دعوة » مواقف

شيخ الأزهر لأبناء الغرب: لا تردُّوا على الإرهاب بإرهاب

في 2015/11/23

الشرق السعودية-

قال شيخ الأزهرأحمد الطيب أمس، إن من الخطأ الربط بين الإسلام وهجمات أطلق مرتكبوها شعارات إسلامية، وطالب أبناء الغرب بألا يردوا على الهجمات بهجمات على المسلمين في بلدانهم.

وقال شيخ الأزهر في كلمة بالقاهرة إن الإرهاب «ليس إفرازاً لدين سماوي أياً كان هذا الدين، بل هو مرض فكري ونفسي يبحث دائماً عن مبررات وجوده في متشابهات نصوص الأديان وتأويل المؤلين ونظرات المفسرين.»

وأضاف «الدرس الذي يجب أن يعيه الجميع وبخاصة في هذه الظروف العصيبة التي يمر بها العالم أن الإرهاب لا دين له ولا هوية له.

«ومن الظلم البيّن بل من التحيز الفاضح نسبة ما يحدث الآن من جرائم التفجير والتدمير التي استشرت هنا أو هناك إلى الإسلام لمجرد أن مرتكبيها يطلقون حناجرهم بصيحة الله أكبر وهم يقترفون فظائعهم التي تقشعر منها الأبدان.»

وتابع أن مرتكبي الهجمات «قلة قليلة لا تمثِّل رقماً واحداً صحيحاً بالنسبة إلى مجموع المسلمين المسالمين المنفتحين على الناس في كل ربوع الدنيا.»

وقال تنظيم داعش الذي استولى على أجزاء كبيرة من العراق وسوريا إنه وراء هجمات في باريس أوقعت 129 قتيلاً وأكثر من 300 مصاب قبل أسبوع. كما أعلن التنظيم مسؤوليته عن إسقاط طائرة ركاب روسية في مصر قتل جميع من كانوا فيها وعددهم 224 شخصاً نهاية الشهر الماضي. وأعلن التنظيم مسؤوليته عن هجوم قتل فيه العشرات في الضاحية الجنوبية من بيروت معقل حزب الله اللبناني.

وتعرضت مساجد كما تعرض مسلمون لهجمات انتقامية محدودة في أكثر من دولة غربية بعد هجمات باريس.

وقال الطيب «على الذين أقدموا على ارتكاب جريمة حرق المصحف وحرق بيوت الله في الغرب أن يعلموا أن هذه الأفعال هي الأخرى إرهاب بكل المقاييس بل هي وقود للفكر الإرهابي الذي نعاني منه».

وأضاف «لا تردُّوا على الإرهاب بإرهاب مماثل، وليس من المنتظر أبداً ممن يزعمون التقدم والتحضر إهانة مقدسات الآخرين على مرأى ومسمع من الناس».

وقال الطيب الذي كان يتحدث في اجتماع لمجلس حكماء المسلمين الذي تأسس العام الماضي «علينا أن نسير في اتجاه التصدي للفكر الإرهابي بكافة صوره وأشكاله ودعوة النخب العربية والإسلامية كل في مجال تخصصه لتجفيف ينابيع هذا الفكر من خلال منظومة متكاملة تشمل التعليم والثقافة والشباب والإعلام وخطاباً دينياً معبِّراً عن حقيقة الإسلام وشريعته.»

ويقول مجلس حكماء المسلمين في موقعه على الإنترنت إنه هيئة دولية مستقلة تهدف إلى تعزيز السلم في المجتمعات المسلمة وإنه يضم «ثلة من علماء الأمة الإسلامية وخبرائها ووجهائها ممن يتسمون بالحكمة والعدالة والاستقلال والوسطية.»

وقال المجلس إن مبعوثين منه سينطلقون أمس في 16 قافلة تجوب العالم لتصحيح ما قال إنها مفاهيم مغلوطة عن الإسلام.