سياسة وأمن » دراسات سياسية

بعد وفاة نجله الاكبر الغامضة ..قصة الأمر الوهمي لحاكم دبي بمنع الخمور والدعارة واغلاق الملاهي الليلية ؟

في 2015/09/30

شؤون خليجية-

تداولت عدد من المواقع الألكترونية المجهولة، والمشتبه في صلتها بالفرق الالكترونية الاماراتية، خبرا عن أمر أو قرار "أصدره" أو "سيصدره" حاكم دبي "محمد بن راشد ال مكتوم يقضي بمنع الخمور والدعارة في امارة دبي وبشكل نهائي ومحاسبة المخالفين "، وأن القرار يشمل "اغلاق جميع الملاهي الليلية، ومنع عمل فتيات الليل من جميع الجنسيات، وطبقا للمواقع والحسابات"الوهمية" على مواقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" و"تويتر" التي سوقت للخبر فان "القرار نهائي ولا رجعة فيه".

واضافت هذه المواقع وحسابات التواصل  بان "الامر جاء بعد وفاة ابنه الشيخ راشد وايمانا منه بطهارة الامارات العربية وتطهيرها من كل المحرمات مثل تناول الخمور والمسكرات وانتشار الدعارة في شقق وملاهي دبي ومنعا للفتنة في ظل التطور الكبير التي تشهده امارة دبي".
 
وبتتبع الخبر وتفاصيله الذي "سوقت" له صحيفة تدعى "وتر"، ونقلته عنها مواقع التواصل الاجتماعي وفرق الانترنت الاماراتية، فقد وصف الأمر بأنه "سابقة من نوعها منع الخمور في دبي"، وأنه صدر "بأمر من محمد بن راشد حاكم ادارة دبي"، وأن الأمر "جاء  بعد وفاة نجله الاكبر راشد بن محمد بن راشد ال مكتوم" وأن الأمر سيتم تنفيذه "بعد عيد الاضحى المبارك وإنتهاء الاجازة واعلانه سيكون على جميع الشاشات والتلفزيونات الرسمية في الامارات".

وطبقا لـ"وتر" قال المحلل السياسي في القسم العربي لصحيفة "وتر" بأن "هذا القرار يأتي في ردة فعل بعد وفاة نجله الاكبر وهو بسن الشباب وقد حسّ حاكم دبي بأنه يرتكب المعاصي بالسماح لتداول الخمور في امارة دبي، ويكون الله عز وجل قد أخذ ولده ليُعقابه فيما إنتشرت السعادة عبر مواقع التواصل الاجتماعي الذين رحبوا بهذا القرار الصحيح".

ولا يوجد اي مصدر أخر للخبر غير صحيفة "وتر"،  بل ان الصحيفة التي نشرته عادت للتنصل من صحته، وقالت في متابعة لخبرها "صحيفة وتر حاولت بشتى الطرق معرفة تفاصيل الخبر من أكثر من مسؤول إماراتي، إلا اننا لم نحصل على تأكيد أو نفي للخبر المنتشر خصوصاً على مواقع التواصل الاجتماعية"، رغم أن الصحيفة هي مصدر الخبر  وهي التي نشرته، ونقل عنها وأشير الى أنها مصدره الوحيد، وتباهت الصحيفة -"وتر"-أن الخبر حظي بمتابعة كبيرة في مواقع التواصل الاجتماعي،وسوقت له "أالفرق الألكترونية" الاماراتية على اوسع نطاق، وقالت  الصجيفة"دشن نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي وسم يحمل إسم “يحيا رئيس دولة الامارات هذا الاعلان الذي يتمنون تطبيقه في جميع الدول العربية".

الحقيقة ... خبر وهمي وغير صحيح 

ولان الخبر غير صحيح، ولم يصدر أصلا و"مفبرك"، وأن الصحيفة التي نشرته -وتر- زعمت أن "رئيس دولة الامارات الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم اصدر الأمر"،  رئيس دولة و"بن راشد" ليس رئيسا للامارات، بل رئيس دولة الامارات الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، وأن محمد بن راشد آل مكتوم، منصبه نائب رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة ورئيس مجلس الوزراء بدولة الإمارات العربية المتحدة وحاكم إمارة دبي ووزير الدفاع, فان الخبر بتفاصيله "مفبرك" و"غير صحيح"، وجاء بعد تداول معلومات عن وفاة نجل حاكم دبي الأكبر لادمانه المخدرات، والذي قيل طبقا للبيان الرسمي عن وفاته أنه "توفى بسبب أزمة قلبية" 

فقد تضاربت المعلومات حول وفاة "راشد بن محمد بن راشد آل مكتوم"، نجل حاكم دبي وقالت  صحيفة "ديلي ميل" البريطانية، في تقرير لها، أن الشيخ "راشد بن محمد بن راشد آل مكتوم"، نجل حاكم دبي، توفى بسبب تعاطى مخدر "الكوكايين" والمنشطات، ولفتت الصحيفة إلى انسحاب "الشيخ راشد" بهدوء من الحياة العامة في السنوات السابقة وحتى وفاته لدرجة أنه أصبح شخصية غامضة في الإمارات العربية المتحدة رغم شغله عددًا من المناصب البارزة في وقت ما. 

وأبرزت "ديلي ميل" تجريد نجل حاكم دبي من لقب ولي العهد في عام 2008، عندما اختفى فجأة من الحياة العامة، بحجة أن شقيقه الأصغر مناسب للمنصب أكثر. وادعت "ديلى ميل" في تقرير لها، أن القائم بأعمال القنصل العام "ديفيد وليامز"، كتب مذكرة سرية لوكالة المخابرات المركزية عام 2008، تفيد بأن نجل حاكم دبى قتل مساعد في مكتب الحاكم، لهذا تم تجريده من لقب ولي العهد.

 وبحسب المذكرة السرية، فإن "راشد" ارتكب جريمة القتل بعدما انتابته نوبة غضب إثر تناوله جرعة من المنشطات، وزعمت مذكرة أخرى، مكتوبة هذه المرة في عاصمة خليجية أخرى، تتحدث عن حفلات جنس وكوكايين سرية كان يشارك فيها "راشد".

   وأعلنت دولة الإمارات العربية أن سبب وفاة الشيخ راشد بن محمد "أزمة قلبية"، ونجل حاكم دبي "فارس" ورياضى وشارك في العديد من بطولات الفروسية.

 وأعلنت دولة الإمارات العربية السبت الماضى وفاة نجل حاكم دبي الشيخ راشد بن محمد، ولم تعلن الجهات الرسمية في الدولة أسباب وفاة تثبت صحة التقرير الصحيفة البريطانية.