دول » قطر

عن الإرهاب.. أحدثكم!

في 2015/10/08

هاشم كرار- الوطن القطرية-

الإرهاب، له أكثر من وجه دميم، وأكثر من ضمير ميت، وأكثر من قلب لا يرحم، ولا يخشع، ولن يسع- بالتالي- الرب الرحيم، الذي لا تسعه السماوات السبع، ولا الأرضين.

الإرهاب، قال أكثر من قائل، إنه لا دين له، ولا خلق، ولا عرف كريم، ولا ذرة واحدة من إنسانية، ولكن الغرب، الذي أشعل حربا، تطال كل العالم، ضد الإرهاب- وحش المدنية الحديثة- ظل باستمرار، يدمغ الإسلام والمسلمين، بتهمة الإرهاب، لينزع بالتالي، من أصحاب الديانة الخاتمة، كل خلق، وكل عرف، ويشطبهم شطبا من هذي المدنية، بل من.. من إنسانية الإنسان!

الغرب، لا يرخي أذنيه. هو عرّف الإرهاب، تعريفا ينسجم كليا، مع تفكير غلاة الأصوليين المسيحيين، ومع مفهومهم لأصحاب الديانات الأخرى، وهو المفهوم الذي ينضح بالازدراء، والتحقير، والاتهام الجائر.

لو. لو أرخى الغرب أذنيه، لكان إذن، قد اتسق مع الذين يدعونه، بالصباحات والعشيات، إلى تعريف جديد للإرهاب.. تعريف لا ميل فيه، ولا إفراط، ولا تفريط، ولا شطط، وليس فيه شبهة ازدراء، ولا ذريعة لفرض ضغوطات، أو تمرير سياسات، أو تحقيق مصالح، أو إعادة انتشار الهيمنة، بأسس ومفاهيم جديدة!

ضاع النداء. ضاع نداء الصباحات والعشيات في الأذن الصماء، حتى إذا ما ازداد التشدد تشددا، واتسع فغر الغرب عينيه، أوسع ما يستطيع!

لو. لو كان الغرب، أرخى أذنيه، وفتح عينيه، على تلك النداءات، لما كان قد حدث كل الذي يحدث اليوم.. وما يحدث هو كارثي بمعنى اللفظ المخيف.. ولكان الإرهاب، يموت في كل يوم، بالسكتة الدماغية، بدلا من أن يحيا، في كل يوم، بالطلقة، والعبوات شديدة الانفجار، والسياسات الخائبة، التي يحركها الازدراء، والتحقير، والفصل الديني المقيت!

أوسلو، لئن كانت بجائزتها الشهيرة تكافح في كل عام، شر (الديناميت)، بتكريم صناع السلام في العالم، فإنه ليصبح جديرا بها، أن تكافح- أيضا- شر الإرهاب بكل أشكاله البشعة بتكريم كل الذين يبذرون بذرة صالحة، في مكافحة الإرهاب- كيفما وأينما كان- بالتي هي أحسن.

«القنبلة».. قنبلة نوبل، خير انطوى في شر.. وقنبلة الإرهاب، شر انطوى في شر. شران، ولئن كان هنالك من يراهن، على أن هذا العالم- إذا ما غابت منه الحكمة وغاب الحكماء- سينتهي نهاية ماحقة، بكبسة زر على قنبلة الشر المستطير، فإني على العكس أراهن: هذا العالم- في العدل والاعتدال والشفافية في تعريف الإرهاب، سينتهي النهاية الماحقة!