دول » البحرين

البحث عن ما يجمعنا

في 2015/10/21

منصور الجمري- الوسط البحرينية-

المناسبات الإسلامية تمُرُّ على العالم الإسلامي وهي قلقة، فيوم الجمعة أصبح هدفاً من المسلمين أنفسهم، لقتل بعضهم البعض، ومساجد المسلمين أصبحت مُستهدَفة من المسلمين أنفسهم، والتجمُّعات في رمضان وعاشوراء أصبحت هدفاً للمسلمين للنيل من بعضهم بعضاً. بعيداً عن العالم الإسلامي، يتجمع مهاجرون يعيشون في بلدان بعيدة عن موطنهم الأساس، وهم بين خيارين، إمّا استنساخ التوترات والبلاء الذي يعمُّ العالم الإسلامي ونقله إلى حيث يتواجدون في كلِّ مكان، أو السعي إلى نهج آخر، يتعايشون فيه بسلام مع بعضهم البعض، ومع محيطهم الذي يحتوي على كلِّ أنواع البشر.

مع بدء موسم العاشوراء هذا العام، قرّرََتْ جماعة من المسلمين في مسجد بمدينة ديربورن الأميركية إثبات أن بإمكانهم (سُنّة وشيعة) أن يتواجدوا في مكان واحد، وأن يُحيُوا برنامجاً مشتركاً بمناسبة العاشوراء، من دون توتر ومن دون تحرُّش ببعضهم البعض، من دون استثارة الحساسيات والأحقاد. بل على العكس، وجدوا أن مناسبة عاشوراء فيها من المضامين التي يمكن أن يجتمع عليها كلُّ مسلم، وأن يؤكدوا أن الإسلام أكبر من الانقسامات التي انتشرت كالسرطان في جسد العالم الإسلامي.

هذه الرسالة التسامحية بحاجة إلى ثقافة مختلفة، يمكن أن يجتمع عليها من يتفق مع العناوين الكبيرة، ويتخطى الاختلافات، ويبتعد عن أية أساليب تؤدّي في نهايتها إلى تنفير المسلمين من بعضهم البعض. ولقد كتبتُ قبل سنوات عن مراسيم عاشوراء في «ترينيداد»، والتي تقام سنوياً هناك تحت مُسمّى «كارنيفال هوزيه»، وكيف تَشارَكَ جميع فئات المجتمع من مختلف الأعراق والديانات، ضمن خطة سنوية يُشرف عليها المجلس البلدي، وكيف يتمكّن الجميع من التوافق على أسلوب آخر لإحياء الذكرى.

كلُّ شيء ممكن في حال توافرت النوايا، وقرّر المسلمون البحث عن ما يجمعهم في كلِّ المناسبات، وأن يُعزِّزوا حالة السلم التي يتضمّنها اسم ديننا الإسلامي، بعيداً عن كلِّ الأساليب والمفاهيم التي تُجزئ النسيج المجتمعي وتُسمِّم أجواءه.