دول » عُمان

قوانين «منع» الاستثمار

في 2015/10/12

الشبيبة العمانية-

هل يحتاج الاستثمار في بلادنا إلى قوانين تمنعه، بخاصة أننا نتراجع على مؤشر التنافسية على نحو خطير، لا يحرك ساكنا في مفاصل الدولة، ليس لأنها لا تحس، ولكن لأنها أشبه بالجزر المنعزلة، الرابط بينها يحتاج إلى تفعيل، ولم تفلح هذه المسماة بالانترنت في تحريك سواكن، لأنها عجزت عن تحريك.. العقول.

ولم يعد الأمر غريبا أن نسمع عن مستثمر أجنبي صدّته أيادي البيروقراطيين فذهب إلى دولة مجاورة، فيحصل على التصريح خلال أيام قلائل، إن لم يكن خلال ساعات..

ولم يعد الأمر مثيرا أن نجد رجل أعمال عمانيا يفكر (أو اتخذ قراره) في نقل أعماله إلى دولة أخرى لأنه لم يطق تعقيدات وإجراءات كلما قالوا إنهم سهلوها اتضح أنهم عقدوها، فالحكومة الإلكترونية لا تعمل بذاتها إن لم تدفع إليها عقول آمنت بأن عمل اليوم يفترض أن ينجز أمس، ولا يؤجل حتى «العام المقبل».. ورد اللجنة التي رفعت الموضوع إلى معاليه (والجهات المختصة) ولأن معاليه مشغول «بخاصة ما يتطلبه المنصب من مقابلات شرفية، وزيارات علاقات عامة ورعاية مناسبات»، والجهات المختصة لديها ما يعيق خطواتها!!

قبل أيام قرأت عن مشروع قام به مواطن حيث أنشأ مزرعة بها بعض الحيوانات التي يحب الناس الفرجة عليها بما في ذلك من متعة للصغار الذين يرون ملك الغابة حقيقة أمام أعينهم، كما يشدّهم أي كائن آخر ولو كان قطّا وديعا. يقول صاحب المشروع إنه لم يجد الدعم، لكنه وجد المخالفات، ومنذ خمس سنوات ينتظر الموافقة على مشروعه.

الدعم مفقود، والملاحقة متوفرة.. كما هو شأن الكثير من المشروعات التي وضعت أمام خيارين، إما الإغلاق، أو الإغلاق.. لأن الخيار الثاني يبدو عسيرا جدا، حينما يطلب منه الانتقال إلى منطقة صناعية لم يحصل فيها على مساحة مستحقة كونها ذهبت، في قسمها الأكبر، وفق محسوبيات، وإن لم تكن الشكاوى التي نسمع عنها فإن التذمر يولّد الإحباط، وتؤول المشاريع في خاتمة الحكاية إلى درك.. التجارة المستترة.

هل تخرج مكبوتاتنا من عدم محبة النجاح للآخر عندما نضع العقدة في المنشار كما يقال، أو أن طلب الخدمات الجانبية يطغى على لغة المصالح، أو أن ثقافة العمل تظل متمسكة بمفهوم «ماشي كظّة»، والسؤال المطروح «ليش مستعجل؟» وعليك الانتظار عزيزي المواطن وأنت تطمح لبدء مشروعك لأن هناك من يمتلك «حق الفيتو» باسم القانون في كثير من الأحيان، رغم أن القانون روحه تأتي لصالح المواطن وما يقدمه لوطنه، أما غير ذلك فهو من باب «تعقيد» السهل.. لا أكثر!!

لا تدفعوهم بمشاريعهم خارج البلاد بعقدكم وتعقيداتكم.. اتركوهم يتنفسون من خيرات بلادهم، لأن خروجهم يعني أن اللوبي الآسيوي سيتوغل، ويتغوّل أكثر، ليس لأن المستثمر يفتقد خاصية الصبر، بل لأن المتاح أمامه سهل ومربح، حينما يمتلك جناحين للتغريد خارج الوطن، لكن من لا يمتلك ذلك يجلس بغصته..