ثقافة » تربية وتعليم

قليلاً من التواضع أيها النائب!

في 2015/10/08

سعود السمكة- السياسة الكويتية-

بالراحة علينا أيها النائب, إنما يخشى الله من عباده العلماء, واعلم إن التواضع رفعة, وما طرحته يتنافى مع الخشية والتواضع. أخبرنا أيها النائب, أين ومتى حددت المشاركة الشعبية بسقف محدد من العلم أو المال أو المكانة الاجتماعية؟ ألا ترى الجهد المضني الذي يبذله معالي وزير التربية, والتعليم العالي في ملاحقة اصحاب الشهادات المضروبة من درجة الدكتوراه؟ لتأتي أنت اليوم وتطالب بحصر عضوية مجلس الأمة فقط بمن يحصل على هذه الشهادة, ألا تعلم أن مطالبتك الشاذة واللا منطقية والتي لا مثيل لها في أي دولة ديمقراطية في العالم لو أخذ بها لا سمح الله لارتفعت اعداد شهادة الدكتوراه المضروبة عما هي عليه اليوم من أجل الدخول في سباق الترشح للحصول على امتيازات العضوية؟, أولا تسأل نفسك عن سبب انتشار هذا الكم الهائل من “حرف الدال” الذي اصبح ظاهرة ملفتة للنظر؟ أوليس بسبب تلك الطفرة بسلم الرواتب التي فاقت المنطق للوظائف المحددة لحملة حرف الدال, والتي بسببها يواجه البلد هذه المعضلة الخطيرة من الفساد وهي الشهادات المضروبة؟

اركد أيها النائب الذي يفترض فيك ان تخجل من تقديم مثل هذا الطرح البدعة كونه يتنافى كلية مع أدنى مبادئ المشاركة الشعبية, والتي هي حكما مفتوحة لجميع الفئات والمكونات والمستويات.

لقد كان المفروض ان تقف انت كنائب في البرلمان تهمه مصلحة البلد خلف الأخ الفاضل الدكتور بدر العيسى, وزير التربية وزير التعليم العالي في مسعاه الوطني المسؤول لكي يتطهر البلد من كل الفاسدين والمزورين أصحاب الشهادات المضروبة , وبالذات شهادات الدكتوراة, الذين انتشروا في ظل غياب التدقيق والمساءلة للأسف في اخطر وأهم قطاعات الدولة وبالذات المؤسسات التعليمية.

ان مثل اقتراحك أيها النائب لا يوجد مثله حتى في أعتى الدول الديكتاتورية والنظم الشمولية ولا حتى في نظم النخب والاشراف والسلاطين والقياصرة, ولا حتى أيام هيمنة الكنيسة في العصور الوسطى في أوروبا .. فكيف تريد ان تطبقه في الكويت والتي يؤكد دستورها من خلال المادة “29″ على ان الناس سواسية في الكرامة الانسانية, وهم متساوون لدى القانون في الحقوق والواجبات العامة لا تمييز بينهم في ذلك بسبب الجنس أو الاصل أو اللغة أو الدين؟

لقد حدد القانون شرط الحرمان من الترشح لعضوية مجلس الأمة فقط بان لا يكون المرشح قد سبق الحكم عليه بحكم مخل بالشرف والامانة , ولم يرد له اعتباره اما تمييز المرشح لعضوية مجلس الأمة عن بقية خلق الله في الدرجة العلمية أو البعد الاجتماعي أو على قدر ما يملك في مال, فكل ذلك يعتبر كبرا وترفعا وغرورا لا ينبغي ان ينطق به ممثل الامة! قليلا من التواضع أيها النائب.