دول » السعودية

فتيات جانحات ومنسيات!

في 2015/11/07

سالم بن أحمد سحاب- المدينة السعودية-

فتيات جانحات ومنسيات! طبقا للكتاب الإحصائي السنوي لإدارة التخطيط والتطوير الإداري بوزارة الشؤون الاجتماعية، فقد استقبلت مؤسسات رعاية الفتيات بالمملكة خلال عامين 2706 حالات. وذكر التقرير أن هناك 94 حالة مرتبطة بانحراف أخلاقي، تلتها 47 حالة لديها بوادر انحراف من أصل 189 حالة. وأشار التقرير إلى أن الشريحة الأكثر وجودًا في تلك المؤسسات هي في الأعمار التي تتراوح ما بين 15- 25 عامًا، فيما بلغ عدد غير المتزوجات 158 حالة.

واتّضح أن سبب طي قيد 9 حالات فقط (من أصل 996 حالة تم طي قيدها خلال عام) كان بسبب عودتهنّ إلى أسرهنّ.

ليس ثمة تطعيم سحري ضد الانحراف الأنثوي سوى التربية الحسنة. وكل أنثى مُعرَّضة لهذه المخاطر ما لم يعصمها ربّها، خاصة إذا كانت تعيش في منزل يُخيِّم عليه العنف الجسدي أو اللفظي والتفكك الأسري وانشغال كل من أفراده بشؤونه الخاصة ومشكلاته الفردية.

أما الكارثة فتكمن في إعراض الأسرة عن الفتاة الجانحة بعد ضبطها وإلزامها بالمكوث في التوقيف أو الحبس أو دور الرعاية الاجتماعية. هنا يُزاد الطين بلة، وتتفاقم المشكلة، وتذهب الفتاة ضحية للشيطان الذي أغواها أولًا، وللطرف الآخر الذي أقام علاقة بريئة أو غير بريئة معها، ثم لأسرتها التي تحسب أن في إنكارها استرجاعًا لكرامة الأسرة ومسحًا لما تظنه عارًا لحق بها.

يقول التقرير: (يُشكِّل رفض الأسر استقبال بناتهم بعد انقضاء محكوميتهن في مؤسسات الرعاية تحديًا كبيرًا للقائمين على العمل الاجتماعي، حيثُ يرفض الكثير من أولياء الأمور عودة الفتاة إلى بيتها ممّا أوجد إشكالية أخرى، الأمر الذي دفع عددًا من القانونيين للمطالبة بنزع الولاية، وجعل القاضي وليًّا للفتاة في حال رفض ذويها استقبالها).

لماذا نُعين الشيطان على هذه الفتاة التي أخطأت وأدركت حجم خطئها؟ ولماذا نُصر على مُعاقبتها عقابًا أزليًا حتى الممات؟

وفي المقابل: ما الذي يمكن تقديمه للحد من حالات الوقوع في حبائل الإنسان الشيطان؟ كيف يمكن شغل وقت فتاة لا تجد عملًا ولا زوجًا ولا علمًا؟ هل وفرنا مثلًا مؤسسات مجتمعية كافية تشغل الأوقات فيما ينفع، ويصرف الأذهان عما يفتن؟

أسئلة كثيرة حائرة تنتظر إجابات مقنعة صادقة!