دول » الكويت

7% من سكان الكويت يتعاطون المخدرات!

في 2015/11/30

القبس الكويتية-

حذر خبير معالجة الإدمان ميثم الاستاذ من تزايد اعداد متعاطي المخدرات في الكويت من الجنسين، «بشكل مرعب»، مؤكدا ان «نسبة المتعاطين للمخدرات بأنواعها وصلت الى %7 أي اكثر من ضعف النسبة المتعارف عليها عالميا وهي %2.5».

وقال الاستاذ في لقاء مع القبس ان اخطر نوعين منهما «الكيميكال» و«الشبو» اللذان يتلفان خلايا الدماغ، ويؤديان الى الجنون، منبها الى ان «الآفة» تنتشر بصورة غير طبيعية في البلاد، بينما ردود افعال الدولة ليست بالمستوى المطلوب.

وعن الفئات العمرية للمتعاطين، اوضح انه في السابق كانت تبدأ من سن 17 عاماً، إلا انه في الفترة الاخيرة وصلت الى 12 سنة، حيث استقبل مركز معالجة الادمان طالبة في المرحلة المتوسطة تتعاطى بإحدى المدارس.

واشار الى ان %80 من تجار المخدرات هم نزلاء في السجن المركزي، وجميعهم غير كويتيين ويديرون عمليات البيع عبر الهاتف، مطالبا بتفعيل القانون بحق تلك «العصابات المنظمة» عبر تنفيذ أحكام الاعدام او الإبعاد عن البلاد.

مواضيع مترابطة

كما أكد رئيس مركز نجاحات للاستشارات النفسية والاجتماعية واستشاري علاج الادمان وأول معالج ادمان كويتي، ميثم الأستاذ، أن أخطر نوعين من المخدرات هما «الكيميكال» و«الشبو»، كونهما يتلفان خلايا العقل ويؤديان إلى الجنون، مشيرا إلى أنه تأتيهم حالات متعاطية منذ فترة للكيميكال والشبو ليس لها علاج لأنها وصلت إلى الجنون، أما إذا كان من بدايته فيتم علاجه.

وأضاف الأستاذ خلال لقائه مع القبس، أن المخدرات تنتشر بصورة غير طبيعية، وللأسف ردود افعال الدولة ليست بالمستوى المطلوب، فالمخدرات تروج بكثرة بالبلاد، لافتا إلى أن طرق الوقاية منها هي مجتمعية، اذ يجب تضافر كل الجهود من قبل وزارات الداخلية والأوقاف والشؤون الإسلامية والتربية والصحة من خلال خطة للقضاء على آفة المخدرات.

وذكر الأستاذ أن الفئات العمرية التي تراجعهم بالمركز في السابق من سن 17 سنة، ولكن بالفترة الأخيرة وصلت إلى 12 سنة، وهي طالبة تتعاطى بإحدى المدارس الخاصة، مبينا أن السن انخفضت بشكل كبير مما ينذر بالخطورة. وفي ما يلي تفاصيل اللقاء:

في البداية حدثنا عن آفة انتشار المخدرات في البلاد؟

المخدرات منتشرة في البلاد من قبل الغزو العراقي الغاشم، ولكن بعد التحرير انتشر بشكل أكبر، لأن الناس أصبح لديهم معرفة أكثر بالمخدرات، فقبل الغزو لا يعرفون سوى «الحشيش» أو الخمور وبعد التحرير والانفتاح وبعض الجنسيات التي أتت للبلاد وبعض المواطنين الذين عاشوا بالخارج نقلوا المخدرات إلى المجتمع الكويتي، ولكن انتشار المخدرات خلال السنوات الخمس الأخيرة وصلت لمعدلات قياسية جداً.

أرقام خطيرة

ما أكثر المجتمعات بتعاطي المخدرات؟

كل المجتمعات فيها أشخاص متعاطون ومروجون للمخدرات والنسبة المتوسطة لمدمني المخدرات حسب الإحصائية المتعارف عليها من قبل هيئة الأمم المتحدة هي %2.5 لأي مجتمع، ولكن بالكويت نكاد نصل إلى أكثر من ضعف النسبة العالمية المقبولة، وهي نسبة %7 من المتعاطين، وهي مشكلة كبيرة لابد من تضافر الجهود للقضاء عليها.

الفئات العمرية

ما الفئات العمرية التي تراجعكم بالمركز؟

الفئات العمرية التي كانت تراجعنا في السابق تبدأ من سن 17 سنة، ولكن في الفترة الأخيرة وصلت إلى سن 12 سنة، فلدينا طالبة تتعاطى بإحدى المدارس الخاصة، والملاحظ أن السن انخفضت بشكل كبير، مما ينذر بالخطورة، فالبنات بدأن بالتعاطي، ويفضلن حبوب الفراولة والكيميكال، فمخدر الكيميال غزا بشكل كبير المدارس الخاصة والصالونات النسائية، والمشكلة الأكبر أن البنات المتعاطيات يتفاخرن بالإدمان، وتجد المتعاطية تضعه بحقيبتها مع المكياج، فنسبة انتشار المخدرات بالكويت عالية جداً، وأكاد أجزم بأننا الدولة الثانية بالعالم في نسبة الإدمان، وللأسف كنت أتمنى أن نحصد المراكز الأولى في أمور أخرى.

تخفيض المعدل

ما دورك كمعالج بالمركز؟

أنا عضو في جمعية المستشارين الأميركية الوطنية للوقاية من إساءة استخدام الكحول والعقاقير الطبية، فمنظم الجمعية عليه واجبات، منها توعية المجتمع بخطورة المخدرات وأضرارها من خلال المحاضرات بالمدارس واللقاءات التلفزيونية والصحافية، ليسهم بتخفيض معدل تعاطي المخدرات، أما الجانب الأساسي لدي فهو علاج المدمن، ففي الغالب العائلة تأتي وحدها وتقول إن لديها ابناً يتعاطى، وليس لديهم معرفة بما يفعلونه معه، فأشرح لهم طبيعة المرض وأن عليهم ألا يشعروا بالخجل فهو ليس وصمة عار، وإنما هو مرض، وأشرح لهم الواجب التي يجب أن يقوموا بها، ومن ثم ندخل هذا الشخص المصحة ونتابع عملية العلاج وأثناء وجوده نجتمع مع أسرته، فالإدمان المتضرر فيها ليس المتعاطي فقط، بل حتى أهله لتحطمهم النفسي وإحساسهم بالدونية، وذلك بانعزالهم عن المجتمع، إضافة إلى أن المركز لدينا به مجموعة علاجية للأسرة من خلال تهيئتهم من حيث كيف يفكر الشخص، وكيف يتم التعامل معه، وكيف سيكون بعد العلاج، ولدينا أشخاص يعالجون من الإدمان قبل 16 سنة، وإلى الآن يراجعوننا ونعمل لهم مجموعة علاجية ونجتمع معهم لكي يبقوا دائماً ممتنعين عن التعاطي.

حفلة 5 نجوم

هل المركز يعالج المواطنين فقط، أم جميع المدمنين؟

جميع المدمنين يعالجون بالمركز، فالمركز فيه وحدات كثيرة منها وحدة استشارات نفسية واجتماعية وأطفال متعثرين دراسياً، ومشاكل زوجية واختبارات نفسية ومنها علاج الإدمان فالإدمان علاجه لدينا بالمجان فالاجتماعات مع أهالي المدمنين بالمجان والاجتماعات مع المدمنين بالمجان والاختبارات بالمجان والشخص المدمن عندما يكمل سنة لدينا نعمل له حفلة 5 نجوم على حسابنا، فعلاج الإدمان لدينا غير قابل للربح خدمة للموطنين والمقيمين، فنسبة النجاح من الإدمان بمركزنا تتماشى مع النسبة العالمية %80، فالهدف لدينا هو علاج المتعاطي من الإدمان، وأن يكون فيه تغير حقيقي إلى الأحسن دائماً في طريقة تفكيره، وكيف يعيش يومه وحياته دون تعاطي للمخدرات.

أرقام مرعبة

كم عدد الحالات الي تستقبلونها بالمركز، وما هي أكثر الأنواع التي يتعاطونها؟

في الشهر لا يقل عن 20 إلى 30 حالة جديدة من ذكور وإناث، حيث إنه منذ سنوات كل 6 أشهر تأتينا بنت مدمنة، أما الآن كل شهر تراجعنا حالة أو حالتين، وأكثر الأنواع التي يتعاطونها بالفترة الحالية هما مخدر الكيميكال والشبو أما الهيرويين شبه انقرض فلم تأتينا حالات خلال السنوات الأخيرة مدمن يتعاطي هيرويين.

ما أخطر أنواع المخدرات؟

أخطر نوعين من المخدرات هما الكيميكال والشبو، لأنهما يتلفان خلايا العقل، ويؤديان إلى الجنون، أما المخدرات الأخرى كالهيرويين فتأثيراتها أقل، فهي تتلف الجسم، ولكن العقل بعد ترك المتعاطي للإدمان، ومرور 5 أيام من العلاج يسترد قواه مرة أخرى، حيث تأتينا حالات يتعاطى أصحابها الكيميكال والشبو منذ فترة، وليس لهم علاج لدينا، لأنهم وصلوا إلى الجنون، أما إذا كان الأمر من بدايته، فيتم علاجه، لذا أنصح الأهالي الذين يتعاطى أبناؤهم المخدرات بأن الوقت العدو الأول لهم، فكل يوم يفوتهم يخسرون أبناءهم، فعليهم المراجعة بأسرع وقت ممكن لمعالجة هذه الآفة الخطيرة.

انتشار غير طبيعي

هل ترى ان المخدرات بدأت تنتشر بصورة غير طبيعية؟

نعم المخدرات، يوما عن يوم، تنتشر بصورة غير طبيعية، وللأسف ردود أفعال الدولة ليست بالمستوى المطلوب، فترويج المخدرات بكثرة في البلاد وطرق الوقاية منها هي وقاية مجتمعية، يجب تضافر كل الجهود من قبل وزارات: الداخلية والأوقاف والشؤون الإسلامية والتربية والصحة من خلال خطة للقضاء على آفة المخدرات.

الإعدام

هل القوانين الحالية تعتبر رادعة لتجار المخدرات؟

أقوى عقوبة هي الاعدام لتجار المخدرات، والقوانين بحاجة الى تفعيلها، أما المدمن أول سابقتين، فمن الأجدر ألا يحبس، ولكن تلزمه بالعلاج حتى يقل لدينا تجار المخدرات.

بكل صراحة هل المدارس والجامعات أصبحت مكانا لترويج المخدرات من خلالها؟

نعم، خصوصا المدارس والجامعات الخاصة، فهناك أكثر من جامعة خاصة فيها طلبة مدمنون، وكذلك في أكثر من مدرسة خاصة بعد المداهمة وجدوا فيها مخدرات بشكل كبير، فالمدارس والجامعات الخاصة فيها انتشار هائل للمخدرات.

ما الطرق التي تؤدي الى جذب الشباب للادمان؟

رفقة السوء من خلال تحريضه على المخدرات وتجريبها ومن خلال تعاطي شخص وتحريض أصدقائه على الأدمان.

ضبط العصابات

هل جهات الدولة متمثلة بوزارة الداخلية والإدارة العامة للجمارك قادرة على محاربة وضبط تجار المخدرات؟

هم يحاولون، ولكن إلى الآن ليسوا بقادرين، وهذا ليس قصورا منهم، فتجار المخدرات هم عصابة لديهم كوادر ويخترعون ويبتكرون طرقا جديدة ومسخرين طاقات للترويج، ولكن أفضل جهاز بالكويت بمكافحة المخدرات هم رجال مباحث مكافحة المخدرات على الرغم من أن عددهم قليل إلا أن جهودهم جبارة.

ما المطلوب من الحكومة للتصدي لآفة المخدرات؟

%80 من تجار المخدرات داخل السجن المركزي، فالمدمن يرفع الهاتف ويتصل على رقم «البياع» وهو داخل السجن المركزي وهم جميعهم غير كويتيين، فيتفق معه على الكمية ومن ثم يحوله على حسابه بأي دولة ويعطيه العنوان الذي فيه المخدرات، انهم عصابة منظمة داخل السجن، والحل هو وضع أجهزة تشويش تمنع الاتصال، فهناك تجار من جنسيات مختلفة يأتون الى الكويت ويرتكبون جريمة ويسجنون بتعمد لكي يدخلون السجن، فالهدف من دخولهم السجن، أن التجار الذين قبلهم تنتهي مدة سجنهم ويرحلون وهم مكانهم ليروجوا المخدرات، فالحل إما اعدامهم أو ابعادهم عن البلاد، وفي الوقت نفسه لابد من تعزيز الرقابة على الحدود خاصة البرية لانها تدخل عن طريقها الشاحنات الكبيرة.

ضعف الوازع الديني

اوضح هيثم الاستاذ: هناك أمورا كثيرة تؤدي إلى إدمان المخدرات، كضعف الوازع الديني والتربية الأسرية المفككة وأصدقاء السوء والانفتاح على الأنترنت والعولمة بكل أشكالها، وليس كل شخص يتعاطى المخدرات هو شخص مدمن، ولا كل شخص يتعاطى مخدرات يستمر فيها، فهناك أشخاص تعاطوا مرة أو مرتين بحياتهم ولم يعودوا اليها مرة أخرى، فالمدمن هو الشخص الذي يتعاطي فترة مستمرة، وهناك دول في الخارج منذ سنة 1991 لديها أشعة مقطعية تثبت أن هناك خللا بالدماغ والشخص مصاب بالادمان أو مهيأ له، ويبدأون بالعلاج الوقائي، بالإضافة إلى أن هناك مسلسلا أجنبيا من 120 حلقة الهدف منه كيفية تصنيع مخدر الشبو وبيعه، فهو أدى إلى جذب الكثير من الشباب للتعاطي.

الوضع القانوني

أوضح الاستاذ أن القانون الكويتي مادة 35، بين أن كل من يتقدم بنفسه أو أهله أو أقاربة بالدرجة الأولى أو الثانية لا يتعرض لأي مساءلة قانونية، إضافة إلى أننا أقسما على 12 بندا، ويهم الأهالي البند الاول، وهو الحفاظ على المسؤولية، لدرجة أن الشخص الذي يأتي لدينا لا نطلب بياناته، ولكن نأخذ بياناته في حالة واحدة وهي إذا قبل المتعاطي الدخول الى المصحة.