دعوة » مواقف

السعودية آمنة ضد مخططات العبث

في 2015/10/10

الاقتصادية السعودية-

أكد الدكتور عبدالرحمن السديس إمام وخطيب المسجد الحرام أن بلاد الحرمين ستظل واحة أمن واستقرار ضد مخططات العبث، وستبقى قبلة الإسلام ومهوى الأفئدة، ومن رامها بسوء هلك دون مرامه، أو النيل منها، أو المساومة والمزايدة على جهودها ومكانتها، فلها الريادة والقيادة والسيادة على الحرمين الشريفين، بل في إحلال الأمن والسلم الدوليين، مطالبا بتحصين الشباب الأبي من الفكر التكفيري، وتنظيم داعش الإرهابي.

وقال في خطبة الجمعة التي ألقاها أمس في المسجد الحرام إن هذه الأحداث توجب علينا وقفة جماعية جادة للتصدي الحازم للمسالك الضالة المشبوهة؛ التي تنامت في الآونة الأخيرة وتمثلت في تفجير المساجد واغتيال المصلين وذوي الأرحام والأقارب، في مشاهد مخزية من فئات شوهوا صورة الإسلام بنقائه وصفائه وإنسانيته، وانحرفوا بأفعالهم عن سماحته ووسطيته، غير أن ذلك لا يسوغ أبدا إلصاق تهمة الإرهاب بالإسلام.

وأشار إلى أنه من العجيب أنهم يفعلون ذلك باسم الدين، وينشرونه على مرأى ومسمع من العالمين، متسائلا عن أي ضلال ملأ عقولهم فاستحلوا الدم الحرام، وانتهكوا الحرمات واعتدوا على بيوت الله في الأرض..؟!، مطالبا بتحصين الشباب الأبي من الفكر التكفيري، وتنظيم داعش الإرهابي، ونحوه من المناهج الضالة والمسالك المنحرفة، وما يقابلها من موجات التشكيك والإلحاد، وهز الثوابت والقيم، والنيل من المحكمات والمسلمات.

وأضاف إمام وخطيب المسجد الحرام أن الأمة اتخذت في عامها المنصرم قرارا عظيما، وحققت به نصرا مبينا، من خلال "عاصفة الحزم"، التي جسدت الوحدة والتلاحم بين أبناء الأمة رعاة ورعية، وحققت النصرة لجار مظلوم، وشعب مكلوم، وصدت الظالمين المعتدين، وكم بذلت بلاد الحرمين الشريفين من جراء هذا القرار الشجاع والموقف النبيل؛ من دماء طاهرة صعدت أرواحها إلى بارئها، لإعادة الأمل؛ فكان الأمل بعد الحزم نورا يضيء البصائر والأبصار، ويبعث في النفوس البشر والضياء، بعدما آتت "عاصفة الحزم" ثمارها، وحققت أهدافها.

وأضاف أنه على الإخوة في يمن الإيمان والعلم والحكمة أن يتحدوا للوقوف مع الشرعية، وعدم الإصغاء لدعاة الفتنة، وعزاؤنا أن من قضى من جنودنا البواسل في الحد الجنوبي نحسبهم عند الله من الشهداء.

وأوضح الدكتور السديس أنه مع تجديد الشكر للمنعم المتفضل سبحانه على ما منَّ به على الحجيج من إتمام مناسكهم بكل تميز ونجاح، قائلا: "فلا يفت عزمكم ما اعتوره من فلتات الحوادث بين مطاوي الزمان، وإن القلب ليعتصره الحزن والأسى على ما أصاب بعض حجاج بيت الله الحرام من حوادث عرضية لا تنسينا الإيمان بقضاء الله وقدره، في صفاء الأمر وكدره - نسأل الله أن يتقبل موتاهم ويشفي مرضاهم ".

ولفت إلى أنه مع ذلك فإنه لا يحق لأي شخص أو كيان كائنا من كان أن يجعل هذه الأحداث مجالا للمزايدات أو إلقاء اللوم وبث الشائعات ضد الجهود الجبارة التي تبذلها بلاد الحرمين في خدمة ضيوف الرحمن، وإن لبلاد الحرمين الشريفين يدا حازمة لا تتهاون مع المتلاعبين بأمنها وأمانها، ولا تهدهد من يحاولون التغرير بعقول شبابها، أو يؤلبون عليها أفئدة العباد في أصقاع البلاد، كما أنه ليس من العدل والإنصاف أن تصادر كل الجهود والإنجازات لحادثة أو واقعة، تبذل أقصى الطاقات والإمكانات لتفاديها ومثيلاتها في الأماكن المقدسة طوال العام، وجهود المملكة لن تنسفها أقاويل المبطلين الذين لا يحسنون إلا التشكيك والإرجاف.

وأضاف أن الحملة الإعلامية الممنهجة القائمة على ترويج الأكاذيب واختلاق الوقائع هي محاولة يائسة من فئة بائسة للنيل من مكانتها، والخدمات الجلى المقدمة في الحج، هي أكبر رد عملي على هؤلاء المشككين، وجهود رجال الأمن وعطاؤهم النادر في خدمة الحجيج خير شاهد، فالعمل الكبير الذي قام به رجال الأمن والعاملون في خدمة الحج بمختلف قطاعاتهم يندر أن يوجد مثله في أنحاء العالم فهم الأشداء الأقوياء على الأعداء، الرحماء الأوداء على المسلمين والضعفاء، ولكن هذه سنة الله في الكون "فكل ذي نعمة محسود".

وشدد بقوله "غير أن هذه الأحداث الملمة، والفواجع المؤلمة، ينبغي ألا تنسينا قضيتنا الكبرى، قضية فلسطين والأقصى، وما يلفها في هذه الآونة بالذات، من مآس وتعديات، واستطالة سافرة في الهدم والحصار والاعتداءات، لذا وبراءة للذمة، وإعذارا للأمة، نناشد قادة المسلمين وأصحاب القرار في العالم، التصدي بكل قوة وحزم، لوقف التهديدات الصهيونية، والتنكيلات اللاإنسانية، ضد إخواننا في فلسطين، وقدسنا السليب ".

وأضاف " لا يمكن أن ننسى إخواننا في بلاد الشام الذين طالت معاناتهم ودخلت عامها الخامس دون تحرك فاعل لإنقاذهم من آلة القتل والتدمير والتهجير في أكبر كارثة إنسانية يشهدها التاريخ المعاصر من أناس، ما يتطلب من إخواننا في بلاد الشام توحيد الكلمة ورص الصفوف والاعتصام، وعدم التفرق والاختلاف والانقسام، متفائلين مع كل ذلك بالنصر المؤزر القريب".

وفي المدينة المنورة قال إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ عبد الباري الثبيتي في خطبة الجمعة أمس إن من أعمال الماكرين والحاقدين زرع التنظيمات الإرهابية في ديار المسلمين لتكون وقودا يحرق الشباب ويدمر مستقبلهم وبلدانهم وتصور هذا الدين بمظهر التخلف والفوضى والهمجية والوحشية بعرض مناظر دامية وتنفيذ اغتيالات من مندسين في صفوف المسلمين ومن متلبسين بثوب الدين.

وأضاف الشيخ عبد الباري الثبيتي أن من صفات أهل المكر والكيد تضخيم الأحداث وتصيد الزلة والخطأ وإشاعته وتجاهل الإنجازات والإيجابيات والظهور في أوقات المحن والحوادث والفرح بمصاب المسلمين فإذا أصاب المسلمون نصرا وتمكينا أصابهم غيظ وهم وكرب، وإذا نزلت بالمسلمين نازلة وحل بهم بلاء انتشى الأعداء فرحا واختيالا؛ وهذا ديدن الحاقدين والحاسدين، مستشهدا بقول الله تعالى "إن تمسسكم حسنة تسؤهم وإن تصبكم سيئة يفرحوا بها".

وأشار إمام وخطيب المسجد النبوي إلى أن من صفات الماكرين استهداف الشباب وإغواؤهم بالكلمة والصورة والفكرة عبر وسائل الإعلام والاتصال وهذه أشد خطرا من الجيوش الجرارة والأسلحة الفتاكة بنشر أفكار التطرف والغلو لحساب أغراض مشبوهة والاستيلاء على عقول الشباب والفصل بينهم وبين علمائهم ليسهل اصطيادهم والتأثير فيهم من نكرات لم يعرفوا بعلم ولا عمل.

وأكد الشيخ الثبيتي أن من أشد أنواع المكر بث الشكوك بين المسلمين في قيادتهم وولاة أمرهم بتزييف الحقائق وتزويرها وتصدير فتاوى الشبهات والفتنة ليشاع الباطل مكان الحق ليلتبس على المسلمين دينهم وليحدث في الأمة آثارا سلبية وأضرارا بليغة وليصد عن الحق بإثارة الغرائز والشهوات وليتفرق صف المسلمين.

وقال في نهاية خطبته إن أمن السعودية أساس أمن الأمة وهي قلبها النابض والإساءة إليها إساءة لأمن الأمة ولا يزال جسد الأمة بخير ما دام القلب ينبض فخير هذه البلاد عميم وأعمالها الخيرة لا تنقطع واستقرارها وتحصينها من مكر الماكرين وكيد الحاقدين مطلب شرعي وواجب ديني على كل مسلم وأبناؤها العقلاء يدركون ذلك ويسهمون بوعيهم في إحباط مؤامرات المتربصين ومن حاول الإضرار بأمن هذه البلاد فهو يخدم أعداء الملة والدين.