سياسة وأمن » تصريحات

المحرِّض على الإرهاب أخطر من القاتل..!

في 2015/11/30

الرياض السعودية-

يعد التحريض المسبب الأول لانخراط كثير من الشباب في الجماعات المتطرفة، والمحول الأكبر لعقول الشباب، حيث دفع المحرضون الكثير لغياهب الإرهاب والتورط في الانخراط في الخلايا الإرهابية والتخطيط لاستهداف المواطنين والمستأمنين، والتخطيط لاغتيال الشخصيات المهمة، وغيرها حيث يسعى دعاة التحريض إلى زرع الفتنة والبلبلة بين أبناء المجتمع تجاه مختلف القضايا.

وتنوعت سبل التحريض وأدواته واختلفت من تحريض مباشر عبر التجمعات والمحاضرات وعبر المنابر، حتى أصبح إلكترونياً من خلال منصات الإعلام الجديد، من خلال معرفات فتنة يديرها أصحابها من بيوتهم وهم بين أهاليهم ينعمون، حيث أغاضهم ما ننعم به في هذا الوطن من نعمة تطبيق الشريعة والأمن والأمان واللحمة بين القيادة والشعب، لذا يسعى الأعداء من الخارج والداخل لزوال هذه النعم العظيمة، مستخدمين وسائل الاتصال الحديثة بالتحريض الإلكتروني لاستعطاف العامة وإثارتهم وتهييجهم للخروج عن الجماعة وتمزيق المجتمع ونشر الفوضى.

تسهيل العودة

ويقول الناطق الأمني بوزارة الداخلية اللواء منصور التركي -في تصريح سابق- على محاكمة كل من توفرت الأدلة على تورطهم في تحريض السعوديين على السفر إلى مناطق تشهد صراعاً، والمشاركة فيما يدور فيها من قتال، وكذلك من ثبت قيامهم بتسهيل ذلك أو المساعدة عليه يقول: إن المملكة حرصت على مساندة كل من تم التغرير بهم من السعوديين، وذلك بتسهيل عودة من يبادر منهم بالاتصال، وسبق وأن أعلنّا عن قيام الجهات الأمنية المختصة بالمملكة بترتيب وتسهيل عودة سعوديين من مناطق تشهد صراعات بعد مبادرتهم بالاتصال وطلب المساعدة، وما زالت الدعوة مفتوحة لمن يبادر بالاتصال.

توصيات علمية

وفي هذا الصدد كشفت دراسة علمية أكاديمية مقدمة للمعهد العالي للقضاء كرسالة لنيل درجة الماجستير، تحت عنوان "جريمة التحريض الإلكتروني المخلة بأمن الدولة" عن أن كل ما يصدر من الأشخاص في وسائل الاتصالات الحديثة من تحريض على الإخلال بأمن الدولة وتجريم ذلك العمل وتحريمه بالكتاب والسنة والإجماع والأنظمة المرعية في المملكة وبعض الدول العربية، سواء كان ذلك بالسلوك أو بالاشتراك أو بالشروع، وعقوبة ذلك في الشرع والنظام.

وخلص الباحث الشيخ راشد الهاجري إلى توصيات عدة، منها التأكيد على ترسيخ العقيدة والتوحيد والسنة وعدم الابتداع، حيث إن ذلك سبب جلب كل خير ودفع كل شر وتحقيق الأمن في الدنيا والآخرة، قال تعالى: "الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُم بِظُلْمٍ أُولَٰئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُم مُّهْتَدُونَ"، "فليعبدوا رب هذا البيت الذي أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف"، وسبب لحماية الفرد والمجتمع، من الدخول في هذه الأفكار وانتشارها، والتأثر بها، ويأتي ذلك، عبر الدروس والمحاضرات والمؤتمرات والندوات، من كبار أهل العلم من العلماء الربانيين أصحاب المنهج السلفي الذي قامت عليه هذه البلاد المباركة

التوعية مطلوبة

وأكد الهاجري على أهمية حث وتوعية المجتمع بشتى وسائل الإعلام المقروء والمسموع والمرئي من خلال دعوة العلماء والمؤسسات الدينية والوزارات المسؤولة عن التربية والتعليم والثقافة والإعلام، وباستخدام التقنية الحديثة ووسائل الاتصال الجديدة، لتصل إلى كل طبقات المجتمع وشرائحه، وتوضيح أخطار التحريض الإلكتروني المخل بأمن الدولة وأعمال الخوارج والإرهابيين وهذا اسمهم الشرعي وليس الفئة الضالة، مُشدداً على دعوة المحرضين لضرورة الامتناع عن زرع الفتن وإثارة الحماس غير المنضبط بالشرع الدافع إلى الخروج والإرهاب باسم الدين والحرص على الأمة ومصالحها، قال تعالى: "وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ، أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَٰكِن لَّا يَشْعُرُونَ"، موصياً بلزوم جماعة المسلمين وإمامهم ولزوم العلماء لدرء الفتن واستئصال الإرهاب من جذوره والقضاء على التطرف والتعصب، مطالباً بسرعة محاكمة من يثبت بحقه التحريض الإلكتروني المخل بأمن الدولة، ومعاقبتهم؛ لأن هؤلاء هم سبب تورط كثير من الشباب في أفكار الخوارج والانخراط في الخلايا الإرهابية، وأن سبب هذا كله التحريض الإلكتروني المخل بأمن الدولة.

جريمة التحريض الالكتروني

وحددت الدراسة معالم جريمة التحريض الالكتروني من خلال خلق فكرة الاعتداء على أمن الدولة في ذهن الآخرين عبر الوسائل الإلكترونية، والحث والتشجيع على ذلك لغرض غير مشروع يخل بأمن الدولة، وبث الخوارج أفكارهم في هذه الوسائل بصور عديدة ذكرها الباحث تخالف الشرع والسنة لسهولة استخدامها وسرعة انتشارها وقوة تأثيرها، ونتيجة ذلك تتمثل في عدم السمع والطاعة لولاة الأمر، وعدم الرجوع لبعض العلماء لاهتزاز ثقة الناس بهم بسبب ما يثار حولهم من الشبهات والكذب والافتراء من الخوارج أهل الزيغ والضلال ودعاة الفتنة، ثم الخروج عليهم بالتكفير والتفجير وزعزعة الأمن، مشيراً إلى أن عقوبة التحريض في الشرع هي نفس عقوبة الخوارج، لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ستكون هنات وهنات ألا ومن خرج على أمتي وهم جميع فاضربوا عنقه بالسيف كائناً من كان".

90 تغريدة في دقيقة

وكشف رئيس حملة السكينة الشيخ عبدالمنعم المشوح عن استهداف تنظيم داعش الإرهابى المملكة بشكل رئيس وذلك عبر منصات إلكترونية رسمية لقيادات أخرى مناصرة لأعماله الإرهابية، مضيفاً أنه وفق دراسة ميدانية تنطلق نحو (129.600) تغريدة يومياً على "توتير" للتحريض ضد المملكة بواقع (90) تغريدة كل دقيقة، مبيناً أن التنظيم يستهدف تجنيد الفتيان وصغار السن ومحدودي الثقافة لمناصرته.

نظام مكافحة الإرهاب وتمويله

وطبقت المملكة اعتباراً من فبراير 2014م نظام "مكافحة الإرهاب وتمويله"، بعد أن أقره مجلس الوزراء في منتصف ديسمبر 2013م، ونص النظام، الذي تضمن (41) بنداً على "أن أي نشاط يقوض الدولة أو المجتمع بما في ذلك دعوات تغيير النظام في المملكة، وتعطيل النظام الأساسي للحكم، أو بعض مواده، وحمل الدولة على القيام بعمل، أو الامتناع عنه، والاعتداء على السعوديين في الخارج" يدخل ضمن الجريمة الإرهابية.

وعرّف النظام الجديد، الجريمة الإرهابية بأنها: كل فعل يقوم به الجاني، تنفيذاً لمشروع إجرامي فردي أو جماعي في شكل مباشر أو غير مباشر، يقصد به الإخلال بالنظام العام، أو زعزعة أمن المجتمع واستقرار الدولة، أو تعريض وحدتها الوطنية للخطر، إلى آخره، ونص النظام على أن تسري أحكامه على كل شخص، سعودياً كان أم أجنبياً، ارتكب خارج المملكة جريمة من الجرائم المنصوص عليها، ومنها التحريض على تغيير نظام الحكم في المملكة، وتعطيل النظام الأساسي للحكم، أو بعض مواده، وحمل الدولة على القيام بعمل، أو الامتناع عنه، والاعتداء على السعوديين في الخارج.