علاقات » روسي

بوتين رئيسا لسوريا.. ماذا تبقى للأسد؟

في 2015/10/03

فهد الخيطان- الوطن-
شهدت الأزمة السورية تحولا مهما وخطيرا في الأسابيع الأخيرة,تمثل بانتقال روسيا من مرحلة دعم النظام السوري؛عسكريا وسياسيا,إلى الانخراط الفعلي في الصراع عسكريا.فقد أعلنت موسكو عن إرسال أسراب من الطائرات المقاتلة إلى قاعدة جوية جديدة جرى تأسيسها في مدينة اللاذقية,ومئات الجنود مع وحدات من الدبابات والمدفعية.

وفي وقت لاحق كشفت صور الأقمار الاصطناعية عن ثلاث قواعد عسكرية روسية جديدة يجري العمل على إنشائها في شمال سورية,إلى جانب قاعدة طرطوس القائمة منذ زمن بعيد.


وفي الأثناء أعلن الكرملين أن الجيش السوري تسلم دفعات جديدة من الأسلحة والذخائر,وطائرات دون طيار,تم رصدها فعليا في سماء سورية.

لم يعد هناك شك بأن إدارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين, ماضية في سياسة دعم نظام الأسد,وتواترت التصريحات من كبار المسؤولين الروس التي تؤكد تمسك موسكو بدور محوري للنظام في المرحلة المقبلة.

لكن الانتقال إلى طور جديد من الدعم هو مايثير الأسئلة حول دوافعه ومبرراته.

عملت موسكو إلى جانب طهران على تأمين النظام السوري بكل أسباب الصمود والبقاء منذ اندلاع الأزمة في سورية. سياسيا وفرت الغطاء اللازم لمنع إدانته في مجلس الأمن,وأعاقت صدور قرار وفق الفصل السابع.وعسكريا مدته بالأسلحة والأموال.

بيد أن ذلك لم يكن كافيا لضمان صمود النظام بعد نحو خمس سنوات على الأزمة,إذ بدأت تسجل علامات التقهقر على جيشه,وزادت المخاوف من فرص سقوط العاصمة بيد جماعات المعارضة.

إيران كانت تتابع تلك التطورات بقلق,وعملت بالتنسيق مع ذراعها الميداني حزب الله على تأمين المناطق»المفيدة» في سورية,خاصة الواقعة على الحدود مع لبنان,وتحصين قلب العاصمة دمشق.

عمليا شكلت إيران جيشا خاصا بها في سورية,وبإسناد من مليشيات أجنبية ومقاتلي حزب الله.

في المقابل حرصت موسكو على تعزيز تحالفها التاريخي والوثيق مع الجيش السوري,بوصفه العمود الفقري للدولة السورية. ومع تطور الأحداث وميل ميزان القوى لغير صالح الجيش,قررت موسكو الانتقال إلى الخطة «ب» ,والمتمثلة بإرسال قوات روسية إلى ميدان المعركة.

الخطوة الروسية,وفي ضوء تراجع الدور الأميركي والغربي عموما في المنطقة تعني من الناحية السياسية ثلاثة أمور:أن روسيا,جادة في العودة إلى المنطقة لحماية مراكز نفوذها في شرق البحر المتوسط.وثانيا, أنها لن تسمح بسقوط الأسد, ما لم تضمن بديلا له يحفظ مصالحها الإستراتيجية.وثالثا,استعدادها الأكيد للقتال في الميدان دفاعا عن مصالحها في سورية. على الجبهة السورية, للخطوة الروسية ومن قبلها الإيرانية دلالات أيضا,أهمها أن نظام الأسد لم يعد سوى واجهة للروس والإيرانيين,وبقائه مرهون بمصالح الطرفين,وليس بأي ضرورة وطنية سورية.والحضور العسكري الروسي الأخير دليل على أن النظام فقد القدرة على الدفاع عن نفسه,ولن يتمكن من الصمود يوما واحدا,إذا ما توقف هذا الدعم.