علاقات » خليجي

هل تنجح قطر في الوساطة بين الخليج وطهران ؟

في 2015/10/01

محمود علي- البديل

تختلف سياسيات دول مجلس التعاون الخليجي نسبيًا في مواقفها تجاه إيران، حيث لا تتسم بسياسة موحدة، فبينما تراها السعودية عدو في كافة الجوانب وخاصة العقائدية والسياسية يجب الحشد لمواجهتها دائمًا، ترى سلطنة عُمان أن التعامل الطبيعي مع إيران والتقريب بين وجهات النظر هو السبيل لحل القضايا العالقة بين الخليج وإيران، في حين رأت قطر مؤخرًا أنه من الضروري الحوار مع طهران لوقف مزيد من الدماء التي سالت في المنطقة.

وتتراوح دول الإمارات والكويت والبحرين في طبيعة علاقاتهم مع الجمهورية الإيرانية بين تبنى وجهة النظر السعودية حينًا وبين تجاهلها أثناء الحديث في الاقتصاد والمال حينما تكون القضايا السياسية في جانب آخر، إلا أن مراقبون يرون أن علاقة الخليح مع طهران على مر العهود السابقة ليس لها ثوابت، فلا يمكن اعتبارها دائمًا في حالة توتر وسوء، أو في حالة استقرار نسبي مؤكدين أن هذا الأمر يتوقف على المتغيرات القائمة والمرتبطة بالدور الاستراتيجي الذي تلعبه طهران في كل عهد، والمواجهات مع الدول الخليجية في المنطقة العربية.

الجديد في هذا الأمر هي الدعوة التي تبنتها دولة قطر لحوار خليجي مع طهران، فبعد أن كانت عُمان هي المعسكر الوحيد الداعي إلى وساطة لتقريب وجهات النظر الخليجة الإيرانية، أرادت الدوحة أن تنضم لهذا المعسكر ظهر ذلك في اعتبار أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أن الخلافات بين إيران ودول الخليج العربية سياسية بالأساس وليست مذهبية، وذلك قبيل دعوة أطلقها وزير الخارجية القطري خالد العطية إلى فتح “حوار جاد” بين الجانبين بشأن كافة القضايا من أجل تطبيع العلاقات.

على الصعيد القطري الإيراني تحتفظ الدوحة بحد أساسي من العلاقات القوية مع طهران على عكس دول الخليج العربية المستشعرة مؤخرًا الخطر الإيراني على سياساتها الداخلية، وعلى عكس ذلك انتهجت قطر خطًا متوازنًا في علاقاتها مع إيران منذ الثورة، ويمكن تصنيفها بأنها ثاني أكثر الدول الخليجية تعاونًا مع إيران بعد سلطنة عُمان، إلا أن هذه الدعوة تثير في هذه الفترة عدة تساؤلات لعل أهمها هل قطر قادرة داخل دول مجلس التعاون الخليجي بممارسة هذا الدور الوسيط؟، أم ستؤثر هذه الدعوة على العلاقات داخل المجلس بعدما اثارت رد فعل سلبي من جانب السعودية والبحرين؟ ..

وكشفت مصادر عربية  أن وزير الخارجية القطري خالد العطية هو صاحب فكرة الحوار، وكان أطلقها في وقت سابق خلال اجتماع عقد  لوزراء الخارجية الخليجيين في العاصمة السعودية الرياض، وكان مجهز له أن يعقد على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك التي انتهت فعاليتها في الأيام القليلة الماضية.

وبحسب المصادر فإن سلطنة عمان استجابت للمقترح القطري دون تردد، مشيرة إلى أهمية وجود حوار بين دول مجلس التعاون الخليجي مع إيران يقرب من وجهات نظر الطرفين في الكثير من القضايا العالقة في المنطقة، فيما لم تسجل الكويت موقفًا رافضًا للحوار، وبدا أنها لا تمانع من إجرائه، أما السعودية والإمارات والبحرين فكانت لديهم تحفظات على إقامة مثل هذا الحوار في ذلك الوقت.

من جانبه رحب المتحدث باسم الحكومة الإيرانية محمد باقر نوبخت، بما أعلنه أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني عن إطلاق حوار بين إيران والدول العربية، مضيفاً أن طهران ترغب في تقوية علاقاتها مع جميع الدول العربية، وأكد نوبخت أن ذلك جزء من سياسات إيران الخارجية، إلا أنه استدرك بأن الحوار مع السعودية تحديدا بحاجة إلى دراسة خاصة، مضيفاً أن طهران ترغب في تحسين علاقاتها مع دول الجوار، وأن هذا الأمر هو جزء من السياسة الحالي.