مجتمع » حريات وحقوق الانسان

قضية البدون وماذا بعد؟!!

في 2015/11/03

أحمد بودستور- الوطن الكويتية-

رئيس الجهاز المركزي للمقيمين بصورة غير قانونية بعد مرور أربع سنوات على تكليفه بهذا المنصب اعلن عن انهاء اﻻعمال المكلف بها الجهاز بالكامل وانتهاء مهمته قبل سنه من المدة المقررة لوضع تصور لحل هذه القضية مما يعد انجازا لهذا الجهاز الذي ينطبق عليه المثل القائل تمخض الجبل فولد فارا.

ان النتائج الخطيرة التي توصل اليها جهاز المقيمين بصورة غير قانونية بعد اربع سنوات من الجهود المضنية وبهدلة ومرمطة من ينتمون لفئة البدون بفتح ملفات لهم وتبصيمهم وصرف بطاقات ملونة لهم اشبه بعلبة المكنتوش!! وتقسيمهم الي شرائح والمعاملة غير الانسانية من موظفي الجهاز حيث كانوا يتعاملون بفوقية وغطرسة مع هذه الفئة المغلوبة على امرها وبعد هذا الموال الطويل والحزين تاكد رئيس الجهاز ان هناك 34 الف من فئة البدون لديهم احصاء 65 وتنطبق عليهم شروط الحصول على الجنسية .

رئيس الجهاز صالح الفضاله تدارك اﻻمر وذكر ان هذا ﻻيعني انهم يستحقون الجنسية فهناك من لديه قيد امني وطبعا القيد اﻻمني هو كلمة حق يراد بها باطل والهدف منها اذﻻل هذه الفئة ووضع العراقيل امامها حتي ﻻتحصل على الجنسية واﻻ كيف يكون اطفال عليهم قيود امنية ؟ والقيد اﻻمني يتم وضعه ﻻسباب تافهة مثل مخالفة مرور وقد استطاع الجهاز ان يخفض اعداد البدون الى الثلث تقريبا ولو تم التجديد له لفترة قادمة فهو قطعا سينهي هذه القضية بتخفيض العدد الي الصفر والعذر جاهز وهو القيد اﻻمني وعدم توفر اﻻوراق الثبوتية وهناك حجج ما انزل الله بها من سلطان والحكومة تراهن علي الوقت فهي كل فترة تشكل لجنة او جهاز لتمييع القضيه وتفتيتها وصوﻻ الى وضعها علي الرف.

رئيس الجهاز صالح الفضاله يطالب بالتجديد له في هذا المنصب ﻻنه علي حسب ادعاؤه لديه خارطة طريق ﻻنها هذه القضية بشكل جذري وهو لن يكشف عنها وكأنها اسرار عسكرية!!.

والجدير بالذكر ان السيد صالح الفضاله كان من اشد المعارضين لتجنيس البدون وكما يقول المثل فاقد الشئ ﻻيعطيه ولذلك الحكومة اختارته لهذا المنصب حتي يدفن هذه القضية ويطويها الي اﻻبد.

نقول ما ضاع حق وراءه مطالب وهناك الكثير من فئة البدون يستحقون الجنسية مثل الذين خدموا في الجبش الكويتي بل كانوا من مؤسسي الجيش الكويتي وايضا العاملين في شركة نفط الكويت في بداية تاسيسها وكانوا يعاملون معاملة المواطنين الكويتيين وﻻيخفي على احد ان ملف التجنيس تعرض للعبث والتزوير والمساومات السياسية فهناك من حصل علي الجنسية تحت بند اﻻعمال الجليلة وهو مسمى فضفاض وﻻ ندري هل اﻻستشهاد في الدفاع عن الكويت ليس من اﻻعمال الجليلة والغناء والتمثيل اصبح من اﻻعمال الجليلة؟!!.

ختاما نقول للحكومة ارحموا من في اﻻرض يرحمكم من في السماء والظلم ظلمات يوم القيامة وهذه قضية انسانية والكويت هي مركز عالمي للانسانية وصاحب السمو امير البلاد الشيخ صباح اﻻحمد حفظه الله هو قائد اﻻنسانية واﻻقربون اولى بالمعروف ومن هذا المنطلق ينبغي ايجاد حل لهذه القضية وانهاء معاناة هذه الفئة.

ان قضيه البدون كما اطلق عليها الرئيس السابق لمجلس اﻻمه احمد السعدون اسم القنبلة الموقوتة على الحكومة ان تحلها وتنزع فتيلها قبل ان تصل اليها التنظيمات اﻻرهابية وتجند شباب هذه الفئة الذي يعاني من الضياع واﻻحباط ومستعد ان يتحول فعلا الى قنبلة بشرية ينفذ اجندة واهداف الفكر المتطرف وبعدها ﻻينفع الندم .