سياسة وأمن » لقاءات

محمد بن راشد والسيسي وجولة الأشقاء

في 2015/11/02

د. موزة أحمد راشد العبار- البيان الاماراتية-

التاريخ علمنا، أن مصر عندما تكون قوية فإنها قادرة على بث الحياة في الأمة وتجديد نهضتها.. مصر هي كنانة الرحمن .. وموطن السلام.. وقلب العروبة .. فيها خير أجناد الأرض .. وبها ومعها يصنع التاريخ.. ووقوفنا مع مصر ليس كرهاً في أحد .. بل هو حب في شعبها .. وليس منة على أحد بل واجب في حقها ..

وليس لعائد سريع نرجوه بل هو استثمار في مستقبل أمتنا ..(محمد بن راشد آل مكتوم).لن نتخلى عن مصر.. وإننا نقدر موقف الشعب المصري العبقري البطولي في القضاء على حكم الإرهاب والظلام.. وإنه لو كانت هناك «لقمة حاف» لاقتسمتها الإمارات مع مصر.. (محمد بن زايد آل نهيان).

عندما حاول التنظيم الدولي الإرهابي ضرب العلاقات التاريخية بين الإمارات ومصر، وتهيأ لها أن هذه الحملات بدأت تؤتي ثمارها، إلا أن فشلها النهائي جاء على مستويين متوازيين.

المستوى الأول: هو المستوى الشعبي من الجانبين الإماراتي والمصري الذي لم ينجرف عاطفياً وراء المحاولات السافرة لاستفزاز مشاعر الطرفين واستجرار مواقف عدائية من مصر تجاه الإمارات أو العكس. أما المستوى الثاني:

فهو المستوى الرسمي المتمثل في القيادة الحكيمة لصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، وسائر المسؤولين الإماراتيين الحريصين على عمق العلاقات بين البلدين، وعلى ألا تهزها رياح الفتنة العابرة..

ولا تؤثر فيها الحملات المسمومة، انطلاقاً من النهج الذي أرساه الراحل الكبير، المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان الذي كانت لمصر مكانة كبيرة في قلبه ووجدانه وفكره، لإدراكه أن مصر تشكّل القلب النابض للعالم العربي، عندما قال مقولته الشهيرة «مصر قلب العرب إذا مات هذا القلب مات العرب». ومن بعده رسخ وعزز هذه الروابط صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله ورعاه.

أكد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم خلال استقباله الرئيس عبد الفتاح السيسي في زيارته الأخيرة لدولة الإمارات، أن مصر القوية هي سند لكل العرب، وأن العلاقات المصرية الإماراتية ليست علاقات دبلوماسية اعتيادية بل هي علاقات محبة وإخوة وشراكة رسخها الشيخ زايد، رحمه الله، ورفع بنيانها الشيخ خليفة، حفظه الله وإخوانه.

رحب سموه بالرئيس المصري في بلده الإمارات وأشار إلى أن مصر وشعبها وقيادتها كانوا ولا زالوا شركاء لدولة الإمارات منذ تأسيسها في المجالات التعليمية والثقافية والاقتصادية والحكومية كافة، وأن العلاقات النموذجية التي بنتها دولة الإمارات وجمهورية مصر العربية تمثل العلاقات العربية بين الأشقاء كما ينبغي وكما أرادها زايد، رحمه الله، وكما يحبها الشعبان الشقيقان.

وقد اصطحب صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، في سيارته الخاصة الرئيس السيسي في جولة تفقدية بشوارع إمارة دبي، وقد اطلع الرئيس المصري على معالم دبي والمشاريع التنموية التي تنفذ ضمن خطط دولة الإمارات.

أشاد السيسي بالنهضة الحضارية ومستوى البنية التحتية التي تتميز بها دولة الإمارات مما جعلها مثالاً عالمياً يحتذى به بعد الجولة التفقدية في ربوع مدينة دبي.

كما أثنى على رؤية صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، وأخيه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم اللذين يشرفان ويتابعان شخصياً تنفيذ هذه المشاريع التنموية لتكون دولة الإمارات الوجهة العالمية الأولى في الاستثمار والسياحة والتكنولوجيا. إن دولة الإمارات تنطلق في علاقتها مع مصر وشعبها من مبادئها وثوابتها، ولذلك ستستمر في أداء واجبها العربي تجاه مصر.