السلطة » خلافات سياسية

أمير سعودي لـ(الغارديان): اجتماع عاجل للعائلة الحاكمة لمناقشة الوضع في المملكة.. والسعوديون سئموا رؤية معاناة الفقراء

في 2015/09/29

شؤون خليجية-

أكد أمير سعودي، وهو أحد أحفاد مؤسس المملكة عبد العزيز ابن سعود، لصحيفة "الغارديان" البريطانية، انزعاج العائلة المالكة من الملك الحالي الذي يدير شؤون البلاد، وطالب بتغيير نظام الحكم في السعودية، وبتنحي الملك سلمان بن عبد العزيز، وقالت الصحيفة في مقال لـ"هيو مايلز" بعنوان "أمير سعودي يطالب بتغير النظام في البلاد، وتنحي الملك سلمان بن عبد العزيز"، إن "أحد كبار الأمراء السعوديين المرموقين يطالب بتغيير النظام في المملكة، التي تواجه أكبر التحديات على الإطلاق، في الحروب التي تخوضها، وفي تدني أسعار النفط، وكذلك بالانتقادات لإدارة موسم الحج".

وتحدث كاتب "الغارديان" عن "المأساة المزدوجة في مكة"، مشيرًا إلى حادثي سقوط الرافعة الضخمة على المسجد الحرام، الذي أسفر عن مصرع أكثر من 100 شخص، ثم حادث التدافع الذي أدى إلى مقتل أكثر من 700 شخص، ويرى الكاتب أن هذين الحادثين أثارا الكثير من التساؤلات حول مدى الرعاية الملكية لأكثر البقاع قدسية في الإسلام.

ويستطرد الكاتب إلى القول إن السلطات السعودية دأبت على نفي أن يكون أي مسؤول حكومي رفيع المستوى مسؤولًا عما وقع من أخطاء، إلا أن الكاتب يضيف أن الناس في السعودية أوضحوا على وسائل التواصل الاجتماعي وفي أماكن أخرى، أنهم لا يصدقون هذه المزاعم.

ويقول الكاتب إنه طبقًا لأليستر نيوتن، مدير مؤسسة آلافان للاستشارات التجارية، فإن الميزانية السعودية التي نُشرت هذا العام وضعت على أساس أن سعر النفط هو 90 دولارًا للبرميل. ولكي تتمكن السعودية من الوفاء بتكلفة بعض الأمور الطارئة، مثل الانفاق بسخاء بعد تولي الملك سلمان الحكم، والحرب في اليمن، وكلفة الأمن الداخلي ضد التهديد الذي يمثله تنظيم "الدولة الاسلامية"، فلابد أن يكون سعر النفط 110 دولارات للبرميل، ولكن مع انخفاض سعر النفط إلى أقل من 50 دولارًا للبرميل فان العبء الاقتصادي بدا واضحًا. وانخفض مؤشر كل الأسهم السعودية "تداول" بأكثر من 30 في المائة خلال الأشهر الـ 12 الأخيرة.
ويقول الكاتب: إن السعوديين سئموا رؤية معاناة الفقراء الشديدة في أغنى الدول العربية، بينما تزداد كلفة الحياة، وأوضح كاتب المقال أن الأمير السعودي صاحب الرسالة، وهو أحد أحفاد مؤسس المملكة عبد العزيز ابن سعود، كشف لصحيفة الغارديان عن انزعاج العائلة المالكة وأبناء المملكة من الملك الحالي، الذي يدير شؤون البلاد.
وأوضح الأمير الذي لم يكشف عن اسمه لدواعٍ أمنية، أنه كتب رسالتين يطالب فيهما بإقالة الملك الحالي.
وقال: إن "الملك الحالي ليس في وضع مستقر، وفي الحقيقة فإن ابن الملك محمد بن سلمان، هو من يدير شؤون البلاد"، ويتصاعد الانتقاد للأمير محمد بن سلمان الذي يطلق عليه اسم "المتهور"، الذي اندفع في الدخول في الحرب في اليمن دون استراتيجية واضحة أو خطة انسحاب.
ويزعم الأمير كاتب الرسائل أنه تلقى دعمًا واسعًا من داخل الأسرة الحاكمة وخارجها وفي المجتمع بأسره. لكن لم يحظ هذا الخطاب بدعم في العلن إلا من إحدى الشخصيات الملكية المهمة، وهو ما يعد أمرًا عاديًا بالنظر إلى التاريخ السعودي الوحشي في عقاب المعارضين السياسيين.
وأضاف الأمير، طبقًا للصحيفة، أن "أربعة أو خمسة من أعمامه سيجتمعون قريبًا لمناقشة الرسائل المرسلة إليهم، وسيضعون خطة مع العديد من أبناء أعمامه، وهذه خطوة جيدة".
وحملت الصحيفة صورًا لرسالة طويلة باللغة العربية بعنوان "نذير عاجل لكل آل سعود" حملت تلك الأفكار، ويصف الكاتب رسالة الأمير السعودي بأنها لا مثيل لها، منذ أن خلع الملك فيصل الملك سعود في انقلاب داخل القصر عام 1964.