ملفات » المخدرات في السعودية

الحشيش والكبتاغون أكثر أنواع المخدرات انتشاراً بين الإناث

في 2015/11/04

الرياض السعودية-

نفت جامعة الدمام في برنامج الملتقى التعريفي النسائي الثاني للمشروع الوطني للوقاية من المخدرات (نبراس)، والذي أقيم أمس الثلاثاء في مقر الغرفة التجارية بأن تكون قد ضبطت حالات من الطالبات في الجامعة يتعاطين المخدرات خلال الثلاث السنوات الماضية.

وقالت د. هنادي بغدادي وكيلة كلية العلوم لشؤون خدمة المجتمع والتنمية المستدامة بجامعة الدمام أن الجامعة تعتمد في رصدها لحالات الإدمان على جهاز أمني مدرب لرصد حالات الإدمان إلا أنه لم تسجل أي حالات خلال السنوات الثلاث الأخيرة على الرغم من أن نسبة الإدمان في الوطن العربي تشكل 10% وتصل نسبة الإدمان في المملكة 4% وهي الأعلى نظراً لحجم ومساحة المملكة وتعدد مداخلها حيث ينتشر الإدمان في الحالات العمرية الصغيرة من فئة المراهقين إلى الشباب ما بين سن 15 سنة إلى 25 سنة.

وأوضحت بغدادي أن أهم أنواع المخدرات التي تنتشر بين فئة الفتيات في سن مبكر تتمثل في الحشيش والكبتاغون، ولذلك فإن الجامعة تقوم على تقديم محاضرات تثقيفية علمية حسب التخصصات الأكاديمية، وتنفذ عدداً من الفعاليات الطلابية لدعم التوعية والتعريف بأضرار الإدمان، وعقد الشراكات الاجتماعية مع الجهات ذات العلاقة.

وأشارت إلى أهم برنامج يرتبط بالشراكة التكاملية والذي يطلق عليه (مبادرة إصلاح)، وهي المبادرة التنموية التي تستهدف دور الإصلاح في المنطقة الشرقية وتهدف إلى تقديم خدمة مجتمعية لدور الإصلاح السبع عن طريق تصميم حقائب تعليمية وتدريبية وطبية واستشارية تقدمها الجامعة.

وتحدثت بغدادي عن تحليل (سوت) للبرامج الجامعية بوجه عام والذي كشف عن أهم عوامل الضعف لدى الجامعة في التصدي لحالات الإدمان مع الاستفادة من برامج التوعية والتي كان أهمها محدودية الصلاحيات لفريق العمل، ومحدودية الدعم المادي، ومحدودية الحوافز المعنوية والمادية، إلا أن هناك فرصاً جيدةً يمكن للجامعة الاستفادة منها تتمثل في قوة الموارد البشرية في الجامعات، توافر القيادة المحبة للتغيير، وقوة الدولة اقتصادياً.

ازدياد معدلات الإدمان

من جهة أخرى فجرت د. مها المزروع مديرة المركز الإقليمي لمراقبة السموم مفاجئة كبيرة حينما أكدت بأنه خلال العشر السنوات الماضية كان ازدياد معدلات الإدمان مرتفعاً نظراً لزيادة برامج التوعية بأضرار المخدرات فكانت النتيجة عكسية، ظهر ذلك واضحاً من خلال عمليات التهريب التي ضبطت مراراً على مستوى حدود المملكة، ومن خلال دراسة أجريت للكشف عن انتشار المخدرات بين فئة الشباب في المملكة اتضح بأن عدد المدمنين من فئة الشباب والشابات على اختلاف مناطق المملكة وصل إلى 9064 مدمناً، حيث أظهرت الدراسة بأن نسبة المدمنين من السعوديين تصل إلى 91 % حيث شكل الذكور نسبة تصل إلى 54% بينما شكلت الإناث نسبة بمعدل 46%، فيما وصلت نسبة الأجانب في السعودية إلى 9%.

وأوضحت المزروع في سياق تلك الدراسة إلى أن خصائص المبحوثين ومدى قبولهم إلى فكرة المخدرات في المجتمع تتفاوت في النسب فهناك قبول لنكات الحشيش تصل بنسبة 57%، في حين قال البعض بأنها غير ضارة ووصلت نسبتهم إلى 23%، أما الذين تشوقوا لتجربة المخدرات فوصلت نسبتهم إلى 16 %، في حين وصلت نسبة من تشوق لتجربة المسكر 18%. وبلغت نسبة عرض تعاطي المخدرات إلى 21%. مبينة بأنه للأسف لم يعد هناك استنكار لحال المدمن فأكدت الدراسة إلى أن هناك الكثير من أفراد المجتمع من يعرف البعض ممن حوله من هو مدمن ولكن ليس هناك استنكار له.

وأشارت المزروع إلى الاسباب التي تدفع الشباب إلى تعاطي المخدرات والتي كشفت الدراسة بأن من أهم الأسباب هو الاعتقاد بطرد الخجل، والاستمتاع، ثم الحصول على الانبساط، إلا أن الدراسة أكدت على أهمية برامج التثقيف والتوعية فالدرامة التلفزيونية، والتثقيف غير المدرسي، والمحاضرات، والمنشورات المتنوعة، إلا أن الاحصائيات كشفت عن نسبة تلقي الشباب لبرامج التوعية والتي كان مفادها بأنها شبه منعدمة إلى 25% فحين وصلت المنعدمة إلى 7%، والضعيف إلى 21%، والمتوسط 23%، والمناسب إلى 21%. ولذلك فإن معدل المتعاطين يمثل 66.2 % من معدل غير المتعاطين والتي تصل نسبتها إلى 40,1%.

عاملين غير منتظمين

أما عن مستوى العاملين في مجال التوعية بأضرار المخدرات فأكدت المزروع على أن 150 ممن يعملون في مجال التوعية بمتوسط خبرة 9 سنوات، وبأن الجزء الكبير منهم يعمل غير منتظم بنسبة تصل إلى 40% في حين وصلت نسبة المنتظمين منهم إلى 14%، مبينة بأن أسباب ذلك يعود إلى غياب التخصص وغياب برامج تطوير المهارات والدورات التدريبية، وغياب العمل المنهجي، وضعف المستوى العام. ومن خلال ذلك يمكن أن يتم الاعتماد على العديد من الطرق لمواجهة التحديات الصعبة في العمل التوعي والتي تكمن أهميتها في: وضع الخطط اللازمة، توحيد الجهود وتكاملها، تصميم أدلة معيارية وفق رؤى تخطيطية عالية الجودة، تشجيع الملتقيات السنوية، تخصيص ميزانية من قبل الوزارة المالية وغيرها.

وكشفت حنان عبدالرحمن المعجل رئيسة قسم التدقيق بجمرك جسر الملك فهد إلى أنه يتم الاعتماد في عملية الفحص الجمركي على الفحص بالأشعة وهي تعتمد على جهاز شديد السرعة يكشف محتويات الشاحنات من الداخل والخارج وحتى العجلات، وقد تم توفير 16 جهازاً على مختلف مناطق المملكة، ووجود مثل هذا الجهاز يمثل رادعاً نفسياً كبيراً للمهربين. كما يوجد نوعان من الفحص ثابت ومتحرك يقوم بالفحص على 40 شاحنة في الساعة ولديها القدرة على التمييز بين المواد العضوية وغير العضوية وتعمل على مدار الساعة.

وأوضحت بأنه يتم أيضاً الاعتماد على الكلاب البوليسية "الوسائل الحية" في الجمارك والتي تنقسم إلى نوعين الأول: كلاب مدربة على المخدرات، والثانية: كلاب مدربة على المتفجرات. مبينة بأنه أيضا يتم الاعتماد على عمل منظمة "الريلو" والتي تضم 10 مكاتب في الشرق الأوسط تقوم بمهام المكتب الإقليمي لتبادل المعلومات بين الدول والكثير من المهام الذي يقوم بها من أجل تهريب المخدرات والغش التجاري وتهريب الأموال.

إنشاء مستشفى سابك

من جانبها أشارت رفيدا المعجل -ممثلة الشركة السعودية للصناعات الأساسية في سابك- بأن مبادرات سابك لدعم هذا المشروع بالتعاون مع "نبراس" إنما يأتي ذلك من منطلق الإحساس بالمسؤولية الاجتماعية الامنية فجاءت هذه الشراكة الاستراتيجية، ولم تتوقف هذه الشراكة على تكلفة التمويل التي وصلت إلى 50 مليون ريال على مدى الخمس سنوات، بل كان هناك إعلان من قبل "سابك" مع وزارة الصحة على إنشاء مستشفى "سابك" التخصصي للصحة النفسية وعلاج الإدمان بمدينة الرياض بهدف تقديم خدمات صحية متخصصة فيما يتعلق بالصحة النفسية لعلاج الإدمان.

يذكر بأن فعاليات الجلسة الأولى للملتقى كانت تحت رعاية حرم سمو أمير المنطقة صاحبة السمو الأميرة عبير بنت فيصل بن تركي آل سعود والتي قدمت كلمة داعمة للملتقى ولكافة البرامج الوقائية من المخدرات "نبراس" والتي دعت فيه إلى تبني المسؤولية الاجتماعية في التصدي للمخدرات، ثم افتتحت سموها فعاليات الجلسة الأولى واختتمت ذلك بجولة في المعرض التوعوي المصاحب للملتقى، واطلعت على عمل المركز الوطني لاستشارات الإدمان.