدام القوات البرية الفرنسية في ما سماه النقاط الساخنة في الشرق الأوسط، معتبرًا انها ستتعرض لنيران الحرب المشتعلة، وستنتقل هذه النيران إلى الدول الأوربية.

السعودية وداعش

وألمح الخبير الفرنسي إلى أن المملكة العربية السعودية بدأت تعاني من آثار تنظيم داعش، بعد سنوات من دعم أفراد ومؤسسات سعودية للتنظيم وغيره من الحركات المسلحة في سوريا والعراق، بهدف إسقاط نظام الأسد، إلا أن المملكة وغيرها تشهد حاليًا موجة من الهجمات الارتدادية من التنظيم.

فعلى المستوى السعودي الداخلي، شهدت المملكة في العام الماضي، عددًا من العمليات المسلحة التي تبناها داعش، وأحبطت مخططات أخرى للتنظيم.

وبدأت هجمات التنظيم في المملكة بعدما بث في نوفمبر الماضي، تسجيلًا صوتيًا لأبو بكر البغدادي، دعا فيه أنصاره للقيام بعمليات ضد السعودية، معلنًا تمدد التنظيم إلى عدد من الدول مثل مصر، والجزائر، واليمن، وليبيا.

ومن أبرز العمليات التي أعلن داعش تنفيذها في السعودية، من خلال البيانات الأمنية أو إعلانات التنظيم نفسه:

- في الثالث من نوفمبر 2014، قتل ثمانية أشخاص في هجوم في محافظة الأحساء، تبعه عمليات مداهمة واعتقالات أسفرت عن مقتل ثلاثة مطلوبين واثنين من رجال الأمن.

- في الخامس من يناير الماضي، تعرضت دورية أمنية سعودية بمحاذاة مركز سويف التابع لجديدة عرعر (15 كيلومتراً من الحدود العراقية)، إلى هجوم أسفر عن مقتل ثلاثة من رجال الأمن وأربعة من المهاجمين.

- في 22 مايو الماضي، قتل 21 شخصًا وأصيب 101 آخرين بانفجار داخل مسجد في بلدة القديح، في محافظة القطيف شرق السعودية.

- وفي 29 مايو الماضي، قتل أربعة أشخاص في تفجير استهدف مصلين بأحد المساجد في مدينة الدمام شرق السعودية، أثناء أدائهم لصلاة الجمعة.

- وأعلنت وزارة الداخلية السعودية في 18 يوليو الماضي، توقيف 190 متورطًا في الهجومين اللذين استهدفا المصلين بمسجد الإمام علي بن أبي طالب في بلدة القديح، ومسجد الحسين بن علي في حي العنود في الدمام.

ومن أبرز العمليات التي أحبطتها وزارة الداخلية السعودية:

- أعلنت السلطات السعودية في 28 إبريل الماضي، إحباطها "محاولة انتحارية" كانت تستهدف سفارة الولايات المتحدة الأمريكية في الرياض، بواسطة سيارة محملة بالمتفجرات، مشيرة إلى أنها اعتقلت 93 شخصًا (بينهم 81 ينتمون لتنظيم داعش) على مدار أربعة أشهر.

- في 16 يوليو الماضي، أعلنت وزارة الداخلية إحباطها محاولة تفجير سيارة مفخخة في إحدى نقاط التفتيش، على طريق الحائر جنوب العاصمة الرياض، وأسفر الهجوم عن إصابة اثنين من رجال الشرطة ومقتل المهاجم.