سياسة وأمن » دراسات سياسية

هل نحن بانتظار حرب عالمية ثالثة؟!

في 2015/10/08

مريم الشروقي- الوسط البحرينية-

هل نحن بانتظار حرب عالمية ثالثة؟! هل يستطيع أهل الخليج تحمّل الحروب، وهم الذين نعموا بالأمان فترة طويلة من الزمن؟! كيف سنحمي أنفسنا وأبناءنا ان حدث ما لم يكن بالحسبان؟!

ما يحدث حولنا يجعلنا في حالة تشاؤم مستمرّة، فالتصعيد الذي يحدث من قبل الدول العظمى نعتقد بأنّ الخليج سيتكبّد آثاره، وللأسف في الحروب الخسران هي الشعوب، لا أرانا الله هذا اليوم المشئوم!

لكن لو حدث ما نتوقّعه، هل هناك خطّة طوارئ من الدولة؟! هل هناك خطّة طوارئ في الوزارات؟! وما الذي يجب القيام به من قبل المواطن لتفادي الضربات الجوّية على سبيل المثال؟!

إنّ الخليج العربي يغلي من الداخل ومن الخارج، فالإرهابيون في الداخل والارهابيون في الخارج يسعون من أجل نشوب الحروب، وإن كنّا نترقب الحروب فلابد لنا أن نعي جيّداً كيفية التصرّف والعمل.

نتمنّى أن تهدأ الأوضاع طبعاً، ونريد أن ننعم بالأمن الذي لا يشعر به الاّ الذين ضاعت أوطانهم، واليوم الجميع يتذمّر من رفع دعم اللحم، لكن اللحم سيختفي إن وقعت الحرب، ولن نأكل لحماً ولن نشرب قطرة ماء، والحمدلله عموم الشعب البحريني واعون لما يحدث حولهم من تآمر ومؤامرات، تُحاك لزعزعة الأمن والاستقرار.

وحتّى لولم تقع حرب، فإنّ الخطط الاستراتيجية لابد أن تدخل فيها طرق الإخلاء وطرق التعامل مع الأزمات، إذ لا يصح أن ننتظر المآسي لتحدث، ومن ثمّ نضع الخطط لتجنّبها أو تداركها، بل يجب على الجميع اليوم العمل من أجل وضع خطط تحفظ للوطن والمواطن أمنه واستقراره.

كثرت الشائعات حول الحرب العالمية الثالثة، ونحن ليس لنا حاليّاً الاّ الدعاء، فنحن مشغولون بقوت يومنا وبحياتنا المعيشية، وتنصرف غالبية الأسر إلى محاولة البعد عن التشاؤم، لكن بعض المحلّلين السياسيين يتوقّعون خوض الحرب الفعلية بين الدول العظمى في أشهر معدودة.

في كل الحالات نعتقد أنّ دول مجلس التعاون تحتاج الى الاجتماع الفوري من أجل وضع النقاط على الحروف، وتدارك ما يحوم حولها، ولابد للشعوب أيضاً أن تعي الخطر القادم أمامها، فان كانت الأزمة المالية أحدثت ما أحدثته من اضطراب وخلل، فتصوّروا ما سيحدث لو وقعت حرب هوجاء علينا؟!

اللهم احفظ شعوب الخليج وقياداتها، اللهم لا تضيّع أوطاننا، وأجعلنا آمنين مستقرّين فيها، اللهم من أراد بنا سوءاً فردَّ كيده إلى نحره، اللهم إنّنا عجزنا لكنّك لا تعجز، فارحمنا والطف بنا يا أرحم الراحمين، انّك على كلّ شيء قدير.