دول » السعودية

شبابنا بين الدرباوية والدعشنة..

في 2015/11/07

د.هيا عبد العزيز المنيع- الرياض السعودية-

في حلقة يوم الاربعاء الماضي تضمنت حلقة الثامنة على قناة ام بي سي بقيادة الاعلامي اللاذع داوود الشريان لقاء مع مجموعة من الشباب السعودي ممن عرفوا بالدرباوية وإن كانوا رفضوا التسمية..

لا اريد التوقف عند تسميتهم بل عند احد منطلقاتهم وبعض ممارساتهم غير المقبولة اجتماعيا وفق المنظور القانوني الذي يجرم الاستخدام السيئ للسيارات وعلى رأسها التفحيط..

يقول هؤلاء الشباب إن منطلقهم تفاخر وتأكيد انتمائهم القبلي..

شاب في مقتبل عمره وفي ريعان شبابه يكون تباهيه بانتمائه القبلي وليس بمنجزه العلمي او العملي، ونحن نسير بعمق في القرن الحادي والعشرين قرن تميز بثورة المعلومات والاتصالات حيث شبابنا وشباب العالم يعيشون في قرية صغيرة لا يفصل بين افرادها الا خطوط افتراضية حطمتها شبكات التواصل الاجتماعي ومع ذلك يجد شبابنا نفسه زاهيا بتعبيره عن تباهيه القبلي بالتفحيط وترهيم سيارته وفنون التقحيص..

إذن مؤسساتنا الاجتماعية مازالت ضعيفة وغير فاعلة في بناء شخصية الشاب المدني والمتحضر والمدرك ان انتماءه الوطني يمثل الاطار العام الذي يشمله ويشمل غيرة بميزان العدالة والتكافؤ حقوقا وواجبات.. دون اتكاء على قبلية او مناطقية..

في زاوية اخرى من بلادنا يحتزم شاب آخر حزاما ناسفا ليفجر المصلين الآمنين باسم الجهاد في سبيل الله أو يقتل قريبه زاعما أن ما يقوم به تقرب لله فيما هو في الواقع استجابة لشياطين الانس التي تريد تدمير مجتمعنا بفكر متطرف تزعم انه الاسلام..

المؤكد ولله الحمد أن اغلبية شبابنا غير هؤلاء وهؤلاء وإنهم ولله الحمد يتميزون بالنضج والعلم والخلق الاسلامي الصحيح وانهم فخر حقيقي للوطن بجدهم ونبلهم وولائهم لوطنهم بكل تفاصيله وهؤلاء في الغالب يحظون برعاية اسرية مضاعفة ربما تفوق طاقة الأهل وقدرتهم تلافيا لوقوعهم في براثن التطرف بطرفيه..

ولكن بين هذا الداعشي المجرم والدرباوي الضحية تقف مؤسسات التنشئة الاجتماعية وخاصة الرئاسة العامة لرعاية الشباب ووزارة التعليم موقفا ضعيفا وسلبيا لا يحمل عنصر المبادرة وسرعة الاحتواء لهم ولاحتياجات هؤلاء الشباب.. التي تمثل مشكلة إن لم يتم اشباعها..

المجموعة الدرباوية جاءت للبرنامج التلفزيوني متلثمة إذن هي تخجل مما تعمل او هي تقر بعدم قبول المجتمع لها ومع ذلك تربط عملها بالتباهي القبلي..

اذن هؤلاء الشباب يدركون وبوعي ان هناك نقطة ضعف في منظومتنا الثقافية الاجتماعية يمكن الارتكاز عليها لتبرير ممارساتهم من تفحيط وسلوكيات مصاحبة له ليست قانونية، وتمثل خطرا على هؤلاء الشباب وعلى المتفرجين من الشباب والمراهقين والاطفال..

ممارسات الدرباوية بسياراتهم تعرضهم للموت وهذا لا اختلاف حوله وبالتالي هي ممارسات مرفوضة.. ولكن من حق الشباب ممارسة هواياتهم بأماكن آمنة ومنظمة وتحت اشراف مؤسسي يحقق لهم اعلى درجات السلامة فهم ابناؤنا وسلامتهم تهمنا ويهمنا الارتقاء بفكرهم والسمو بهواياتهم بحيث لا تكون مجازفة بالحياة أو خروجا عن منظومة القيم للمجتمع..

بين هذا الدرباوي وذاك الداعشي يكمن مئات الالاف من شبابنا ممن لهم على مؤسسات المجتمع ككل حق احتوائهم وحمايتهم واشباع احتياجاتهم من خلال برامج متنوعة بين تأهيل وترفيه..

على الرئاسة العامة لرعاية الشباب على وجه الخصوص ان تنفض عنها غبار الانتظار وأن تقوم بالمبادرة في برامج اجتماعية وثقافية ورياضية لاحتواء شبابنا وعدم تركهم لمن يلتقفهم لتنفيذ مخططاتهم الاجرامية تجاه وطننا واهله، لا يكفينا من وزارة التعليم مدرسة تلقن ابناءنا الدرس ولا يكفينا من الرئاسة العامة لرعاية الشباب مباراة في كرة القدم تزيد التعصب ولا تضيف لشبابنا قيما ايجابية يحتاجها الشاب والوطن..

وحتى ذلك الوقت ايها الشاب أي سلوك تقوم به وانت ملثم فهو خطأ، واي سلوك تقوم به وأنت تخشى معرفة أسرتك عنه فهو خطأ، وأي سلوك تقوم به لا يضيف لك شيئا فهو مضيعة لعمرك..