علاقات » اوروبي

تفجيرات باريس وشماتة إبليس

في 2015/11/18

أحمد الديحاني- الشرق السعودية-

تقول لهم: هو منظر بشع مزعج ما حدث في باريس، فيقولون لك: انظر إلى سوريا والعراق ففيهما أبشع، تقول لهم: كلاهما يستحق الإدانة، فيقولون: دعهم يجربون ما نجربه منذ سنين.

لغة التطرف والإرهاب واحدة، يقول ذات المعنى رئيس نظام يقصف شعبه بالبراميل، ويقول المعنى ذاته رئيس عصابة تدعي أنها النظام الجديد الذي سيحكم باسم الدين، ويردده من خلفهما الاتباع والمستفيدون في كل مكان من العالم الذي يبدو أنه سيعاني كثيرا من هذا البلاء.

صدام الحضارات، نظرية صموئيل هنتنجتون التي نشرها في كتاب صدر عام 1996، بشرت بما نشاهد بعضه الآن، عالم سيكفر بكل مكاسبه الحضارية التي جناها بعد دماء ليعود مجددا إلى الدماء، والوقود من الجهتين، جهة مستنفذة تحاول الإبقاء والزيادة من مكاسبها وأخرى تحاول قلب المعادلة بطرق شرعية تارة وتارات بطرق لا أخلاقية.

أجزم أن أول منظر لهذا الإرهاب المروع قد حدث قبل سبعين عاما، حين كانت منظمات إرهابية صهيونية تحاول التمهيد لقيام دولة عبرية، كمية المظالم تلك غنى عليها كثيرون ليعزفوا لحن الصمود دعاة للعنف في سبيل استرجاع الحق، والقضايا السياسية التي لا تحل هي المسؤول الأول عن دورة العنف حين تبدأ ولا تنتهي، وفي المنطقة الآن أكثر من بؤرة للعنف تنتج بؤرات جديدة لدورة العنف والعنف المضاد وكمية من المظالم تنتج مزيداً من الألحان ليعزفها الدعاة إلى العنف وفق جميع ألحان الأيديولوجيات والبكائيات للمذاهب والتحزبات.

وحينما ترتفع أصوات ألحان البكائيات، وتضطرب طبول الدعوة للعنف، تصبح الأصوات المعتدلة شيئا من الهباء لا يسمع نحيبها الهادئ إلا أصحابها، حينها تصبح نظرية الصدام أقرب مع الأسف من نظرية الاقتراب لأن الفريقين الأكثر تطرفا في الجانبين اختارا أن يتقابلا وجها لوجه في نهائي العالم.

وبالإفساد في الأرض تسفك الدماء فيضحك إبليس ومن يشبهه على مشهد الدماء لبشر جعله الله خليفته على الأرض ليعمرها، فإذ به يعود لسنة الخلق البائد في القتل والقتل المضاد ليفني نفسه ومن بعده.

ختاما، هي أسئلة أعرضها وإن بشكل سيناريو يبدو كارثيا، هل هذا هو ما يطمح له الفرحون بالعنف الدعاة لأبواب جهنم؟!.