ثقافة » تربية وتعليم

النظام التعليمى الأمثل

في 2015/10/10

د. مصطفى عابدين- الشرق القطرية-

ما أكتبه اليوم عن التعليم يمكن أن يندرج تحت ما يُسمى الأحلام .. ولكن هل يمكن تحقيق كل الأحلام .. أعتقد ذلك .. وإن كانت ستظل نسبة مستحيلة أو لا يمكن تحقيقها فيجب أن تظل نسبة قليلة قياسا إلى ما سيتحقق .. وغنى عن القول أنه كلما إنخفضت تلك النسبة كلما دلل ذلك أننا نسير على الطريق السليم .

كانت هذه مقدمة لابد منها قبل الدخول فى موضوعنا الغاية فى الأهمية للنهوض بأمتنا العربية والذى لابد أن يبدأ بإصلاح التعليم والذى هو بمثابة أمن قومى كما أجمع العلماء الذين أتفق معهم تماما .. ولقد ذكرت ذلك فى مقالات سابقة لى .

ولا تنحصر أهمية المدرسة كما ذكرنا من قبل فى أنها مكان يتم فيه نقل المعارف وشرح وتبسيط نظريات العلوم المختلفة حيث يمكن الإستعاضة عن ذلك – ولو جُزئيا – بالشرائط والإنترنت والكتب ولكن أهمية المدرسة تكمن فى التنشئة الإجتماعية والعيش مع الآخرين ومعرفة الحقوق والواجبات والقيم الأساسية للحياة فى مجتمع صالح .. والأهم من كل هذا هو التدريب على المواطنة والشعور بالإنتماء للوطن .

كل ما سبق متفق عليه من علماء التربية وعلم النفس وغيرها من العلوم فى كافة بلاد العالم .. ولا أكون مغاليا لو أننى قلت أن ذلك بات معروفا لطلبة كليات التربية فى كل الدنيا .

وإذا أردنا النهوض بالتعليم فعلينا أن ندخل الأساليب التى تعمل على تنشيط دافعية المتعلمين من خلال المضامين والموضوعات الشيقة والتى ترتبط بما تحتاجه مجتمعاتهم وبرغباتهم وسابق خبراتهم وطموحاتهم المستقبلية .. فضلا عن التشكيل السلوكى والقيمى الذى يشتمل على آداب التعامل والنزاهة والإلتزام بالتعامل وسط المجتمع الذى يعيش فيه المتعلمون حتى يمكن التعود على العمل الجماعى وإحترام الآخرين وتحمل المسئولية .

ومن مكتسبات هذا التطور فى أساليب التعليم تعميق مناهج البحث والمعرفة العلمية والتى تعمل على تأهيل العقل وتحفيزه لإستخدام ملكاته فى الإستمرار فى التعلم بأساليب مرنة وميسرة بعيدة عن القوالب الجامدة التى طالما نادى الخبراء بالخروج عنها .

وليس لدينا شك فى أن هذه الأساليب التربوية الحديثة والممارسات التعليمية الجديدة سوف تساهم فى إحداث نقلة نوعية فى جودة العناصر البشرية التى ستخرجها المدارس والمؤسسات التعليمية التى ستعتمد على هذا النهج الحديث .. وهى بذلك تؤهل لتكوين مواطن صالح يستطيع ممارسة الديموقراطية والمواطنة القائمة على أسس سليمة وأن يحافظ عليها ويدافع عنها .. وهى الأسس اللازمة لتطور الأمم .