علاقات » اوروبي

إرهابيون بلا دين (3)

في 2015/12/02

سلوى العضيدان- الاقتصادية السعودية-

حدثتكم في المقال السابق عن سلاح الأفكار، الذي تستخدمه "داعش" في اقتناص ضحاياها من الشباب، وتحويلهم إلى دمى متحركة، مسلوبة العقل والإدراك، وهو يقوم على ركيزتين هما.. نوعية الضحية، ومهارة الاستماع!.

وهي بذلك تستخدم سلاح الأفكار في السيطرة على ضحاياها وتوجيههم "بريموت كنترول" حسب مكان ونوع التخريب والدمار والتفجير..!

ما الحل إذن؟

علينا أن نحارب "داعش" بنفس سلاح الأفكار الذي تستخدمه، لكن بطريقة مضادة، تهدف إلى استعادة شبابنا "الملعوب عليهم"، و"تسقط ورقة التوت" عن سوأة هذه العصابة التي تزرع الحقد والبغض في قلوب شبابنا، وتصنع منهم مجرمين، لا يتوانون عن سفك دم حبيب كان لهم يوما أبا أو خالا أو ابن عم..!

- الاستماع الجيد لشبابنا وعدم تسفيه آرائهم ووجهات نظرهم، ووجوب إشعارهم بأهمية وجودهم في البيت والأسرة والمدرسة والمجتمع، وتعزيز ثقتهم بأنفسهم من خلال فتح قنوات للحوار معهم بشكل يومي مستمر، وعدم استخدام التسلط والقسوة في التعامل في حال وجود مشكلة، فلا يكفي أن توفر سيارة وجوالا وغرفة مستقلة وملابس ثمينة لولدك حتى يكون بخير، هذه كلها لا تعني له شيئا إن كان يشعر بالتهميش وعدم الاحترام من قِبل والديه وأسرته، فمعظم "المغرر بهم" كانوا يمتلكون كل هذا، لكنهم كانوا يفتقدون من يسمعهم ويحتويهم وينصت إليهم باهتمام..!

- إيجاد بيئات محفزة للشباب نحو الإبداع واستغلال المواهب وإشباع الهوايات، وتفعيل دور الأندية الأدبية "الله يرحم حالها"، وتنشيط الأمسيات الفكرية والأدبية والمسرحية والفن الراقي، ووضع المسابقات التنافسية في مختلف أنواع الفنون الرياضية والفنية والجسدية والأدبية، التي يجب أن يدعمها رجال الأعمال والرئاسة العامة لرعاية الشباب.

- استغلال طاقة بعض الشباب الجامح "كالدرباوية والمفحطين" في إقامة ساحات رياضية منظمة وآمنة، ويسند إشرافها إلى هؤلاء الشباب، الذين يعشقون حب الظهور، ولفت أنظار الآخرين، بعد أن تصقل شخصياتهم بالدورات التدريبية المكثفة.. والتدريب على التعامل مع الجمهور.. وسيدهشونكم حين ترون كم بطل راليات وسباق سيارات سيتوج بسببهم، بعد الله تعالى.. وقس على هؤلاء كل نوعية من الشباب الذين يمتلكون شعبية بين رفاقهم، ونستطيع استغلال مواهبهم فيما ينفع المجتمع، ويجعلهم بعيدا عن مصائد "داعش" وغيرها!