مجتمع » حريات وحقوق الانسان

حرية التأويل ومساواة المرأة!

في 2015/11/12

إسحاق يعقوب الشيخ- الايام البحرينية-

الفلسفة حركة فكرية دؤوبة في العقل، والعقل – ايضا – حركة دؤوبة في الفلسفة، وهما يرتبطان بالحرية التي تدرج كل النصوص ضمن الحركة التأويلية.

ان كل النصوص «تأوول» الى الحركة التأويلية ضمن الحرية ومسؤوليتها التاريخية في تأويل النص عقلاً وتأويل العقل نصاً!

ان العقل يؤوِّل النص الذي يخرج جدلاً من رحم العقل والذي هو – ايضا – يخرج جدلاً من رحم النص (...)، ان حرية العقل تأويلاً من حرية النص وان حرية النص تأويلا من حرية العقل!

ان هذه النظرة العلمية الموضوعية يتنكر لها العقل المتشدد ويدرجها في حيثيات تكفيرية ما انزل الله بها من سلطان.. فالاجتهاد في تأويل النص الديني كما يراه الكثيرون من علماء المسلمين في البحث عن مصالح الناس في تأويل النصوص الدينية: فالنص الديني اذا تعارض مع مصلحة الناس لا يؤخذ به شرعا وانما يؤخذ شرعا بنص ما ينفع الناس! ان ما هو نافع بالأمس قد لا يكون نافعاً اليوم ارتباطا بحركة التاريخ والجغرافيا في التحول والتغيير في الناس وما ينفع الناس.

ان كل النصوص مناطة بحركة التاريخ والجغرافيا تأويلاً في مفهوم نصوص الحياة عند الناس!

ويرفض العقل المتشدد الديني المنغلق على الماضي اي تأويل واجتهاد امام نصوص سيرورة المتغيرات في التاريخ والجغرافيا في حياة الناس.. وتأخذ الضجة الفكرية في المغرب مسارات ابعادها السياسية والتكفيرية ضد دعوة المساواة في الارث بين الرجل والمرأة الذي يدعو لها المجلس الوطني لحقوق الانسان (بالنهوض بالمساواة والانصاف بين الجنسين)، علما ان المجلس هيئة رسمية تشكلت بقرار ودعم من ملك المغرب! وذلك واقع وطني يمكن اخضاعه لحركة التأويل في النص كما يراه البعض ارتباطا بحق المساواة بين الرجل والمرأة وفيما يؤكده تاريخيا العلامة الاسلامي الكبير (ابن رشد) «في انه لا يقطع بكفر من خرق الاجماع مع التأويل» ويطالب المجلس الوطني لحقوق الانسان في المغرب: «بتسريع احداث هيئة المناصفة ومكافحة كافة اشكال التمييز وتخويلها اختصاصات الحماية والوقاية والنهوض بالمساواة والمناصفة بين الجنسين وتعديل مدونة الاسرة بشكل يمنح المرأة حقوقا متساوية مع الرجل في ما يتصل بانعقاد الزواج وفسخه، وفي العلاقة مع الاطفال، وكذا في مجال الارث».

ان بين الثابت والتحرك في النصوص الدينية يأخذ الاختلاف في الرأي واقعه فكراً في التأويل والاجتهاد: فالثابت ضمن المطلق والمتحرك ضمن النسبي، إلا ان ميلاً متحركاً في التأويل يحرك ثابت النص، فالثابت يمسك بالمتحرك والمتحرك يحرك الثابت ضمن سيرورة منظور حركة التاريخ والجغرافيا في الحياة وفي مؤشرات فلسفية دينية عند العلامة الاسلامي الكبير (ابن رشد) يأخذ الواقع النسبي في التأويل حركته في تحريك الثابت واقعا في اتجاه اسلامي فلسفي ديني يرى ان بنية الصيرورة المادية والفكرية هي دؤوبة الحركة ثابتة في الشكل ومتحركة في الجوهر، فالنسبي يحرك المطلق جدلاً في البلاغات التأويلية لدى الراسخين في مجالات الامور الدينية! وفي الاثر (اختلاف امتي رحمة) وكان السؤال يتجلى: ان كل اختلاف متحرك اي ان الرحمة في المتحرك وليس في الثابت هكذا يأخذ الجدل على شواطئ حركة التاريخ والجغرافيا في حياة الامم والشعوب! فالرحمة تأويلاً كون الاختلاف متحركا في النص الثابت: يعطي دليلاً ان مساواة المرأة مع الرجل رحمة انصاف وعدل تتجلى: بالنهوض بالمساواة والانصاف بين الجنسين وفق مطالبة المجلس الوطني لحقوق الانسان في المغرب!.